وصف الكاتبين «عبده خال» و «أميمة الخميس»، الرواية السعودية، بالقوية والمثيرة والغنية بالنصوص الإبداعية، الأمر الذي نقلها من المحلية للعالمية، حيث ترجم لها من العربية للغات الأجنبية، وتعيش الآن عصرها الذهبي، كما تصدرت الرواية في دول الخليج الساحة العربية، وقال «خال»: كانت دول الخليج يطلق عليها بالدول المتأخرة في هذا المجال،والأن أصبحت هي مركز الثقافة والإبداع«، فيما قالت»الخميس": لم نعد مستهلكين للثقافة كما إعتدنا بل أصبحنا منتجين ونتصدر أيضآ المجال الفني.كان ذلك خلال جلسة بعنوان «رواية فائزة» أدارتها الدكتورة نورة القحطاني في ندوة «نور الحوار» ضمن مهرجان نور للثقافة والفنون، الذي تنظمه الشركة السعودية للكهرباء بمقر ناديها شمال الرياض، ويستمر حتى مساء السبت المقبل 6 أبريل.يقول عبده خال في إجابته على سؤال «مالذي تضيفه جائزة الرواية للفائز؟»، عندما أُسأل عن جائزة «بوكر» أرى أنني الوحيد الذي كان وقعها سيء عليّ، ففي السابق كنت أكتب روايات وتنتشر والكل يقرأها بهدوء، ثم جاءت الـ«البوكر» بعد 8 روايات مميزة كانت تقرأ في الخارج قبل الداخل، ولم أكن أسعى للجائزة بقدر ما أسعى للكتابة والإبداع، ولاشك أن فوزي هو فوز للجميع وانتصار للرواية السعودية.وفي إجابتها على ذات السؤال قالت أميمة الخميس«: أن روايتها»مسرى الغرانيق في مدن العقيق"، فازت بجائزة نجيب محفوظ للرواية عام 2018، وهذه جائزة من أهم الجوائز في العالم العربي المتعلقة بالرواية، فهذا الفوز يحسب كجزء من القوة الناعمة التي نقدمها لوطننا، وهي إشارة إلى أن المملكة ليست مستهلكة للثقافة، بقدر ما أصبحت منتجة لها، خصوصآ أن الجائزة مصدرها مصر رائدة الثقافة والأدب، ومن أهم الجوائز العربية.وأضافت، الجائزة أقامتها الجامعة الأمريكية في مصر، بعد أن رأت شح في تواجد الأدب العربي في العالم، فقررت القيام بمشروع بأن تنظم جائزة سنوية تختار أفضل رواية صدرت في ذلك العام ثم تقوم بترجمتها إلى اللغات العالمية، وهذا العام وقع اختيارهم على رواية «مسرى الغرانيق في مدن العقيق»، وهي أول مرة يفوز بها كاتب روائي سعودي.وحول نظرية «المركز والأطراف» فيما يخص الرواية والثقافة، يرى «خال» أن هذى المسمى كان في السابق من نصيب مصر وبعض الدول العربية الرائدة في الإنتاج، والآخر ينظر إلى الكاتب السعودي أنه لايملك إلا النفط، ويُنظر إلينا أدبيآ بـ«التخلف»، والآن أصبحت دول الخليج هي مركز الثقافة والإبداع وغيرها أطراف، كما أن المبدع السعودي مبدعآ قبل الجوائز.وتوافقه في الرأي الكاتبة أميمة الخميس بقولها: ظلت العواصم والمراكز الثقافية مستحوذة على الفعل الثقافي، ورغم التاريخ الطويل بدأت تتفكك لصالح الأطراف بعد أن كانت مصر هي التي تنتج ولبنان تطبع والعراق تقرأ، الآن ظهر لاعب جديد وقوي ويتميز بالقوة والجودة محوره المملكة والخليج، وبدأ يستحوذ على الفعل الثقافي ويتقدم للمشهد سواء على الجودة أو الاستحواذ على الجوائز، أو الطروحات المتجاوزة لعموم المحيط العربي.وأضافت،«المملكة والخليج أصبحوا منتجين للحركة الثقافية لم يعودوا مستهلكين، وأصبحت المراكز تقرأ لهم وتوفر لهم وتقدم لهم الجوائز، لأن هناك نوعية متميزة من العمل الذي استطاع أن يستحوذ على الاهتمام».
مشاركة :