التيار الإسلامي في الجزائر الخاسر الأكبر بعد رحيل بوتفليقة

  • 4/5/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يعيش الشعب الجزائري حالة من الترقب، لنتائج المرحلة الانتقالية المنتظرة، لترتيب البيت السياسي، في أعقاب استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت منذ 22 فبراير الماضي، بالتزامن مع إعلانه الترشح لولاية رئاسية خامسة.وفي الوقت الذي يطمح فيه الجزائريون إلى الخروج من المرحلة الانتقالية، بدستور يكرس لدولة مدنية حديثة، يبقى السؤال عن وضع التيار الإسلامي، ومكانة الإسلاميين في الشارع الجزائري، وهل يمكن تجاوزهم أثناء إعادة هيكلة الحياة السياسية ؟ أم أن هذا التيار ما زال يمتلك القوة التي تجعله رقما صعبا لا بد من أن يوضع في الاعتبار؟المراقبون يرون أن انقسام التيار الإسلامي، بين مؤيد للاحتجاجات التي تطالب برحيل فوري لبوتفليقة، وبين من رفض المشاركة في هذه التظاهرات، مثلت خصما كبيرا من رصيد هذا التيار، الذي فقد جانبا كبيرا جدا من شعبيته في السنوات الأخيرة، جراء أعمال العنف الدامية التي تورط فيها.التراجع في شعبية التيار الإسلامي داخل الجزائر بدا واضحا في حالة الخصام، بين الجناح المدني الذي يضم: حركة مواطنة، والحركة الأمازيغية، وأحزاب اليسار، وبعض النقابات المهنية والمستقلة، وطلاب الجزائر، والأحزاب الإسلامية المنشقة عن حركتي مجتمع السلم، والنهضة الإسلامية، وذلك رغم أن الأخيرتين لهما المطالب ذاتها التي يتبناها التيار المدني، وأهمها إخلاء الرئاسة من بوتفليقة ورجاله.ويرى المراقبون أيضا، أن من أهم الصعوبات التي ستبعد التيار الإسلامي عن دائرة الضوء، هو صعوبة أن يتوافق هذا التيار، مع الجناح المدني، حول مرشح رئاسي واحد، الأمر الذي سيدفع القوى المدنية، الأكثر عنفوانا حاليا في ظل نجاحها في التأثير على بوتفليقة، إلى إبعاد الإسلاميين، وهذا كله في ظل ظهير شعبي لم يعد يرى سوى تحقيق الهدف، بصرف النظر عن الأيديولوجيا التي تقود المشهد.ومن بين أهم أسباب تراجع قدرة التيار الإسلامي على التأثير، حالة التحلل التي يعيشها التيار السلفي، الذي يتبنى موقفين متعارضين تجاه الحراك الشعبى ضد بوتفليقة، الأول، يدعم التظاهرات، وتتبناه جبهة الصحوة السلفية بقيادة عبد الفتاح حمدواش، الممنوع من ممارسة العمل السياسي في 2013، والثاني يرفض التظاهرات، وتقوده السلفية المدخلية برئاسة محمد على فركوس، الذي طالب صراحة قبل نهاية مارس الماضي بتوقف المظاهرات باعتبار أن التظاهر يمثل خروجا على الحاكم المسلم. هذا الموقف يثير غضب الجزائريين، الذين لم يعد لهم همّ سوى إنهاء حقبة بوتفليقة، لذلك يبدو التيار الإسلامي خاسرا كبيرا خلال المرحلة المقبلة في الجزائر، على ما يرى المراقبون.

مشاركة :