مجدي بن حبيب-تونس تباينت المواقف والآراء في أوساط الشارع الرياضي في تونس إزاء جدية استعدادات مدينة صفاقس للفوز بتنظيم ألعاب البحر المتوسط 2021 والتي تتنافس على احتضانها مع مدينة وهران الجزائرية. وفي انتظار أن تعلن اللجنة الأولمبية المتوسطية في أغسطس/آب المقبل عن المدينة التي ستحظى بشرف استضافة الدورة التاسعة عشرة للألعاب، يرى متابعون للشأن الرياضي بتونس أن تعطل إنجاز المنشآت الرياضية ووضعية البنية الأساسية قد تمثل العائق الأبرز أمام عاصمة الجنوب التونسي. وأثارت زيارة التفقد التي أداها رئيس لجنة تقييم ملفات المدن المترشحة لاستضافة الألعاب لينو فارو جياساكو إلى صفاقس مؤخرا مخاوف الشارع الرياضي من عدم جاهزية المدينة على المستويات الرياضية والسياحية والخدماتية والمالية لنيل شرف التنظيم. وزار وفد اللجنة الأولمبية المتوسطية عددا من المنشآت الرياضية، منها ملعب المهيري لكرة القدم ومجمع النادي الصفاقسي وقاعة الرائد البجاوي والمسبح البلدي، إضافة إلى عدد من الوحدات الفندقية والصحية بالمدينة. تمويلات ضخمة وقال رئيس اللجنة التونسية الأولمبية محرز بوصيان للجزيرة نت إن صفاقس تتوفر فيها منشآت رياضية كثيرة ولكنها في حاجة ماسة إلى الصيانة لتكون جاهزة لاحتضان تظاهرة في حجم الألعاب المتوسطية. وأوضح أن كسب رهان المنافسة يمر عبر انطلاق أشغال إنجاز المشروع الأساسي لهذه الألعاب وهو المدينة الرياضية بصفاقس، وخلق مشاريع تجارية وسكنية وسياحية وخدماتية. وأشار إلى أن كلفة إنجاز المدينة الرياضية التي لا تقل عن 550 مليون دينار (نحو ثلاثمائة مليون دولار) تتطلب تمويلات ضخمة من الحكومة ومن قبل رجال الأعمال في صفاقس لكسب شرف التنظيم. وتمتد المدينة الرياضية على مساحة أربعين هكتارا وتضم قاعة للرياضات الجماعية بطاقة استيعاب سبعة آلاف متفرج ومسبحا أولمبيا وقاعات للألعاب الفردية وملعب كرة قدم يتسع لأربعين ألف متفرج. من جهته قال عضو البرلمان التونسي عن مدينة صفاقس المنصف السلامي إن البنية التحتية الرياضية تمثل أكبر خطر يهدد حظوظ عاصمة الجنوب للفوز ويدعم بالمقابل حظوظ وهران التي تتوفر على منشآت رياضية ومشاريع سياحية وخدماتية في طور متقدم من الإنجاز. وكشف السلامي -الذي ترأس النادي الصفاقسي بين 2008 و2012- أن ممثلي ولاية صفاقس بمجلس النواب طالبوا في لقائهم رئيس المجلس محمد الناصر بإعطاء إشارة انطلاق أشغال المدينة الرياضية والتزام السلطة بتمويل هذا المشروع. تقدم لوهران واعتبر الإعلامي الرياضي الليبي محمود بوزيان أن حظوظ صفاقس قائمة لاحتضان الألعاب شرط مزيد صيانة المنشآت الرياضة والمرافق السياحية التي تبقى أبرز النقائص في الملف التونسي مقارنة بما يرتكز عليه ملف وهران. وقال بوزيان للجزيرة نت إن المقياس الأول لحسم المنافسة هو جودة الفضاءات الرياضية والسياحية وخلال زيارتي الأخيرة للجزائر لتغطية السوبر الأفريقي بين وفاق سطيف والأهلي المصري وقفت على تطور المنشآت والبنية الأساسية للرياضة بالجزائر ما يجعل وهران أوفر حظا. وستتدعم وهران ببناء المجمع الأولمبي الجديد عبد القادر فريحة الذي يضم ملعبا يتسع لحوالي خمسين ألف متفرج ومجمعا مائيا بثلاثة مسابح وقاعة متعددة الرياضات وميدانا لألعاب القوى يحتوي على فندق ومركز طبي تنتهي أشغاله في 2016. وتطمح تونس لتنظيم ألعاب المتوسط للمرة الثالثة بعد 1967 و2001 واستضافت الجزائر التظاهرة مرة واحدة في سنة 1975.
مشاركة :