بوتفليقــة يطلــب الصفــح مــن الشعــب الجزائـــري

  • 4/4/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

وجه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة المنتهية عهدته رسالة الى الشعب الجزائري، أمس الأربعاء، ذكر فيها بما قام بها خلال الفترة التي قضاها على رئاسة الدولة، طالبًا من الجزائريين والجزائريات «الـمسامحة والـمعذرة والصفح عن كل تقصير» ارتكبه في حقهم. وفيما يلي النص الكامل للرسالة: «أخواتي و إخواني الأعزاء، وأنا أغادر سدة الـمسؤولية وجب علي ألا أنهي مساري الرئاسي من دون أن أوافيكم بكتابي الأخير هذا، وغايتي منه ألا أبرح الـمشهد السياسي الوطني على تناء بيننا يحرمني من التماس الصفح ممن قَصَّرت في حقهم من أبناء وطني وبناته، من حيث لا أدري رغم بالغ حرصي على أن أكون خادمًا لكل الجزائريين والجزائريات بلا تمييز أو استثناء». وأضاف بوتفليقة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية «الآن، وقد أنهيت عهدتي الرابعة، أغادر سدة الـمسؤولية وأنا أستحضر ما تعاونا عليه، بإخلاص وتفان، فأضفنا لبنات إلى صرح وطننا وحققنا ما جعلنا نبلغ بعض ما كنا نتوق إليه من عزة وكرامة بفضل كل من ساعدني من بناته وأبنائه البررة». وتابع بوتفليقة قائلا: «إن كوني أصبحت اليوم واحـــدًا من عــــامة الـمــــواطنين لا يمنعني من حق الافتخار بإسهامي في دخول الجزائر في القرن الحادي والعشرين، وهي في حال أفضل من الذي كانت عليه من ذي قبل، ومن حقي التنويه بما تحقق للشعب الجزائري الذي شرفني برئاسته، مدة عشرين سنة، من تقدم مشهود في جميع الـمجالات». واستطرد بوتفليقة قائلا: «أشكركم جميعًا على أغلى ما غنمت من رئاستي لبلادنا من مشاعر الفخر والاعتزاز التي أنعمتم بها علي وكانت حافزي على خدمتكم في حال عافيتي وحتى في حال اعتلالي». ومضى بوتفليقة قائلاً: «أطلب منكم وأنا بشر غير منزه عن الخطأ، الـمسامحة والـمعذرة والصفح عن كل تقصير ارتكبته في حقكم بكلـمة أو بفعل». وكان المجلس الدستوري الجزائري ثبت أمس «حالة الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية» في اليوم التالي لاستقالة بوتفليقة، وفق ما ورد في شريط إخباري أمس الأربعاء على شاشة التلفزيون الوطني الجزائري. وأعلن المجلس في قراره «تُبلغ اليوم (أمس) شهادة التصريح بالشغور النهائي لرئاسة الجمهورية الى البرلمان طبقًا للمادة 102 الفقرة 5 من الدستور»، على ان ينشر القرار في الجريدة الرسمية وفق ما جاء في الشريط الإخباري على شاشة التلفزيون. في الأثناء، تواجه حكومة تصريف الأعمال في الجزائر احتمال استمرار المطالب الشعبية بالتخلص من نخبة حاكمة متصلبة وإصلاحات شاملة بعد استقالة بوتفليقة (82 عامًا) في مواجهة احتجاجات حاشدة ضد حكمه. وقال مهندس بالشركة الوطنية للكهرباء والغاز المملوكة للدولة (سونلغاز) يدعى بوزيد عبدون (25 عامًا) لرويترز أمس: «نريد رئيسًا يفهم ما نريد.. نريد أن نعيش هنا لا أن نهاجر إلى أوروبا». واستقال بوتفليقة الثلاثاء عقب ضغط أخير من الجيش على اثر مسيرات في الشوارع منذ ستة أسابيع للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية بعد قرابة 60 عاما من حكم قدامى المحاربين الذين خاضوا حرب الاستقلال عن فرنسا بين عامي 1954 و1962. وبذلك تصبح الجزائر في يد حكومة تصريف أعمال لحين إجراء انتخابات في غضون ثلاثة أشهر دون أن يكون هناك خليفة واضح في الأفق للرئيس. بيد أن المحتجين سرعان ما أوضحوا أنهم لن يقبلوا برئيس جديد من «النظام» وهو لقب مؤسسة الحكم الراسخة من قدامى المحاربين وأقطاب الأعمال وأعضاء حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم. وكان مصطفى بوشاشي المحامي وأحد زعماء الاحتجاجات قال قبل قليل من تنحي بوتفليقة: «المهم بالنسبة لنا هو ألا نقبل الحكومة (تصريف الأعمال).. الاحتجاجات السلمية ستستمر».

مشاركة :