«الحلوفة» هي سمكة عملاقة اصطادها عدد من الصيادين في كفر الشيخ وأطلقوا عليها هذا الاسم قبل أن يقطعونها ويبيعوها في سوق مدينة برج البرلس، لكن ما لم يعرفونه حينها أن تلك السمكة التي تحمل في الحقيقة اسم «سمكة الشمس» أو «المولا» هي أضخم سمكة في العالم، كما تعتبر من أغرب المخلوقات البحرية. وتعتبر سمكة الشمس أو «المولا» من أمثلة المخلوقات الغريبة التي تعج بها أعماق البحار، وتمتلك مميزات جعلتها موضع اهتمام الأبحاث فور ظهورها على مختلف شواطئ العالم. ويصل طول «المولا» لأكثر من 10 أقدام، حسب موقع «thought co»، ويبلغ متوسط وزنها حوالي 5 آلاف رطل، وتتكون من هياكل عظمية عكس بقية نظرائها، المصنفين ككائنات غضروفية، لتصنف كأضخم سمكة. ويعود تسمية سمكة الشمس بـ«المولا» إلى اللغة اللاتينية، والتي تعني حجر الرحى، بسبب التطابق بينهما في اتخاذ شكل القرص، وهناك 3 أنواع من السمكة، وهم المولا النحيلة، وذات الذيل الحاد، وسمك الشمس المحيط الجنوبي. ولا تمتلك «المولا» ذيلًا، عكس بقية الأسماك، لكنها تستطيع التغلب على ذلك النقص بتجميع الزعانف الظهرية والشرجية، ومن ثم القفز والتحرك بشكل طبيعي، وتتعدد مظاهرها من واحدة لأخرى، فهي إما بنية أو رمادية أو بيضاء اللون، أو مجرد بقع. وتتغذى «المولا» على قنديل البحر والأسماك الصغيرة، إضافةً إلى العوالق والطحالب والرخويات والنجوم الهشة، وتعيش في المياه الاستوائية والمعتدلة، ويمكن العثور عليها في المحيط الأطلنطي والهادئ والهندي، إلى جانب البحر المتوسط. ويستطيع البعض مشاهدة «المولا» على سطح الماء، بسبب ميلها لتدفئة نفسها بأشعة الشمس بعد غوصها لساعات طويلة وسط المياة الباردة، وفق ما أقرت به نظرية صادرة في عام 2015، كذلك بغرض إعادة شحن مخازن الأوكسجين، إضافة إلى محاولتها لجذب الطيور البحرية من الأعلى أو الأسماك من الأسفل لتنظف بشرتها من الطفيليات. واكتشف الباحثون احتواء مبيض «المولا» على 300 مليون بيضة، وهو أكثر ما وجده العلماء في أي من أنواع الفقاريات، إلا أن حجمهم صغير للغاية وينتشر في الماء، ما يجعل فرص بقائه ضعيف نسبيًا. وأقر الباحثون بأن «المولا» لا تؤذي البشر، لأنهم يتحركون ببطء وربما يخافون من الإنسان، على الجانب الآخر بالإمكان مشاهدتها في حوض أسماك «مونتيري باي» بالولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى حوض أسماك لشبونة في البرتغال، وحوض أسماك «كايوان» في اليابان. وزارت «المولا» مصر الشهر الماضي، حينما عثر عليها صيادو محافظة كفر الشيخ، وأطلقوا عليها «الحلوفة»، ومن ثم قطعوها وباعوها بسوق مدينة برج البرلس.
مشاركة :