أكّد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أن بلاده ستشتري منظومة "إس 400" الصاروخية الروسية رغم ضغوط الولايات المتحدة التي علّقت تسليم معدّات لطائرات "إف 35" التي تعاقدت أنقرة لشرائها. وقال أوغلو إن "صفقة منظومة إس 400 الصاروخية منجزة ولن نتراجع عنها" أمام منتدى أبحاث في واشنطن حيث يشارك في احتفالات الذكرى السبعين لتأسيس حلف شمال الأطلسي. وقالت الولايات المتحدة، الاثنين، إنها ستوقف شحن أجزاء من طائرات "إف 35" التركية بالإضافة إلى تعليق أنشطة تصنيع مشتركة بسبب شراء أنقرة نظام الدفاع الصاروخي "إس 400" من روسيا. وقال تشاوش أوغلو إن تركيا لجأت إلى روسيا لأنها لم تتمكن من شراء صواريخ باتريوت الأميركية، وأضاف نقلاً عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قوله في مكالمة هاتفية لم يعط تفاصيل بشأنها، إن سلفه باراك أوباما ارتكب "خطأ" بعدم بيع النظام إلى أنقرة. مع ذلك، فقد أوضحت إدارة ترمب منذ ذلك الحين أنها مستعدة لبيع صواريخ باتريوت لتركيا إذا تخلت عن المنظومة الروسية. وقال وزير الخارجية التركي إن صفقة "اس 400" لا تعني أن أنقرة تؤيد مواقف روسيا. وقال: "إننا نختلف مع روسيا في العديد من القضايا"، مشيراً إلى "عدوان" موسكو في البحر الأسود، ومتعهداً عدم الاعتراف بضم روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. وقال: "نحن نعمل مع روسيا. لكن هذا لا يعني أننا نقوض الحلف ونتفق مع روسيا على كل شيء. لا يوجد تحول في سياستنا الخارجية". كما كشف أوغلو أن تركيا اقترحت على الولايات المتحدة تشكيل مجموعة عمل فنية لتحديد إن كانت منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية "إس 400" تشكل خطرا على العتاد العسكري التابع للولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي. وأضاف: "لن يتم دمج المنظومة في نظام حلف الأطلسي، ومن ثم نقترح على الولايات المتحدة تشكيل مجموعة عمل فنية للتأكد من أن المنظومة لن تكون خطرا على طائرات إف 35 أو أنظمة الحلف". يشعر صناع القرار الأميركيون بالقلق من أن تحصل روسيا على بيانات من طائرات "إف 35" لتحسين قدرة صواريخ "اس 400" على إسقاط الطائرات الغربية. وقال تشاوش أوغلو إن نظام "اس 400" سيكون منفصلاً عن البنية التحتية لحلف شمال الأطلسي في تركيا ولن تكون له صلة مع طائرات "إف 35".
مشاركة :