لا انتقال سياسيا في الجزائر دون موافقة الشعب

  • 4/4/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الجزائر - تواترت ردود الفعل الخارجية، اليوم الأربعاء، على إثر استقالة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ورحبت عديد البلدان بنجاح الشارع الجزائري في دفع الانتقال السياسي بالبلاد بطريقة سلمية. واعتبرت الولايات المتحدة أن مستقبل الجزائر يقرره شعبها داعية إلى عدم التدخل الخارجي في التحول الديمقراطي في البلاد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو إن "الشعب الجزائري هو من يقرر كيفية إدارة هذه الفترة الانتقالية". فيما دعا الكرملين الأربعاء إلى عملية انتقالية سياسية في الجزائر من "دون أي تدخل" خارجي. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "نأمل، مهما حدث، أن تجري العمليات الداخلية في هذا البلد والتي هي شؤون داخلية جزائرية حصراً، دون تدخل من دول أخرى". وأضاف أن موسكو تأمل كذلك ألا يكون للانتقال المقبل "أي تأثير على الطبيعة الودية لعلاقاتنا الثنائية". وروسيا حليف قديم للجزائر التي تصدر إليها الأسلحة. من جهته أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان أن فرنسا واثقة من أن الجزائريين سيواصلون السعي إلى "انتقال ديموقراطي". وقال في بيان "نحن واثقون من قدرة الجزائريين على مواصلة هذا التحول الديموقراطي بنفس روح الهدوء والمسؤولية" التي سادت خلال الأسابيع الفائتة. واجتمع المجلس الدستوري اليوم الأربعاء لإثبات "حالة خلو" منصب الرئيس تمهيدا لتولي رئيس مجلس الأمة الرئاسة مؤقتاً وتنظيم انتخابات رئاسية. وبموجب الدستور الجزائري، يتولى رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح (77 عاما) رئاسة البلاد بالوكالة لمدة أقصاها 90 يوما تجري خلالها انتخابات رئاسية. وقبل ساعات قليلة من إعلان الاستقالة، دعا رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح في بيان إلى "التطبيق الفوري للحل الدستوري" الذي يتيح عزل بوتفليقة. وكان يشير إلى المخرج الدستوري الذي اقترحه الأسبوع الماضي ويتمثل في تطبيق المادة 102 من الدستور التي تؤدي إلى إعلان عجز رئيس الجمهورية عن ممارسة مهامه بسبب المرض. واحتفل الجزائريون باستقالة بوتفليقة مساء أمس الثلاثاء، بعد أن أمضى نحو عشرين عاما في الحكم، متعهدين مواصلة الاحتجاجات للمطالبة بتغيير جذري للنظام السياسي. وأطلقت على الفور أبواق السيارات في شوارع العاصمة ترحيبا باستقالة الرئيس الذي اختفى تقريبا عن الإعلام منذ عام 2013 إثر إصابته بجلطة دماغية. لكن كثرا أكدوا مواصلة الاحتجاجات ورفضهم لأي عملية انتقالية تبقي السلطة بيد "النظام". وقالت متظاهرة إنها تريد لابنتها أن تتذكر هذا اليوم التاريخي. مؤكدة أن رحيل بوتفليقة ليس نهاية المطاف. ووصف آخر الاستقالة بأنها متأخرة جدا، وقال إن رحيل بوتفليقة لم يعد كافيا نريدهم أن يرحلوا جميعا. نريد الحرية كاملة، مؤكدا أن المسيرات لن تتوقف. وقال آخرون "إنها البداية، كل يوم، ستكون هناك تظاهرة. لن نتوقف". وقال بيلان ابراهيم (40 عاما) "بوتفليقة اشتغل. لقد صوتت له في البداية، لكنه لم يعرف كيف يخرج مرفوع الرأس".وساد الهدوء شوارع الجزائر اليوم الأربعاء لكن الاختبار التالي للحكام الانتقاليين يلوح في الأفق يوم الجمعة الذي تُنظم فيه الاحتجاجات الأسبوعية الحاشدة منذ 22 فبراير/شباط. يبدو أن خروج بوتفليقة من المشهد مجرد بادرة أولى للشبان الجزائريين الذين يطالبون بالوظائف في بلد واحد من كل أربعة ممن هم دون الثلاثين فيه عاطلون عن العمل في اقتصاد تسيطر عليه الدولة ويفتقر للتنوع ويعتمد على صادرات النفط والغاز. ويقول محللون إن الاحتجاجات نبعت أيضا من المحسوبية الممنهجة التي جعلت أشقاء الرئيس وأقطاب الأعمال وضباط المخابرات العسكرية السابقين يديرون الجزائر فعليا منذ إصابة بوتفليقة بجلطة دماغية عام 2013 وتواريه عن الأنظار إلى حد بعيد. وكانت الجزائر قبل الأزمة السياسية الأخيرة بمنأى عن تداعيات "الربيع العربي" الذي أسقط الرئيس السابق زين العابدين بن علي والزعيم السابق معمر القذافي في تونس وليبيا المجاورتين. لكن قرار ترشيح بوتفليقة في شباط/فبراير الماضي لولاية (عهدة) رئاسية خامسة أثار نقمة شعبية بخاصة في صفوف الشباب. وبعد أن أعلن تخليه عن الترشح لولاية خامسة، أعلن إرجاء الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في الثامن عشر من نيسان/أبريل ووعد بإقرار إصلاحات تمهد لإجراء انتخابات رئاسية لم يحدد تاريخا لها. لكن الشارع رفض تماما هذه الاقتراحات واعتبرها تمديدا لولايته بحكم الأمر الواقع. وليل الثلاثاء قدم بوتفليقة رسميا استقالته من رئاسة الجمهورية". وجاء في نص رسالة الاستقالة التي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية "إن قصدي من اتّخاذي هذا القرار إيمانًا واحتسابًا، هو الإسهام في تهدئة نفوس مواطني وعقولهم لكي يتأتى لهم الانتقال جماعيا بالجزائر إلى المستقبل الأفضل الذي يطمحون إليه طموحا مشروعا". وأظهرت مقتطفات مصورة بوتفليقة جالسا على كرسي نقال يسلّم كتاب استقالته إلى رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز.

مشاركة :