قبل أن يصبح باب المندب معبرا إيرانيا خاصا

  • 3/10/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال المحلل السياسي الإيراني محمد صادق الحسيني لإحدى القنوات الفضائية: "بعد سقوط صنعاء في يد الحوثيين، مضيقا هرمز وباب المندب أصبحا تحت النفوذ الإيراني"، وباب المندب هو الشأن الأكبر الذي سعت إيران وخططت له منذ عقود لأجل السيطرة عليه، وها هو يأتي خانعا متهاديا للامتثال لأمرها. ماذا يعني ذلك؟! من دون عصف ذهني أو تقريب أفكار، فإن الأمر يعني أن إيران باتت متحكمة في أهم مدخلين بحريين في الشرق الأوسط "باب المندب" ومضيق هرمز، بمعنى أدق أن على الآخرين أن يطلبوا ود إيران كي يتيسر عبورهم، وبتفسير جديد آخر أن على قناة السويس أن تبحث عن مخرج آخر إذا ما أراد الإيرانيون عبثا في المنطقة. ذلك مكمن خطورة بدأ أننا نقف إزاءه كالمتفرج، وما يلفت النظر أكثر أن المحللين الإيرانيين المعارضين للسياسات الإيرانية، وكذلك الاستراتيجيين الغربيين هم أكثر من بُحت أصواتهم وغُلبت أقلامهم من فرط التحذير من الاستراتيجية الإيرانية المقبلة التي تخطط وبهدوء للسيطرة على المعبرين الأهم. وبالتأكيد فإن بعض إعلامنا السعودي المحلي لم يشغله أكثر من لبس الحوثيين وطريقتهم التقليدية الساذجة في التعامل ومسك السلاح، وكأنه لا خطر عظيم يكمن في تلك الحيثيات التي ما زال بعضنا يراها تافهة غير مهمة. المشكلة الأكبر أنه ليس بين الحوثيين وهم الغطاء الساتر لإيران وبين باب المندب إلا الحديدة، وبكل أسف العالم يقف كالمتفرج وكأن الأمر لا يعنيه، ولا بد من فعل حازم قبل أن يقع الفأس بالرأس. فهل ننتظر أميركا كي تقرر ماهية الخطر من السيطرة الإيرانية أم أن الأمر يخص أمننا القومي، ولا نسمح بالعبث به أبدأ؟ ما يحدث هو في الأساس فعل ضد مصر والسعودية، وهي خطة إيرانية ذكية أذكتها بكل المثيرات في العراق والشام، وحينما مالت الرؤوس تماما إليهما عملت بكل أريحية للسيطرة على اليمن وهي الآن قد فعلت ذلك، وفي طريقها لإكمال مشروعها الذكي، وحينما تبسط يدها فلن يكون علينا في ذلك الحين إلا طلب الهدوء والمفاوضات منها لأجل أن نضمن عبور سفننا، وأمن حدودنا. ما زال في الأمر متسع لإنقاذ اليمن، بل وإنقاذ أمننا، وفي الأمر متسع ما دام أن أهل اليمن ما زالوا يرفضون المحتل ويبدون مقاومة تجاهه. في الأمر متسع قبل أن تصبح اليمن أحوازا أخرى تغيب خلف الشمس، ولا نسمع من أخبارها إلا إعدام من يقول لا من أهلها! قد يقول قائل: إن رفض المحتل وطرده شأن يمني داخلي، لكن أليس هذا الشأن فيه كثير من المتغيرات على أمننا واقتصادنا وحتى سلامة معابرنا ومياهنا. وعليه جدير أن نتحرك ودون مواربة لإيقاف المد الإيراني عبر السيطرة الحوثية، علينا أن ندعم أهل اليمن وكل ما من شأنه إيقاف هؤلاء الطائفيين العابثين. لنكن أكثر صراحة، فلا تهمنا اليمن ولا سورية بقدر ما تهمنا بلادنا بأمنها واستقرارها، وكثير من أمننا الجنوبي مرتبط باستقرار اليمن ودحر الطائفية المتفشية. إذًا لنفعل ذلك ونعمل مع مصر ودول الخليج لأجل كل ما من شأنه وقف إيران وذراعها الحوثي الذي نراه متخلفا تافها، إلا أن الحقيقة أنه أشد الخطر والفتنة.

مشاركة :