وشّ شوفتك يا شيخ في بعض الأنذالشوك دفن بالطين يابس عسيبه في ذلك الزمن الجميل كانت وما زالت علاقة المواطن الكويتي بالمسؤولين هي علاقة حب واحترام وحوار حول هموم الشارع الكويتي، وخير مثال حين قام الشاعر الكبير زيد الحرب -رحمه الله- ببث شكواه إلى الشيخ جابر العلي -طيب الله ثراه- الذي كان يشغل -آنذاك- منصب نائب رئيس الوزراء وزير الإعلام بقصيدة عن تردي حال البلد -آنذاك- بسبب التخبط الإداري والتجنيس السياسي الذي شارك فيه، فيخاطبه شاعرنا زيد الحرب بقصيدته وهو مستاء حزين على حال البلد آنذاك: يا بوعلي بنخاك يا طيّب الفال حيثك مقر الجود مجده وطيبه (حيث يصف الشاعر كرم الشيخ جابر العلي رحمه الله) (يصف الشاعر في هذا البيت والأبيات التي تليه معاناة أهل الكويت وما يكابدونه من شقاء من أجل البحث عن لُقمة العيش) وهذا ترى حداق وهذاك جمال وهذاك زاروع يعابل شريبه وراعى الحظور ايبارى اليم ليسال يخاف من لخمه ذنبها يصيبه (ويصف معاناة الغوص والسيب للغوص للبحث عن اللؤلؤ) والقيظ كله نجالب الغوص بحبال ماي چما الزرنيخ وزاده نهيبه والغيص يشكي الضيم من بحر الاهوال والسيب واقف دوم مثل النصيبه ويركض على المجداف لي صاح يا مال ونوم الملا بالليل ما نهتنى به (كما يصف أهوال البحر على البحارة يبحرون في غياهب البِحار في سفنهم الشراعية البسيطة) (ويأمل خيراً للشعب الكويتي بعد تحسُّن الأوضاع الاقتصادية) واليوم طاب الكيف وزانت الأحوال وعقب المحل جتنا سنون خصيبه رحم الله الشاعر زيد الحرب وأسكنه فسيح جناته. *** للأسف أصبحت الغالبية العظمى من الإعلام الكويتي مهادنة، لينة، هينة وتنتقد بنعومة وحياء وهمس. *** زيارة وفد مجلس الأمة برئاسة الأخ مرزوق الغانم على قِصَرها (عشر ساعات) فإنها كانت زيارة تاريخية بكل المعاني وأول وفد برلماني يصل الى بغداد، والزيارة هي أكبر مثال للعلاقة الايجابية بين مجلس الامة الكويتي والحكومة الكويتية، حيث قام الرئيس ومرافقوه من النواب بحل إشكاليات عالقة منذ زمن طويل بأدراج لجان البرلمان العراقي وأدراج الحكومة العراقية لمشاريع قوانين واتفاقيات لمصلحة الكويت والعراق وشعبيهما، حيث قاموا بالتمهيد لها من خلال التفاهم المباشر مع أصحاب الشأن، وكان مستوى القياديين العراقيين المتواجدين بالترحيب بالوفد البرلماني الكويتي برئاسة بوعلي كبيراً من رئيس الجمهورية العراقية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان العراقي، وحتى بعض السياسيين ممن أثار ملاحظات تمس الكويت لمشاريع حدودية أيضاً جلسوا معهم وغيروا فكرتهم السلبية، وكان لدور السفير الكويتي في بغداد السيد سالم الزمانان التأثير الكبير والفاعل في هذه الزيارة القصيرة التي برنامجها مملوء ومزدحم باللقاءات مع الفعاليات السياسية بجميع أطيافها. وحين عبر أحد السياسيين العراقيين البارزين انه لن يكون هناك تهديد لغزو الكويت من قبل العراق، أجابه الأخ مرزوق الغانم لا أحد يجرؤ على غزو الكويت بعد اليوم لطبيعة الاتفاقيات الأمنية ولما تبين في تحريرها حين وقف مع الكويت وساندها دول العالم أجمع، شرقه وغربه، وشماله وجنوبه، إلا بعض الدول المارقة التي ليس لها لا وزن سياسي ولا عسكري في معركة تحرير الكويت، وأردف رئيس مجلس الأمة الكويتي ولعلمك يا أخي في العروبة والجيرة «صدام غزاكم قبل لا يغزينا»، فقد لخص رئيس مجلس الامة الكويتي الأخ مرزوق الغانم باقتباس هذه العبارة من كلمة سمو الأمير في لقاءاته مع زعماء الاحزاب السياسية العراقية وان نهج الغزوات بين الأشقاء انتهى مع المقبور صدام، حين تلتقي كويت الخير والسلام التي تسامت على الغزو العراقي الشرير المجرم والتي عانت منه كثيراً مع عراق جديد تعلم من اخطائه وتجاربه، وتجاوز جروحه وآلامه وأزماته التي عصفت به وأدت إلى تجاذبات وصراعات إقليمية، فمن المؤكد سيؤدي ذلك إلى مصلحة كلا الطرفين، فسمو الأمير فعل ما لا يقدر أحد على فعله في سياسته، فهو أول من بادر الى عمل مؤتمر لمساندة وإعمار العراق وهو الدولة التي جيَّش شريرُها ومجرمها وسفاحها المقبور صدام حسين غزانا. *** «أنا أشهد أن» لا يُدرِكُ المَجدَ إلاّ سَيّدٌ فَطِنٌ لِمَا يَشُقُّ عَلى السّاداتِ فَعّالُ لَوْلا المَشَقّةُ سَادَ النّاسُ كُلُّهُمُ؛ ألجُودُ يُفْقِرُ وَالإقدامُ قَتّالُ! للمتنبي *** لنيله شخصية العام الإعلامية لمنتدى الإعلام العربي للصحافة العربية، نبارك ونهنئ الأخ محمد جاسم الصقر هذا التكريم والإنجاز وهو تكريم لدولة الكويت الحبيبة ولمسيرته الطويلة جداً في الصحافة التي كانت مهنة المتاعب. *** مقالي بإذن الله يوم الجمعة المقبل سيكون عن تجوالي وترحالي في دول متنوعة، مع رفيقي بالسفر بوفهد صاحب الروح الجميلة المشاكسة. خليفة الخرافي kalkharafi@gmail.com@kalkharafi
مشاركة :