بين عمرو واكد وأبو النجا ولا عزاء لفلول الدوار

  • 4/3/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الموجة «الحقوقية» المشبوهة تكشفت عن وجوه وعن حقائق وعن تفاصيل مذهلة في تلبيس الخيانة لبوساً «وطنياً»، وهو قمة الانحدار في ضمير من خرج عن الاجماع الوطني وارتمى في احضان الاجنبي. الاستقواء بالخارج كان عاراً وشناراً، هكذا تعلمنا من مدرستنا الوطنية العربية المخلصة، وهكذا نشأنا وطنيين بمعنى الكلمة التي لا تحتمل القسمة على اثنين. لكنهم جاؤوا من الصفوف الخلفية والزوايا المنسية مكللين بالفشل ومستغرقين في الخيبة؛ ليبحثوا عن شهرة في لحظة عربية عارمة الفوضى ومشوهة المعنى، فكانت اللحظة ساحتهم وملعبهم التي صنعت لهم شهرةً زائفة على حساب اوطانهم وسمعة بلدانهم وعار لجوئهم للاجنبي استقواءً. عمرو واكد، ممثل طموحه اكبر من امكاناته في التمثيل، اشتهر ابناء جيله من الممثلين دفعته، وكان يطمع ان يكون في شهرتهم «نجم شباك» لكنه سقط في رهان التمثيل والنجومية، فوجدها فرصة في ميدان التحرير ليمثل هناك دور البطل ويحقق شهرةً مفقودة على الشاشة وربما صنعها الميدان له. ولحق خائب آخر «خالد ابو النجا» الذي يعيش حالة انفصامية غير خافية ويُعاني حالة خاصة، تركت في نفسه احساساً معيناً أراد ان يداريه ويغطيه بلعب دور «جيفارا» في القرن الجديد. وهو ما اعاد إلى ذاكرتنا الحية النابضة بما جرى هنا في 2011 وما تلاها من سنين عجاف، حين خرجت من تحت انقاض الايام وجوه هي الاخرى تعاني حالات خاصة معروفة في الاوساط الشعبية ومشهورة في شوارع الظلام وبين الخيام، لتصبح بقدرة قادر «وجوهًا مناضلة ووجوهًا حقوقية ووجوهًا سياسية». فما اشبه الدوار بما خلف التحرير من أمثال واكد وابو النجا، وكم ابو النجا وكم واكد هنا خرج في بلادنا، ليظهر هناك مستقوياً بالأجنبي مرتمياً في حضنه وقد غرس خنجره في خاصرة الوطن! رحمك الله يا جيلاً وطنياً كبيراً علمتنا ان الاستقواء بالاجنبي على الوطن خيانة عظمى وعار لا يمحي ابداً، فتزودنا بما علمتنا وصمدنا امام مغريات الخيانة والشهرة والبطولة الزائفة المصنوعة في بلادٍ اجنبية، ولم ننسَ الدرس أبداً. أ يخون الانسان بلاده؟! صرخ بها السياب شاعر العراق الكبير، لكنهم ايضاً ثلة الدعوة خانوا بلادهم حين قاتلوا مع الفارسي الصفوي جنود بلادهم واطلقوا الرصاص على وطنهم. خالد ابو النجا، عندما زار البحرين «بالغلط» اقصد الزيارة، اراد ان يُراهن على أوراق التوت الجافة في «الربيع العربي» فكانت لحظة صدمة في كلامه وفي صفاقته التي لن ننساها. وليت عمرو واكد تعلم درس الوطنية أو شيئاً منه من قريبه الوطني المعروف لطفي واكد، ذلك القومي في عروبته الصادقة والذي تبوأ رئاسة تحرير الأهالي وكان أحد الضباط الأحرار الذين رفضوا العرض الأمريكي، مستنكراً استعانة المواطن الوطني بالاجنبي ضد بلاده «أ يخون الانسان بلاده؟؟». فأين أنت يا عمرو من ذكرى ومن موقف قريبك الذي تعرفه مصر ونيل مصر وشعبها، ويذكرونه بعد عقودٍ وعقود ويستذكرون درسه الوطني ليرجموك به وانت هناك محتضناً ذلك الاجنبي ومحرضاً ضد بلادك؟ وكما لم يكسر البحرين الغالية العزيزة بعض فلول دوار العار حين استقووا بالاجنبي، كذلك لن يكسر مصر العظيمة بشعبها، المؤمنة بربها، والمخلصة لتراب وطنها، ولعروبة نيلها، لن يكسرها واكد أو خالد. كثيرون قبلكما اعتمدوا على الاجنبي الذي نصبهم وبوأهم الكراسي والمراسي، وحكومة فيشي التي وصفها النازي والفاشي في فرنسا لتحكم باسم الاجنبي المحتل، لم تصمد سوى بضعة شهور لكنها ظلت مجللةً بعار الخيانة حتى اليوم وإلى أبد الآبدين، فهلا تعلمتم يا من لجأتم إلى الاجنبي واستعنتم به ضد بلادكم؟؟. وطني ليس حقيبة وانا لست مسافرًا، هل تذكرونه محمود درويش ذلك الشاعر الجميل، وكذلك كنا وسنبقى لا يمكن لنا ان نرهن الوطن «حقيبة» في عهدة الاجنبي، فالاوطان مغروسة في حبات العين وفي القلب، ولا يعرف هذا الا من احب وطنه ذلك الحب الذي يحبه البسطاء لأوطانهم، فهلا تعلمتم منهم درس حب الوطن!

مشاركة :