«القرية حاضنة البحر».. حكاية مكان اغتاله الحرمان

  • 3/10/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

جاءت بنية هذه الرواية القرية التي هي حاضنة البحر في حلقات تمثل محطات مهمة في حياة الكاتبة والشاعرة قسمة العمراني استطاعت معها بأسلوبها الروائي المتقن أن تصور أجزاء مما يبدو صورة المكان بإيجاز وصدق ووضوح، والواقع أن كل حلقة من هذه الحلقات هي بمنزلة لحظة لقاء الكاتبة مع حدث معين وشخصية مغايرة وأمكنة تمر من خلالها تكوين علاقة في التواصل مع نوع جديد والتي تمكننا من الكشف عن مشاعرها وأحساسيها الداخلية وأحيانا أخرى كانت بمنزلة فكرة معينة عبر مواقف متعددة استفادت منها الكاتبة في حياتها. هذه البنية لم تكن تقليدا في تقنية الرواية حيث تسلسل أحداثها فلم تكن قائمة على التسلسل الزمني بل إنها اعتمدت على الحلقات المتقاطعة التي تنتهي بكلمة في النهاية أو بيتا من الشعر فكل جزء من أجزاء الرواية كانت تمهد لبداية حدث جديد ورغم تعدد وتنوع الثيمات إلا أننا في هذه القراءة نرى أن الكاتبة عبرت من خلال العنوان بأسلوبين مختلفين الأول استخدامها اسلوب المباشرة والثاني الأسلوب الرمزي المومئ إلى المرجع والمكان دون ذكر اسم البلد لفظا. وهي تبحر في هذه الرواية من على غصون الانتظار ما بين جارتها الغريزة وما بين شواطئ الأمل وجزيرة الوصل مرورا بشوارع الحنين ووقوفا على نواصي الذكريات وغربة التهميش إلى طفولة بنكهة الكرز إلى زحمة اختناق الممرات الضيقة بقلة الحاجة وما خلفته من كوارث طريق الموت من حزن ما زالت ترزح حاضنة البحر تحت وطأة الحرمان وما تساقط تلك الأوراق إلا شاهد على ذلك فسنوات الحياة هناك جميع فصولها خريفا. وهي تدرك أن هناك في حاضنة البحر شيئا جميلا وهو أن تطرد اليأس وتستبدله بالتفاؤل والأمل وجميل أن تتفيأ موطنك من الأرض وتحيله إلى بساتين من حياة وإن حاصرك الجفاف فالبكاء الذي يجلبه الحرمان لا تتوقف دموعه وإن توقفت تبقى مرارة طعمها طويلا.

مشاركة :