المسبار الذي أطلقته NASA في أغسطس الماضي لدراسة الشمس، سيقترب منها اليوم الخميس مسافة لم يسبق أن وصلت إليها أي آلة صنعها الإنسان، وهي أول مهمة من برنامج Living With a Star أو "التعايش مع نجم" الهادف إلى جمع بيانات عن الجرم الوحيد المزود الأرض بالضوء والحرارة من الفضاء، مما يساعد العلماء في التنبؤ بالعواصف الشمسية، وفي تفسير بعض أكثر الأسرار غموضاً في الشمس، وأهمها أسرار التفاعلات الداخلية بهالتها الشديدة المغنطة، كما والتعرف إلى السبب الذي يجعل حرارة الهالة أشد بمرات من حرارة سطح الشمس البالغة 5780 درجة فقط. وسيساعد أجيالاً من البشر خارج الأرض واللقاء سيكون حاراً جداً اليوم بين المسبار Parker Solar Probe والهالة التي سيلج فيها إلى مسافة تبعد 6 ملايين و270 ألف كيلومتر عن سطح الشمس، وهي أقرب 7 مرات مما وصله أي مسبار آخر، لذلك سيتعرض إلى ما لم تواجهه أي مركبة مماثلة بالتاريخ من الحرارة والإشعاع، ولو أن 6 ملايين كيلومتر قد تبدو كبيرة بمقاييس الأرض، إلا أنها قد تضر بالمسبار وتهدد مهمته البالغة كلفتها مليارا و500 مليون دولار، وفي الفيديو المعروض أدناه، مزيد عن المسبار. والدليل على الخطر المتأبط بالمسبار شراً، هو كوكب عطارد الأقرب بين الأجرام إلى الشمس "فقد تغير سطحه وغلافه الجوي تماماً بسبب التدفق المستمر لحزم الإشعاع والجسيمات القادمة إليه من الشمس، برغم أن المسافة بينهما أقلها 45 وأقصاها 70 مليوناً من الكيلومترات كمعدل" وفقاً لما نقلته "العربية.نت" في أغسطس الماضي من تقرير نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية، وذكرت فيه أن ما سيجمعه المسبار من معلومات سيساعد أجيالاً من البشر قد يعيشون يوماً ما خارج الغلاف الجوي للأرض. وصل بسرعة 692 ألف كيلومتر بالساعة ومهمة المسبار صعبة ومعقدة وخطرة عليه، مع أنه بحماية درع خاص من الكاربون سماكته 11.5 سنتيمتراً، يقيه من حرارة معدلها 2500 درجة مؤية، وهي حرارة ستظل تقصفه بشدتها باستمرار، إلى أن تنتهي مهمته بعد 7 سنوات، يدرس خلالها هالة الشمس العملاقة، كما وحقلها المغناطيسي ورياحها ومجالها الجوي، بحسب الوارد في موقع NASA المتضمن أن ما سيجمعه المسبار من معلومات سيتم استخدامه في تطوير طريقة التنبؤ بالطقس الفضائي، وتأثيره على الأقمار الاصطناعية ورواد الفضاء، كما على الأرض وسكانها وحاضرها ومستقبلها. وأقرب دنو من الشمس لآلة صنعها الإنسان، قامت به مركبة Helios 2 ضمن برنامج ألماني- أميركي مشترك، وكانت رحلتها في 1976 إلى الشمس بسرعة 252 ألفاً من الكيلومترات بالساعة، واقتربت إلى مسافة 43 مليون كيلومتر من سطحها، ومن المدار الذي استوت عنده ظلت تعمل وترسل المعلومات طوال 9 سنوات بلا توقف، إلى أن خمدت طاقتها وتاهت في الفضاء. أما سرعة مسبار "باركر سولار بروب" في رحلته إلى الشمس، فكانت تزيد عن 692 ألف كيلومتر بالساعة، أي 16 مليوناً و600 ألف كل يوم، لأنه يستعين بقوة انطراد توفرها له جاذبية كوكب الزهرة، إضافة إلى أن جاذبية الشمس تشده إليها وتزيد من سرعته أيضاً.
مشاركة :