«أوراق قطر».. يفضح تمويل الدوحة الإرهاب في أوروبا

  • 4/5/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كشف كتاب جديد يحمل اسم «أوراق قطر»، أمس الخميس، عن التمويل القطري للإرهاب في أوروبا، عبر مؤسسة «قطر الخيرية» التي تبث سمومها تحت ستار المساعدات الإنسانية، وتمول بناء مساجد ومراكز ومؤسسات تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي.ووصف الصحفيان الاستقصائيان، كريستيان شينو، وجورج مالبرنو، في كتابهما «قطر الخيرية» ب«المؤسسة الأقوى في تلك الدولة الصغيرة»، مؤكدين أنها تمكنت من «التوغل في 6 دول أوروبية، أبرزها فرنسا، وإيطاليا، وسويسرا»، كما حذرا من خطورة هذا التمويل.وبحسب «بوابة العين الإخبارية» يأتي هذا الكتاب في أعقاب نشر كتاب «أمراؤنا الأعزاء»، الذي فضح التمويل القطري لسياسيين أوروبيين.ورسم كتاب «أوراق قطر» المؤلف من 295 صفحة خرائط توضيحية لمحاولة الدوحة بث التطرف في أوروبا، كما كشف للمرة الأولى، تفاصيل أكثر من 140 مشروعاً لتمويل المساجد والمدارس والمراكز، لمصلحة الجمعيات المرتبطة بتنظيم الإخوان الإرهابي.جمع الصحفيان مالبرنو (من صحيفة لوفيجارو) وشينو (من إذاعة فرانس إنتر)، آلاف الوثائق الداخلية لمؤسسة قطر الخيرية التي تكشف الملايين التي أنفقها أمير قطر على عملائه في أوروبا أبرزهم: طارق رمضان حفيد مؤسس الإخوان المتهم في قضايا اغتصاب في فرنسا، الذي كان يتلقى شهريا 35 ألف يورو كمستشار لإحدى مؤسسات المجتمع المدني القطرية في أوروبا. كما أظهر الكتاب الذي أصدرته دار نشر (ميشيل لافون) الطموح الجيوسياسي الذي يرسمه أمير قطر خارج حدوده لتوسيع نفوذه، خاصة في أوروبا، تحت ستار الأعمال الخيرية، حيث يأخذك الكتاب في رحلة خلف كواليس إحدى منظمات المجتمع المدني القطرية التي تتصل مباشرة بالسلطات القطرية، تمولها شخصيات عدة من آل ثاني مقربة من أمير قطر تميم بن حمد.وفي نهاية 2016، كشف جورج مالبرونو دور قطر في فرنسا، ثم تحدث عن «صندوق قطر الخيرية»، النشط جداً في فرنسا وإفريقيا، خاصة في ما يتعلق بتشييد المساجد في أوروبا مثل أكبر مسجد في أوروبا «مولهاوس». وفي عام 2014، مولت قطر 113 مسجداً ومركزاً إسلامياً في جميع أنحاء أوروبا، بنحو 71 مليون يورو، وأظهر الكتاب أن إيطاليا هي الدولة التي استثمرت فيها أكثر من غيرها، حيث أقامت 45 مشروعاً بقيمة 22 مليون يورو.وتتبع الصحفيان مسار ما كشفته صحيفة «لاستامبا» الإيطالية، في تقرير سابق، أشارت فيه إلى أن قطر استثمرت في نحو 45 مشروعاً في إيطاليا، بشكل رئيسي في جزيرة صقلية، وشمال البلاد في مدن «سارونو» في بياتشينزا، مروراً ب«بريشيا» والساندريا. وكشف كتاب أوراق قطر وثائق موقعة من يوسف القرضاوي، الإرهابي المقيم في قطر حالياً، تفيد بحث ممثلي المراكز الدينية في إيطاليا في مطلع عام 2015 على دعم مشروع بناء مركز جديد في ميلان، يتضمن مسجداً ومدارس.وفي مواجهة هذه المعلومات، دعا برلمانيون إيطاليون، بينهم كارلو فيدانزا، رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، إلى حظر أي إمكانية أي تمويل أجنبي للمؤسسات الإسلامية في البلاد.وعلى الرغم من الدراسات الاستقصائية التي استهدفت التنظيمات المتطرفة في أوروبا منذ 2001، عقب أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، إلا أن «أوراق قطر» فتح هذا الملف على نطاق واسع، راصداً تفاصيل الإيرادات وأجور عملاء الإمارة، بينهم طارق رمضان. وحصل الكاتبان على مذكرة من وكالة الرصد للشبهات المالية في فرنسا، بعد القبض على رمضان على خلفية اتهامات عدة عام 2018، كشفت أن «طارق رمضان تلقى 19 ألف يورو من مؤسسات تابعة لرابطة مسلمي سويسرا مقرها بيرلي». كما رصد الكتاب تمويل «قطر الخيرية» للمشروعات في سويسرا، الذي بلغ نحو 3.6 مليون يورو ضختها قطر في 5 مشروعات مختلفة في سويسرا، بينها مراكز في بيرلي، ولا شو دو فون، وبيان، ولوجانو.ومن بين عملاء قطر الذين كشف الكتاب النقاب عنهم، الثنائي محمد ونادية كرموس، اللذان لهما دور كبير في الاستثمارات القطرية في سويسرا، عن طريق متحف الحضارات الإسلامية في «لا شو دو فون»، حيث تلقيا من قطر بين عامي 2011 حتى 2013 نحو مليون و394 ألف فرنك سويسري، (قرابة المليون و200 ألف يورو) عبر 7 تحويلات بنكية من قطر الخيرية».واعتبر الخبير الإيطالي لورينزو فيدينو أن «هذا الكتاب يكشف مدى الدعم القطري للشبكة الأوروبية للإخوان المسلمين بدقة»، موضحاً أن «هذا المال يعزز نشاط هذه الحركة النشطة في أوروبا». وطرحت صحيفة «لاتريبين دو جنيف» السويسرية تساؤلاً: من هم الإخوان ومدى خطورتهم؟ موضحة أن التنظيم الذي تأسس في مصر عام 1928 تحت شعار «الإسلام هو الحل» ومناهضاً للغرب، والدعوة للخلافة العالمية هي أفكار تتقارب مع تنظيمي القاعدة» و»داعش» الإرهابيين.

مشاركة :