جوتيريس يتعهد أمام شيخ الأزهر بدعم وثيقة الأخوة الإنسانية

  • 4/3/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: «الخليج» عقد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، جلسة مباحثات موسعة مع أنطونيو جوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، بمقر مشيخة الأزهر بالقاهرة، حيث تم تناول أوجه التعاون بين الأزهر الشريف والأمم المتحدة، في مجالات نشر السلام والتعايش، ومواجهة العنف والتطرف، والتصدي للكراهية والإسلاموفوبيا. وألقى الأمين العام للأمم المتحدة كلمة، عقب اللقاء، أعرب فيها عن تضامنه مع الجهود، التي يبذلها الأزهر، من أجل مواجهة نزعات الكراهية والتطرف، مؤكداً أنه يعبر عن احترامه للإسلام، وعن تضامنه مع أتباع الدين الإسلامي، في هذه الأوقات المضطربة، مندداً بالهجوم الإرهابي على مسجدي كرايس تشيرش، في نيوزيلندا، الذي أودى بحياة نحو 50 مصليا، مشيدا بجهود نيوزيلندا في مواجهة هذا الهجوم. كما تعهد بتقديم كل الدعم لوثيقة «الأخوة الإنسانية» التي وقعها في أبو ظبي شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان.وأشاد جوتيريس بجهود الدول الإسلامية التي فتحت حدودها للاجئين في وقت محنتهم، مؤكدا أن هذا يتسق مع التشريع الأسمى لحماية اللاجئين في تاريخ العالم، والموجودة في الآية السادسة من سورة التوبة، «وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىا يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُج ذَالِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ (6)»، وذلك قبل اتفاقية 1951 المعنية بحماية اللاجئين، بنحو 14 قرنا.وأضاف جوتيريس أنه لا بد لنا أن نقف معا، وأن يحمي بعضنا بعضا، في هذا الوقت الذي نشهد فيه الكثير من الصعوبات والانقسام، منددا بالتصاعد غير المسبوق لكراهية المسلمين، ومعاداة السامية، والعنصرية وخطاب الكراهية، والخوف من الأجانب، منوها إلى أن خطاب الكراهية يتسرب إلى الخطاب العام السائد، وانتشر كالنار في الهشيم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإذاعة، ونراه ينتشر في البلدان الديمقراطية الليبرالية والدول السلطوية على حد سواء. وأشار إلى أن هذه القوى الظلامية تهدد القيم الديمقراطية والاستقرار الاجتماعي والسلام وتهدد المجتمعات بفقدان قيمها.ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى رأب الصدوع، وإنهاء الاستقطاب السائد بشدة في كثير من المجتمعات، مطالبا القادة الدينيين القيام بدورهم، مشيدا برؤية شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وبابا الفاتيكان فرانسيس، من خلال تعاونهما في إصدار وثيقة «الأخوة الإنسانية» في أبوظبي في فبراير الماضي، في مظهر من مظاهر الأخوة بين الأديان، وهو ما يمثل شهادة رائعة على المشاعر المتبادلة، من الاحترام والتسامح والسلام؛ وهي شهادة قدمها الزعيمان العالميان العظيمان للعالم. وأكد جوتيرس أننا «سنبذل أقصى ما بوسعنا لكي تضمن الأمم المتحدة أن تصل هذه الوثيقة إلى كل مكان، وأن يكون باستطاعة جميع الناس رؤيتها، إنني أثني على هذه الخطوة الجريئة»، مشيدا ب«الدعوة التي وجهها الإمام الأكبر للمسلمين في الشرق الأوسط لحماية المجتمعات المسيحية، وبالمبادرات التي اتخذها الأزهر لتعزيز الوجه الحقيقي للإسلام ومواجهة الفلسفات المتطرفة العنيفة والدعاية الإرهابية.»من جهته، سلم الدكتور أحمد الطيب، بصفته رئيس مجلس حكماء المسلمين، رسالة رسمية إلى جوتيرس، لاعتماد مجلس حكماء المسلمين عضوا مراقبا في الأمم المتحدة.وأبدى الدكتور الطيب استعداد الأزهر للتعاون مع الأمم المتحدة لترسيخ أهدافهما المشتركة في ترسيخ السلم العالمي وتحقيق المساواة بين جميع البشر.

مشاركة :