الفنان اللبناني فضل شاكر يثير الجدل من جديد بعد "توبته الثانية"

  • 3/10/2015
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن الفنان اللبناني فضل شاكر مؤخرا خلال إحدى اللقاءات المتلفزة توبته من الفكر الديني المتشدد، وهو ما أكدته محاميته مي خنسا مضيفة أنه سيسلم نفسه قريبا للسلطات اللبنانية، وقد أثار هذا الخبر جدلا واسعا واعتبر بمثابة توبة ثانية للفنان. كالحال مع توبته الأولى، أشعل الفنان اللبناني فضل شاكر الجدل عندما ظهر تائبا للمرة الثانية، فالفنان الذي عرف لبنانيا وعربيا منذ صعوده الفني منتصف التسعينات، لا يكف عن صدمة جمهوره. في العام 2012، أعلن صاحب الأغاني الرومانسية التي رددها الآلاف، وتلميذ الفنانة الجزائرية الراحلة وردة اعتزاله. ليستبدل في العام 2013 صورته المعروفة كـفنان الرومانسية بلحية طويلة وخطاب تحريضي متشدد في صفوف الشيخ أحمد الأسير، الذي انخرط في معارك طاحنة مع الجيش اللبناني. اليوم، يعود فضل ليتوب عن توبته الأولى. في مقابلة حصرية أجرتها معه قناة أل بي سي اللبنانية، خلع شاكر المظهر المتشدد واختار زوايا المشهد بعناية، فوضع العود في الخلفية إلى جانب صورة لحفيده مبتسما. صفاء المشهد انعكس على الخطاب الذي بدا هادئا بعكس المقابلتين الصحافيتين اللتين أجراهما خلال العامين الماضيين، حيث كان يختبئ في مخيم عين الحلوة الفلسطيني في صيدا، جنوبي لبنان. بتلقائية، أمعن شاكر في نسف كل الفيديوهات التي انتشرت له خلال فترة تشدده. الفيديو الشهير الذي يتحدث فيه صاحب أغنية أوعى تصدقني إن قلتلك عن فطيستين (قتيلين من دون قيمة كالحيوانات) للجيش اللبناني، قال شاكرعنه إنه لا يقصد بالكلمة الجيش، كما نفى أن يكون قد حمل السلاح بوجهه. وعليه، حاول صاحب أغنية بياع القلوب الشهيرة التنصل من علاقته بالشيخ أحمد الأسير الذي حكم بالإعدام كما من حسابه المسروق على فيس بوك. أما تصريحاته المعادية للنظام السوري وتهديداته بالقتل لعناصر حزب الله ورئيس بلدية صيدا العام الماضي فأتت منه كأي شخص سني تأثر باغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005 وتفاقم إحساسه بالظلم بعد اندلاع الثورة السورية. لكن هل يغفر جمهور فضل شاكر المحب لأغانيه له توبته الأولى؟ لا تبدو الأمور بهذه البساطة، فالذاكرة الانتقائية لم تعد ترفا في مرحلة تحفظ فيها وسائل التواصل الاجتماعي، كما الإعلام التقليدي، أخطاء المشاهير قبل إنجازاتهم، لا سيما إن كانت تتعلق باستهداف المؤسسة العسكرية التي تنخرط في معركة وجودية ضد الجماعات الإرهابية. من يكون أحمد الأسير؟ أعقب المقابلة، التي حققت خلال ساعات قليلة أكثر من 315 ألف مشاهدة، سيلا من الشتائم لشاكر والقناة. فاحتج كثيرون على إعطاء أل بي سي المساحة لـإرهابي فار من وجه العدالة كي يلمع صورته، ورأى فيها آخرون استفزازا لأهالي العسكريين الذين سقطوا في معارك عبرا. وتصدر وسم الإرهابي المجرم فضل شاكر على تويتر لائحة العبارات الأكثر تداولا على الموقع، بعد إطلاقه بأقل من ساعة. قليلة كانت الأصوات التي خرجت للاحتفاء بـعودة الفنان الضال، لكن البعض عبر عن ارتياحه من حالة الفصام التي اضطر أن يعيشها كـمستمع شغوف بين أغاني فضل شاكر الرومانسية وصورته كـإرهابي. يقول أحد المعلقين لـفرانس 24، فضل عدم الكشف عن اسمه، بأنه اضطر أحيانا لسماع أغاني فضل شاكر بصوت منخفض كي يجنب نفسه لوم المحيطين به، يضيف اليوم باتت الأمور أسهل، وإن لم ينف ذلك جرائم فضل، وعليه تبقى الكلمة الأخيرة للقضاء. يرد صاحب المقابلة إدمون ساسين في حديث لـفرانس 24 قائلا كنت آخر من أجرى المقابلة مع فضل شاكر قبل هربه عندما كان يهدد ويتوعد وقد سمحنا له بالكلام حينها، واليوم من حقه أن ينقل صورته الجديدة، وأنا كصحافي أقيس الأمور من زاوية السبق الصحافي لكن مسألة البراءة فمتروكة للقضاء الذي أصدر حكما ظنيا غيابيا بالإعدام بحق شاكر، لكن لم يكشف بعد مستوى تورطه في أحداث عبرا. وعن كيفية إجراء المقابلة مع فار من وجه العدالة يلفت ساسين إلى أن القوى الأمنية كانت على علم بسبب دخولنا إلى المخيم، وعند خروجنا لم تطلبنا للسؤال عن تفاصيل إقامته ما يعني بأن جميع التفاصيل بحوزتها. المحامي نزار صاغية يقول لـفرانس 24 أن لا مادة قانونية تمنع وسيلة إعلامية من استضافة مطلوب للعدالة، لا سيما إن كان القرار بحقه ظنيا ولم يمثل للمحاكمة بعد. لكن هذا الكلام لم يهدئ من روع من اعتبروا المقابلة مدخلا لحل أزمة شاكر. فالقضية اتخذت بعدا سياسيا، وسط الكلام عن تسويات تبرئ شاكر منها قطرية بحسب مقربين من الأخير، ومنها ما كشفت عنه صحيفة الأخبار المحلية، عن مساعي الأمير السعودي الوليد بن طلال، المتضامن مع شاكر لأسباب دينية وسياسية، وقريبته الوزيرة السابقة ليلى الصلح للتواصل مع قيادة الجيش لهذا الغرض. اليوم ينتظر شاكر حلا لا يكلفه الكثير، بينما يحمل ذوي الجنود القضاء مسؤولية محاسبته بأشد العقوبات، أما ذوي المتشددين المرميين في السجن، دون أي اعتبار لظروفهم الفنية، فلهم في ذلك كلمتهم أيضاً. هيفاء زعيتر - مراسلة فرانس 24 نشرت في : 09/03/2015

مشاركة :