دافعت وزارة الخارجية الصينية أمس عن مشروع الحزام والطريق قائلة، إن المشروع "مبادرة مفتوحة وشاملة وشفافة". وبحسب "رويترز"، جاءت تصريحات قنج شوانج المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية خلال مؤتمر صحافي دوري في بكين، بعد أن ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة لن ترسل مسؤولين رفيعي المستوى لحضور قمة الصين الثانية للحزام والطريق في بكين هذا الشهر، مبررة ذلك بمخاوف بشأن ممارسات تتعلق بتمويل المشروع. وأفاد مصدر مطلع على الموضوع بأن واشنطن تفكر في إرسال موظف من مستوى أدنى من السفارة الأمريكية للمراقبة وتدوين الملاحظات في المؤتمر ولكن ليس للمشاركة، لكن لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد. إلى ذلك، قال لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض أمس، إن محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين تسير قدما، بينما يستعد مفاوضو البلدين لجولة جديدة من المحادثات في واشنطن. وأبلغ كودلو الصحافيين أن مفاوضات التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم حققت تقدما جيدا في الجولة التي عقدت في بكين الأسبوع الماضي. وأوضح كودلو، أن هناك وفدا صينيا سيزور واشنطن لمدة ثلاثة أيام لإجراء مزيد من محادثات التجارة، وقد يبقى لفترة أطول، مشيرا إلى أن الصين اعترفت بمشاكل في سرقة الملكية الفكرية والنقل القسري للتكنولوجيا والقرصنة الإلكترونية للمرة الأولى في محادثات التجارة بعد أن كانت تنفي ذلك. وكان تشينج تشي جيه رئيس بنك التنمية الصيني قد قال، إن البنك قدم تمويلا بقيمة تزيد على 190 مليار دولار لأكثر من 600 مشروع ضمن خطة البنية التحتية "الحزام والطريق" منذ 2013. وأوضح تشينج، أنه بنهاية 2018، بلغت الأنشطة الدولية القائمة لبنك التنمية الصيني في دول مسار الحزام والطريق 105.9 مليار دولار، بما يشكل 34 في المائة من إجمالي الأنشطة العالمية للبنك. وتقع مبادرة الحزام والطريق في قلب استراتيجية السياسة الخارجية الصينية، وأدرجت الخطة ضمن ميثاق الحزب الحاكم في 2017، استجابة لرغبة الرئيس شي جين بينج في اضطلاع الصين بدور قيادي عالمي. وأثارت مشاركة إيطاليا في مشروع "طريق الحرير" للبنية التحتية غضبا في أمريكا وأوروبا كما أدت إلى دعوة الاتحاد الأوروبي لاستخدام الفيتو لمنع عقد مثل هذه الاتفاقات. وصرح جنثر أويتنجر مفوض الميزانية في الاتحاد الأوروبي بأن "توسيع طرق النقل بين أوروبا وآسيا بحد ذاته أمر جيد، طالما لا يعرض استقلالية وسيادة أوروبا للخطر". إلا أن أويتنجر عبر عن قلقه لأن "إيطاليا وعددا من الدول الأوروبية الأخرى لم تعد البنية التحتية المهمة مثل شبكات الطاقة وخطوط السكك الحديدية السريعة والموانئ أوروبية، بل باتت في أيدي الصينيين". وأكد أويتنجر أن "أوروبا تحتاج بشكل ملح إلى استراتيجية بشأن الصين"، وفي إشارة إلى أن عددا من دول الاتحاد الأوروبي لا تأخذ في الاعتبار بالشكل الكافي المصالح القومية والأوروبية، قال أويتنجر إنه "يجب التفكير في استخدام حق الفيتو الأوروبي أو وضع شرط الموافقة الأوروبية الذي تمارسه المفوضية".
مشاركة :