«يحب كرة القدم، ويتعلم كل يوم بشغف، هذا الرجل يستحق الكثير»، بتلك الكلمات تحدث مدرب فريق فياريال الإسباني خافيير كاليخا عن سالم الدوسري عندما كان لاعباً لفريق «الغواصات» في الموسم الماضي، وتحديداً بعد أداء لافت للاعب السعودي ضد ريال مدريد، فامتدحه المدرب، مؤكداً احترامه للرغبة الجامحة التي يملكها الدوسري. ابن الـ27 عاماً، قص شريط رحلته مع الهلال في عام 2011 بأفضل سيناريو قد يحدث، وتحديداً عندما حل بديلاً في ديربي الرياض أمام النصر، فسجل هدفاً وهو لم يتجاوز الـ19 من عمره، ولم يتأخر بعد ذلك عن حجز مقعد أساسي في فريقه الذي يعج بالنجوم، الأجانب والمواطنين، ولكن إصرار لدى اليافع المتيم بـ«المستديرة» منحه مزيد من القوة ليدافع عن الهلال من قائمته الأساسية، حتى أصبح «المهاري» رقم 1 على صعيد الكرة السعودية، إذ تشير الأرقام إلى أنه أكثر لاعب محلي نجح هذا الموسم في مواجهات المدافعين بـ40 مراوغة ناجحة. وبعد أعوام من الصعود المتسارع نحو قمة العطاء، ثمة ضغوط في الطريق، مسؤوليات تتكاثر، ومطالبات جماهيرية تزداد أحمالها على عاتق الفتى الموهوب، ومن لاينسى العبارة الشهيرة : «حس ياسالم»، بعد خسارة قاسية لفريقه في نهائي دوري أبطال آسيا. إهدار الكرات المؤاتية للتسجيل، قد يكون عامل رئيس في غضب جماهيري يلاحق سالم، ونادت أصواتاً هلالية لاعب فريقها باللجوء إلى مدرب خاص بالمهاجمين لمعالجة معضلة إضاعة الفرص، وهو الأمر الذي انتهجه قبل نهائيات كأس العالم 2018 مدرب انجلترا ساوثجيت حينما ضم آلان راسل مدرب المهاجمين الخاص لتكثيف حصص التدريب للاعبي خط المقدمة. وبين حين وآخر، يتخلص الدوسري من محاصرة الضغوط، بكتابته سطراً دون آخر، وأكثر ما أعاد كتابته هو النصر على صفحات مسيرته، فنزالات الغريم التي ظهر من ثناياها الموهوب، ومنها أيضاً رسم أبهى أعماله بهدف سحري أذهل كل العالم في ديربي الـ29 من مارس، ليس ذلك وحسب، فسالم سجل خمسة أهداف على النصر، وأربعة على الأهلي، وثلاثة على الاتحاد، وهو لايلعب دور المهاجم الخالص، ليثبت أنه رجل المواعيد الكبرى.