قتل 70 شخصاً في الفيضانات المستمرة منذ أكثر من أسبوعين في إيران، بينما تتحدث وسائل الإعلام عن نزوح مئات الآلاف من المواطنين وإخلاء مئات القرى والبلدات. ونقلت وكالة “فارس” عن المتحدث باسم إدارة الطوارئ الإيرانية، مجتبى خالدي، قوله، الخميس، إن عدد قتلى الفيضانات الأخيرة بلغ 70 شخصاً في مناطق مختلفة من البلاد، بينما أصيب 768 شخصاً. كما تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن تدمير عشرات الآلاف من الوحدات السكنية والمزارع والبساتين والطرق.اتهامات متبادلة كذلك لا تزال الخلافات والاتهامات المتبادلة مستمرة بين حكومة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، وقادة الحرس الثوري حول تحمل المسؤولية. وكانت آخر جولة التصريحات الهجومية من قبل قائد قوات المشاة في الحرس الثوري، محمد باكبور، الذي كان يتحدث إلى رئيس الأركان، محمد باقري، على الهاتف، متهماً الحكومة بالتقصير في إنقاذ مدينة بلدختر، التي غمرتها المياه بالكامل.من مدينة بلدختر وفي المقطع الذي تداولته حسابات عبر مواقع التواصل، قال باكبور إن “الناس غاضبون لدرجة أن أياً من المسؤولين الحكوميين لا يجرؤ على زيارة المنطقة”. وكان باكبور يرفع تقريراً إلى رئيس الأركان، حيث أكد أن “الناس غير راضين عن الموقف لدرجة أنهم على وشك الشغب”، بينما انتشرت فيديوهات الخميس تظهر وحدات مكافحة الشغب وقوات خاصة من الداخلية تطوق أطراف المدينة المنكوبة للحيلولة دون خروج مظاهرات.اشتباكات في الأحواز وفي إقليم الأحواز، اشتبك شبان عرب مع عناصر الحرس الثوري، الأربعاء، في قرية الشمرية التابعة لمدينة الأحواز، عندما جاؤوا لتدمير السدات التي شيدها الأهالي لمنع تقدم الفيضانات وذلك لأنهم لا يريدون للمياه أن تطال منشآت النفط التابعة للحرس. وبينما تحدثت وكالة المراسلين الشباب الإيرانية عن محاولة اغتيال لهذا القيادي بالحرس الثوري، نفى باكبور، في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” الخميس، الأمر، قائلاً إن “احتجاجات محدودة وقعت عندما قام بعض شباب المنطقة الغاضبين بممانعة قوات الحرس من كسر السدات لكي لا تغمر المياه مزارعهم”. وأفادت وسائل إعلام ومنظمات حقوقية بوقوع قتيل وعدد من الجرحى باشتباكات الحرس الثوري مع أهالي قرى سهل ميسان الأحوازية، إلا أن السلطات نفت ذلك وقالت إن المصاب فلاح عربي من تلك المنطقة، تلقى رصاصات وتم إسعافه إلى المستشفى وحالته حرجة جداً.العقوبات الأميركية وعمليات الإغاثة من جهتها، نفت لجنة الصليب الأحمر الدولي مزاعم إيران حول تأثير العقوبات في عمليات الإغاثة، عقب تصاعد التوتر الکلامي بين طهران وواشنطن، وسط تأكيدات من الأخيرة أن العقوبات الأميركية لا تشكل الأغراض الإنسانية. ونفى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير، في خطاب له بالأمم المتحدة، تأثير العقوبات على عمليات الإغاثة. كما صرح مسؤول في اللجنة لإذاعة “فردا” الناطقة بالفارسية من براغ، أن هناك تعاونا وثيقا مع الهلال الأحمر الإيراني لمساعدة المنكوبين. وكان روحاني قد اتهم، الأربعاء، الولايات المتحدة بإغلاق الحسابات المصرفية التابعة للهلال الأحمر الإيراني، بينما أكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن العقوبات لا تشمل أعمال الإغاثة، معلناً استعداد بلاده لمساعدة متضرري الفيضانات في إيران، من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومؤسسات الهلال الأحمر، ولكن ليس من خلال الحكومة الإيرانية.
مشاركة :