أكدت منظمة "سام" للحقوق والحريات أن ميليشيا الحوثي الانقلابية، تمارس انتهاكات جسيمة بحق المختطفين في سجونها، في انتهاك صريح للمعاهدات الدولية والقرارات والتوصيات الخاصة بالسجناء.وذكرت المنظمة في بيان لها، أن ميليشيا الحوثي الانقلابية، تمنع أهالي المختطفين لديها في سجن الأمن السياسي من زيارة أقاربهم منذ أسبوعين.وأضاف البيان أن ذلك يعد انتهاكا إضافيا صارخا لحقوق المعتقلين المكفولة بموجب الدساتير والمعاهدات الدولية.وأشار البيان الى أن المنظمة حصلت على معلومات تفيد بتدهور الحالة الصحية لبعض المختطفين نتيجة سوء المعاملة، وانعدام الرعاية الصحية في السجن، خاصة بعد حرمان السجناء من ارتداء ملابسهم الخاصة والحصول على الدواء بشكل منتظم.وأفاد البيان أن الميليشيا عمدت إلى وضع الكثير من المختطفين في زنازين انفرادية، لافتا الى انهم يتعرضون لمعاملة قاسية وتعذيب شديد بحسب بلاغات تلقتها المنظمة.وتابع البيان: "أن الميليشيا وضعت القيود على كلٍ من المختطفين، محمد عشال ويوسف الكميم وصدام الروحاني، كما أن اعتدت بالضرب على كلٍ من صدام دخان وصدام عجلان، فيما ووضعت المختطف نصر السلامي في زنزانة انفرادية".ونقلت المنظمة شهادة المحامي عبد المجيد صبرة، الذي أكد فيها أن موكليه (26 مختطفا) اشتكوا له، عند لقائه بهم خلال جلسة محاكمة مفاجئة في المحكمة الجزائية بصنعاء والتي تخضع لسيطرة الميليشيا، انهم يعانون من سوء المعاملة، التي زادت خلال الفترة الأخيرة تجاههم "بشكل جنوني ومفرط من بعد تعيين المدعو يحيى سريع مديرا للأمن السياسي".وأشار المحامي صبرة في حديثه للمنظمة، أن المختطفين، أكدوا اثناء المحاكمة أن المعاملة اللاإنسانية والمهينة التي يتعرضون لها تتنافى كلياً مع كرامتهم كبشر ومع فطرتهم الإنسانية، والتي تشمل الضرب، والتقيد بالسلاسل، ومنعوا عنهم الدواء ، ووضعهم في سجون تحت الأرض.وقال المحامي صبرة انه طلب من المحكمة إثبات شكوى المختطفين في محضر الجلسة، فاخبرهم القاضي أن عليهم تقديم شكوى للنيابة، لافتا الى أن المختطفين وبعد أن تجاهل القاضي كلامهم خاطبوا الحاضرين، في المحكمة بالقول "يا أبناء الشعب اليمني انقذونا مما نعانيه في الأمن السياسي".كما نقلت المنظمة شهادات لقريبات بعض المختطفين، حيث تقول احداهن "ابني اعتقل وعمره ١٩عاماً، وأصبح عمره الآن ٢١ عامًا.. قاموا باختطافه وهو صحيح البدن، أما الان فهو يعاني من انزلاق في العمود الفقري، ويشتكي من آلام في نصف جسده، مُنعنا من زيارة أولادنا، ويقولون لنا أننا لم نُحسن تربيتهم، وأننا لو قمنا بتربيتهم لما كانوا في السجن".فيما تقول شقيقة مختطف أخر "تفاجئنا يوم الأربعاء 20 مارس، بمنع الزيارة وإدخال الطعام دون ذكر الأسباب وانتظرنا يوم حتى الساعة الثانية والنصف قبل العصر، وعدنا إلى منازلنا بالطعام وكل ما كان بحوزتنا لإدخاله لأخي في السجن".واكدت أن ادارة السجن صادرت ملابس المختطفين واغراضهم الداخلية، ولم تبق لهم سوى ملابس السجن، مضيفة " بين الحين والآخر يتم اقتحام زنازين المختطفين، وخلق حالة من الرعب فيهم".من جانبها أكدت زوجة احد المختطفين، أن انها ذهبت لزيارة زوجها في سجن الأمن السياسي بصنعاء، فمنعتها ادارة السجن في بداية الأمر، إلا أنها سمحت لها بعد إصرارها بالزيارة لفترة قصيرة.واضافت أنها عندما دخلت الى السجن وجدت زوجها مقيد بالسلاسل منذ ثلاثة اسابيع، وفي ظروف صحية سيئة، ولفتت انها رأت مختطفين يتم سحبهم بصورة مذلة وغير انسانية من أمام ذويهم اثناء الزيارة.وطالبت منظمة سام في بيانها المجتمع الدولي والمبعوث الأممي السعي لإنقاذ اتفاقية استكهولم خاصة الشق المتعلق بالمختطفين، مشددة على ضرورة الضغط على ميليشيا الحوثي للإفراج عن جميع المحتجزين دون سند قانوني، ومحاسبة المتورطين في ارتكاب انتهاكات مروّعة ضدهم.
مشاركة :