"الجيش الوطني الليبي" التابع للبرلمان الليبي الموجود في شرق البلاد، استعداده للقيام بعملية عسكرية باتجاه العاصمة طرابلس في الغرب، يوم الأربعاء، تحت قيادة الرجل القوي خليفة حفتر. وقال متحدث باسم الجيش أحمد المسماري، يوم الأربعاء إن القوات العسكرية انتقلت إلى غرب ليبيا وتشتبك مع القوات المتناحرة جنوب العاصمة طرابلس. وتم الإبلاغ عن الاشتباكات الأولى، مساء الأربعاء، بالقرب من بلدة غريان جنوب طرابلس، بين الجيش الوطني الليبي والقوات المتحالفة مع رئيس وزراء طرابلس فايز السراج ، الذي اعتمد على جماعات مسلحة مختلفة الولاءات. وكان المسماري قد أعلن في مؤتمر صحفي، إن "الاستعدادات على وشك الانتهاء... لتطهير غرب ليبيا من الإرهابيين والمرتزقة". وتشهد ليبيا صراعا مسلحا بين عشرات المليشيات العسكرية في الشرق والغرب، منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي بمساعدة حلف شمال الأطلسي منذ عام 2011. ونجح العسكري السابق المشير خليفة حفتر، في توحيد قوات من الجيش الليبي السابق تحت قيادته في المنطقة الشرقية، وأعلن تأسيس "الجيش الوطني الليبي" التابع لبرلمان طبرق وسيطر على مناطق هامة وآبار نفطية ومدن استراتيجية في الشرق والجنوب. حفتر يعلن سيطرته على درنة متحدث: حفتر سيعود إلى ليبيا خلال أيام بعد تلقى العلاج في فرنسا قوات حفتر "تستعيد السيطرة" على مينائي السدرة ورأس لانوف وفي الغرب يتعقد المشهد أمام الحكومة المعترف بها دوليا بقيادة فائز السراج، والتي تعاني من وجود مليشيات مسلحة في العاصمة ومدن غربية ولم تستطع الحكومة فرض سيطرتها على العاصمة حتى الآن. وتمكن الجيش الليبي من السيطرة على جنوب ليبيا والآبار النفطية الهامة هناك في حملة عسكرية شنها يناير/ كانون الثاني الماضي، وأعلن أن تلك الحملة بهدف القضاء على "الإرهابيين" والتنظيمات المسلحة الإجرامية. وحصل حفتر على دعم محلي من سكان الجنوب، وتمكنت قواته من الاستيلاء على مدينة سبها الجنوبية الاستراتيجية وحقل نفط رئيسي، دون قتال. ودائما ما أكد حفتر على عزمه توسيع عملياته العسكرية باتجاه الغرب والتوجه إلى العاصمة طرابلس. وقال المكتب الصحفي للجيش الوطني في بيان على صفحته على فيسبوك، إن "عدة وحدات توجهت" إلى المنطقة الغربية لتطهيرها من الجماعات الإرهابية المتبقية ".مصدر الصورةAFPImage caption الاشتباكات بين قوات حفتر ومليشيات مسلحة قرب العاصمة مساء الأربعاء وأظهر مقطع فيديو رتلا عسكريا ضخما يضم عشرات المركبات المسلحة تسير على الطريق، لكن لم يكن من الممكن على الفور تحديد موقعها أو وجهتها. وردا على هذه التحركات وصف رئيس الحكومة السراج هذه الخطوة بأنها "تصعيد"، وحث قوات حفتر على "التوقف عن استخدام لغة التهديدات". وقال السراج إنه أمر القوات الموالية للحكومة بالاستعداد "لمواجهة جميع التهديدات...سواء من الجماعات الإرهابية أو المجرمين أو الخارجين عن القانون وكل من يهدد أمن كل مدينة ليبية". لكن المحللين يقولون إن الجيش الوطني الليبي سيواجه تحديات هامة في الغرب أكبر مما كانت في الجنوب، حيث تعارضه جماعات مسلحة قوية مثل مليشيات مدينة مصراتة. وأشار السراج إلى أن إعلان الجيش الليبي تحركاته يوم الأربعاء، جاء قبل مؤتمر تدعمه الأمم المتحدة في منتصف أبريل/نيسان الجاري، يهدف إلى وضع خريطة طريق لتحقيق الاستقرار في البلاد. وقال "الليبيون يرون (المؤتمر) بصيصا من الأمل وطريقة للخروج من الأزمة"، مضيفا أن خصومه كانوا يهدفون إلى تقويض العملية. وفاجأ التقدم الدبلوماسيين والمحللين باستغلال تركيزهم على الجزائر المجاورة، حيث استقال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يوم الثلاثاء، بعد الاحتجاجات.
مشاركة :