اكتشاف نصال أسهم حجرية وشظايا أوان فخارية في «مروح»

  • 4/3/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: «الخليج»: كشفت أحدث عمليات التنقيب في جزيرة مروح، التي نفذها خبراء الآثار في دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، عن المزيد من المعلومات عن أقدم قرية معروفة استوطنها الإنسان في الإمارة قبل نحو 8000 عام، من خلال اكتشاف نصال أسهم حجرية وشظايا أوانٍ فخارية. وأظهرت الحفريات الأخيرة التي أجريت على مدى خمسة أسابيع خلال فبراير/ شباط، ومارس/ آذار الماضيين، أدلة جديدة تلقي الضوء على الممارسات المعمارية والفنية والتقنية المتقدمة التي استخدمها سكان أبوظبي الأوائل في فترات تاريخية مبكرة جداً، ترجع إلى العصر الحجري الحديث. وتبعد جزيرة مروح نحو 100 كلم غرب مدينة أبوظبي، ونحو 25 كلم عن شمال غرب ميناء المرفأ. ويستقر موقع الحفريات أعلى هضبة من الحجر الجيري الصخري في الجزء الجنوبي الغربي من الجزيرة. ويتكون الموقع الذي اكتشف للمرة الأولى عام 1992 أثناء مسح أثري للجزيرة، من سبعة تلال على الأقل، يبدو أنها بقايا انهيار هياكل صخرية من العصر الحجري الحديث. وركزت الحفريات الأثرية السابقة على أحد أصغر التلال في الموقع، وأسفرت عن العثور على مبنى حجري من ثلاث غرف يتميز بحالته الجيدة، وجودة بنائه، علاوة على عدد من اللقى المهمة الأخرى، منها جرة خزفية مستوردة معروضة في «متحف اللوفر أبوظبي»، إضافة إلى نصال أسهم من الصوان وأزرار من محار اللؤلؤ تعرض في «قصر الحصن». وشملت الاكتشافات الأخرى العديد من شظايا الأواني الفخارية، والخرز المصنوع من الحجر والمحار، والأصداف البحرية، وعظام الأسماك، وعظام ثدييات مثل الغزال وبقر البحر، وعظام الدلافين. واتسع نطاق الحفريات منذ عام 2017، مع التركيز على أكبر تل في الموقع، ما كشف عن الكثير من المباني الحجرية. وأظهر موسم التنقيب الذي انتهى مؤخراً، أهمية هذا التل، حيث عثر على مجموعة استثنائية من القطع الأثرية حول المبنى الحجري، بما في ذلك عدد كبير من نصال الأسهم الحجرية وشظايا أوانٍ فخارية مزخرفة وغير مزخرفة. وتتميز شظايا الإناء المزخرف بطلاء كثيف جميل، وتعتبر أقدم قطعة فنية زخرفية معروفة في الإمارات. وأظهرت اختبارات تحديد العمر الكربوني لعينات فحم مأخوذة من طبقات مختلفة من التربة، أن الموقع استوطن منذ فترات مبكرة جداً، قبل ما بين 6500 إلى 8000 عام. وزار محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، جزيرة مروح مؤخراً لمتابعة التقدم في الحفريات وأعمال التنقيب عن الآثار في الجزيرة. وقال المبارك: «تساهم أعمال التنقيب المستمرة في الجزيرة في الكشف عن معلومات أثرية مذهلة تخبرنا الكثير عن تاريخ أبوظبي والمنطقة وأسلوب حياة أجدادنا الأوائل. وتواصل الدائرة جهودها لحماية واستدامة المواقع الأثرية التي تُجسد أصالة تراثنا الثقافي، وتساعدنا على فهم ماضينا، وتمنحنا فرصة تقديم صورة أكثر وضوحاً ودقة عن حضارة أبوظبي العريقة للأجيال الحالية، والمقبلة. وتوفر الجزيرة المزيد من الأدلة الجديدة على ثراء ماضينا الذي يضرب بجذوره في أعماق التاريخ».

مشاركة :