صناعة التاجر يوسف عبدالهادي الميلم للمعروف ونيته الصالحة

  • 4/3/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لقد ضرب أهل الكويت الكرام أروع الأمثلة في اتصافهم بنياتهم الصالحة، وصنعهم للمعروف في القريب والبعيد والكبير والصغير، الذي كان سبباً في بركة ونماء أموالهم، يقول راوي هذه القصة الواقعية العم أحمد جارالله حسن الجارالله: «كان التاجر يوسف عبدالهادي الميلم، رحمه الله، رجلاً كريماً يحب الخير للجميع، وكان قد تخصص في بيع الأقمشة لأهل الكويت وغيرهم من أهل البادية، وكان أكثر من يبتاعون منه تجارا من قبيلة العوازم، وكانوا قد نشروا سيرته الطيبة وتعامله الحسن في ما بينهم؛ فأصبح له منهم تجار كُثُر يقصدونه بالاسم يبتاعون كل أنواع الأقمشة منه، ثم يقومون ببيع هذه الأقمشة لأهل البادية. كان هذا الجانب الأول المُضيء من قصة التاجر يوسف الميلم، رحمه الله، وكيف كانت سمعته الطيبة وعلاقاته الحسنة مع صغار التجار». وهذه كانت البركة الأولى التي حلت به وتمثلت في حب الناس والسمعة الطيبة للتاجر يوسف الميلم، رحمه الله، جزاء إحسانه وحسن تعامله. أما البركة الأخرى فكانت في الرزق، حيث بارك الله له في رزقه وماله جزاء صنعه للمعروف ونيته الصالحة، وهي قصته مع بئر ماء السبيل، حيث يستكمل العم أحمد الجارالله حسن الجارالله روايته عن التاجر يوسف الميلم، رحمه الله، قائلاً: «امتلكت مجموعة من العوازم من عائلة الحمدان (وهم غير الحمدان القروية في الفنطاس) أرضاً كبيرة في المنطقة التي سميت لاحقاً بضاحية عبدالله السالم، وكانت هذه المنطقة في ذلك الزمان منطقة آبار ماء، حيث كانوا يحفرون الآبار ويستخرجون منها الماء العذب ويبيعونه، وكانوا ينقلون القربتين على الحمار الصغير بقيمة ست آنات، وعلى الحمار الكبير ثلاث قرب، كل قربة بقيمة ثلاث آنات أي تسع آنات، وكانت لها أسعار متفاوتة يتم تحديدها كل موسم، ويتم بيعها لأهل المنطقة حسب الطلب». ويستطرد العم أحمد جارالله حسن الجارالله روايته قائلاً: «وكان التوفيق الإلهي حليف التاجر يوسف الميلم، رحمه الله، حيث هداه حبه للمعروف وإحسانه إلى أهل بلده إلى ضرورة شراء تلك الآبار وجعل مائها في سبيل الله مجاناً لكل المحتاجين، وبالفعل عزم على الأمر واشترى الأرض من أصحابها، وأصبح الماء متاحاً للجميع من دون مقابل، وظل الأمر كذلك مدة عقدين من الزمان في أربعينات القرن الماضي. وفي الستينات ثمنت الدولة تلك الأراضي وصار التنظيم في تلك المنطقة؛ حيث ثمنت الدولة أرض التاجر يوسف الميلم، رحمه الله، وحدها بمبلغ 950 ألف روبية، وكان مبلغاً كبيراً جداً في ذلك الوقت، وبهذا كانت هذه الأرض فاتحة خير عليه، وكانت تلك البركة الكبيرة جزاء نيته الطيبة وعمله الصالح». د. عبدالمحسن الجارالله الخرافيajalkharafy@gmail.comWWW.ajkharafi.com

مشاركة :