أكدت الباحثة والمهتمة بشأن الأبحاث العلمية، ملاك عامر عسيري، أن أهمية البحوث العلمية غائبة لدينا في الوقت الحالي، وما زلنا نعاني عدم وجود مرشدين علميين للباحثين المبتدئين، مشيرة إلى أن الخلل ما زال يعترض البحوث العلمية، أهمها السرقات العلمية والبحوث الركيكةوأضافت عسيري، لـ«عاجل» اليوم الثلاثاء، أن بعض المنظمات قدمت دورًا لا بأس به في الآونة الأخيرة في هذا المجال؛ حيث أقيمت مسابقات ومؤتمرات تنافسية في بعض الجامعات، وتم تطوير قدرات الباحثين ومهاراتهم البحثية والاستكشافية، وتوفير ما يحتاجونه من معامل وقاعات وأجهزة وغيرها من الأدوات، لتنتج بحوثًا منافسة وقوية وذات مضمون وفائدة للعصر والمجتمع. وأكدت المهتمة بالأبحاث العلمية، أن هناك نهضة واعدة للبحوث العلمية؛ لكنها مع ذلك ما زالت تحتاج الى دعم وتمويل وتوجيه، وإيجاد مراكز تعني وتستقبل تلك البحوث حتى تنفذها على أرض الواقع، متسائلة: ما فائدة البحوث العلمية دون أن يكون لها أثر في المجتمع؟ وأشارت عسيري إلى أن وجود مركز متخصص في البحوث ودراستها أمر مهم؛ لأنه لو وجد من يحتضن البحوث ويستثمر الأفكار ويقومها ويترجمها على أرض الواقع؛ لأصبحت الانتاجية لدينا مختلفة عن صرف الورق فقط في كتابه البحوث، جازمة بأنه توجد عقول بحثية رائعة ونقية وجبارة، قد يصل صوتها للعالمية بالتميز العلمي. واقترحت أن يتم إنشاء هيئة متخصصة للبحث العلمي، يكون دورها تنسيق الأبحاث وتوجيهها، وألا تكون وجهة البحث العلمي هي نيل درجة علمية فقط، أو الترقيات بالعمل، مطالبة بوضع موجهات أخرى تنافسية ذات قيمة عالية مهنية ووظيفية حتى يزيد الاقبال بشغف على إعداد بحوث علمية تنافس عالميًا ومميزة وذات أثر رجعي ومبتكر للمؤسسات وسوق العمل. وبينت عسيري، أن أغلب البحوث التي قامت بها كانت بحوث تنافسية لمسابقات علمية؛ ولكن بعد الانتهاء من المسابقة تترك البحوث بما فيها من ابتكارات وافكار جانبا، مشيرة إلى ضرورة دعم الأعمال المميزة والاستعانة بأفكار الباحثين في حل مشكلات المجتمع والاستفادة منها، وتجسيد الأفكار إلى واقع لتتحول إلى مشروعات حقيقية، وأن يتم توفير الميزانيات اللازمة للإنفاق على البحث العلمي وتنويع مصادره. واستطردت قائلة إن البحوث العلمية لها فوائد كثيرة على المجتمع، وأهمها استخدامها في حل مشكلات المجتمع المالية والتقنية والتجارية والعلمية والاجتماعية والفكرية وغيرها، كما يستفاد من البحوث العلمية التطبيقية في مجالات التقنية والطاقة والتكنولوجيا والأمن، وهذه جميعها تحتاج لبحوث علمية دقيقة توفر الحلول الناجحة القابلة للتنفيذ، مضيفة أن الجامعات هي أكثر من يهتم بشأن البحوث والمراكز العلمية؛ لكنها ما زالت تحتاج إلى مزيد من الدعم للباحثين والاهتمام بها. وقالت عسيري إن الطريقة التي تراها ناجحة ومنتجة للبحوث العلمية، هي أن تكون تابعة لمنظمة أو جهة معينة صاحبة فكرة رائدة، أو مشروع مميز حتى لا يذهب مجهود الباحثين سدى، إضافة إلى توجيه الباحثين نحو البحوث العلمية الاكثر فائدة لتلبية حاجات المجتمع، وتقديم الدعم المالي لمشروعات البحوث العلمية ومنح مكافآت مجزية لأصحاب الأفكار الإبداعية، وأن تكون هيئة الابحاث العلمية في كل منطقة مزودة بمرشدين بحثيين موجودين، للتواصل مع الباحثين ودعمهم وإرشادهم بالخطوات والاليات والإمكانيات لكل بحث حسب ما يهدف إليه. وأضافت أن معظم الدول العظمى تستفيد من بحوث طلاب الجامعة وأبحاثهم العلمية، التي تعتبر اكتشافًا لأمور كثيرة وتطورًا في جميع المجالات، متسائلة حول ما ينقصنا حتى نكون مثلهم؟ وماهي نظرة المجتمع والجامعات والمسؤولين حول أي بحث علمي؟ وطالبت عسيري، بعمل منظمات للأفكار والتوصيات الموجودة ضمن البحوث العلمية التي تتراكم عامًا تلو الآخر، وهي تحوي بداخلها كمًا ضخمًا من الأفكار التي لو طبق بعضها لساد التميز في معظم المدن والجامعات؛ حيث إن الفكرة أساس المشروعات الضخمة. وأشارت إلى أن نظرة المجتمع ما زالت مقصورة نوعًا ما تجاه البحث العلمي؛ حيث إنه يتم من أجل نيل درجة علمية أو مسابقة فقط، وهذه نظرة وفكرة خاطئة؛ حيث يجب على المؤسسات والشركات أن تسعى لتطوير إنتاجيتها وتحسين قدراتها التنافسية والربحية، من خلال التعاون مع الجامعات والمؤتمرات التي تقدم البحوث العلمية، التي تحوي بداخلها أفكارا إبداعية يمكن الاستفادة منها وتجسيدها لتصبح واقعًا ناجحًا وعلامة تغيير فارقة. وأضافت عسيري أن هذه الأهداف تستطيع قطاعات عدة الاستفادة منها؛ حيث تستطيع من خلال البحث العلمي أن تشق طريقها لمشروعات رائدة وناجحة وذات تخطيط شامل ونظرة كلية مدروسة، مشيرة إلى أن البحث العلمي هو عصب تنمية الدولة وتطورها في كل مجالات الحياة، وأن الأمم المتقدمة لم تصل لما وصلت إليه الآن إلا من خلال دعم البحوث العلمية والاستفادة من نتائجها
مشاركة :