الرجل المطعون من معركة الحب.. خطر على المجتمع !

  • 4/4/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

استوقفني مقطع فيديو لا يتجاوز الدقيقتين لرجل يحمل لقب (الدكتور) يحمل بين يديه ورقة بها صورة مرسومة لإمرأة غير محجبة ترتدي البنطال، لينعتها الدكتور بألفاظ قذرة يصعب كتابتها، لأن أخف الكلمات هي (الفاجرة)! وبعدها يحمل ورقة بها صورة مرسومة أيضاً لإمرأة ولكن مرتدية السروال القصير “الشورت”، ليصرخ (الدكتور) بأعلى صوته قائلاً: “الآن بدأ مجتمعنا في وصف هذه الفاجرة بأوصاف خداعة مثل الفاشينيستا والسيدة الفاضلة، لتصبح الفاجرة سيدة لها كلمتها في المجتمع”! بالتأكيد أحدث مقطعه الغريب ردة فعل قوية من أغلب رواد وسائل التواصل الاجتماعي، فالكل استغرب من خروج تلك الأوصاف والألفاظ القذرة من (دكتور)!! وقد زاد استغراب الجميع عندما اكتشفوا بأن الدكتور يمتلك قناة في منصة يوتيوب، لينشر فيها فيديوهات تحقر بشكل واضح كرامة المرأة، فيكفي أن إحدى فيديوهاته يدعي فيه أن الزوجة تحتاج للضرب المبرح لأنها تريد أن تشعر بأنوثتها وأيضاً تشعر برجولة زوجها! هناك الكثير من استنتج من تلك المقاطع بأن الدكتور من صنف الذكورية وكارهيي المرأة، وأخر من صنفه بمتشدد يرتدي ثوب الثقافة والدكتوراه، وآخر صنفه بأنه مجرد باحث للشهرة عبر شتم نصف المجتمع. ولكن بنسبة لي، أصنفه بفئة مختلفة كلياً، فئة تحتاج بشكل عاجل إلى المساعدة وعدم تركهم ينزفون من ألم الماضي. عندما أشاهد مقاطع (الدكتور) أرى أمامي رجل ينزف بشدة من سكين طعنه من الخلف، سكين اختفت مع مرور الزمن ولكن لا يزال النزيف مستمر بلا توقف، ليشكل هذا النزيف خطر عليه وعلى مجتمعه. أقصد سكين “معركة الحب” والتي تعتبر من أكثر المعارك التي تقتل الرجل نفسياً إذا خسرها، وهي المعركة التي يخوضها أي رجل يريد الارتباط بشريكة حياته، ومن الطبيعي أن يتعرض الرجل للخسارة إذا كانت المرأة لا تريده أو لا يمتلك خبرة الحياة وكيفية إدارة تلك المعركة. ليس عيباً أن يخسر الرجل المعركة، فالخسارة واردة إذا كانت المعركة قد اندلعت في وقت يتلمس فيه الرجل خطواته الأولى في حياته العملية، ليكون أشبه بجندي مبتدأ تم وضعه بالصفوف الأولى في الحرب العالمية الثانية! الكثير من الرجال للأسف الشديد يتحولون إلى وحوش مفترسة بعد أن يخسروا معركة الحب، وتحديداً الذين يتلقون كلمة (لا) من المرأة التي قاتل بقوة من أجلها، لتتحول تلك الكلمة بالنسبة له إلى سكين تطعنه من الخلف، وتستمر معاناته مع النزيف لسنوات طويلة، حتى لو تزوج وأنجب الأطفال! بالطبع هذه الحالة ليست حكراً للرجال فقط، فبعض النساء تعرضن لتلك الطعنة من معركة الحب، ليتحولن إلى كارهات للرجل، ومرددات شعار (الموت للرجال)!. فحالة المطعونون من معركة الحب يجب علاجها بلا تردد، لأنها انتشرت بشكل مخيف في مجتمعاتنا العربية، ليشكلوا خطراً على المجتمع، فالمطعون لا يستطيع رؤية ألوان الطيف في حياته، لأن صورة المرأة التي خسر أمامها تقف أمامه وتمنعه من رؤية الحاضر والمستقبل، ليرى وجهها في جميع وجوه النساء، وربما جميع وجوه سكان الأرض، ليكون تائهاً في طريق مظلم لا يمكنه الخروج منه إلا بالانتحار والعياذ بالله! فانتشار الخطابات التي تحرض على الكراهية بين الجنسين سيتسبب لا سمح الله لظهور حوادث لا نتمنى حدوثها، وبل أيضاً سيسبب الأذى لنفسه ولمن حوله إذا وصل لمرحلة التطرف وكراهية النفس والمجتمع. فالمطعونون من معركة الحب، ومنهم الدكتور، يحتاجون على وجه السرعة إلى إيقاف خطاباتهم المتطرفة عبر إيقاف نزيفهم وتحريرهم من ذكريات خسارة معركة الماضي، لكي يتمكنوا من النظر إلى مستقبلهم الجديد بألوان الطيف.

مشاركة :