عادت أسعار النفط إلى الارتفاع، أمس الخميس، حيث يحوم برنت حول القرب من مستوى 70 دولاراً، على الرغم من أن بيانات النفط الأمريكية الأسبوعية أظهرت زيادة مفاجئة في مخزونات الخام والإنتاج القياسي.وارتفعت عقود برنت المستقبلية 23 سنتاً إلى 69.59 دولار للبرميل، وكان برنت قد انخفض 6 سنتات الأربعاء، بعد أن وصل إلى 69.96 دولار، وهو أعلى مستوى منذ 12 نوفمبر / تشرين الثاني.ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 6 سنتات إلى 62.52 دولار للبرميل، بعد أن كان قد انخفض العقد 12 سنتاً في الجلسة السابقة.كما سجل برنت القياسي العالمي أكثر من 29% هذا العام، في حين كسب خام غرب تكساس الوسيط 38%. وتستفيد أسعار النفط من اتفاق بين منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء مثل روسيا، في المجموعة المعروفة باسم أوبك+، لخفض إنتاج النفط بنحو 1.2 مليون برميل يومياً هذا العام.وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء، إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت 7.2 مليون برميل الأسبوع الماضي، مع صعود صافي الواردات. وكان المحللون يتوقعون انخفاض المخزونات بمقدار 425 ألف برميل. وزاد إنتاج النفط الأمريكي مئة ألف برميل يومياً إلى مستوى قياسي يبلغ 12.2 مليون برميل يومياً، بعد أن حوّم حول 12 و12.1 مليون برميل يومياً منذ فبراير/ شباط، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة. وفي سياق متصل، قالت مصادر إن كوريا الجنوبية بدأت اختبار النفط الأمريكي الخفيف جداً الذي تبيعه شركة الطاقة «أناداركو بتروليوم»، كبديل للخام الإيراني، مع ترقبها لقرار واشنطن بشأن ما إذا كان بمقدورها الاستمرار في شراء النفط من طهران. وكوريا الجنوبية من أكبر مشتري النفط الإيراني في آسيا، ومن بين ثمانية مستوردين تلقوا إعفاءات للاستمرار في شراء الخام من طهران، حين أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات عليها في نوفمبر/ تشرين الثاني. ومن المتوقع أن تقلص واشنطن تلك الإعفاءات في مايو/ أيار، مما سيحدث اضطراباً في إمدادات كوريا الجنوبية من المكثفات الإيرانية، وهي نوع من الخام الخفيف جداً الذي يُستخدم في قطاع التكرير والكيماويات الكبير بالبلاد. ويُنظر إلى خام غرب تكساس الخفيف كبديل محتمل للمكثفات الإيرانية لأنه، حين تكريره، يدر كميات كبيرة من منتج النفتا المكرر، الذي يُمكن استخدامه لإنتاج البتروكيماويات. ويجري إنتاج معظم خام غرب تكساس الخفيف في الجزء الغربي من الحوض البرمي في تكساس. وأكد جون كريستيانسن، المتحدث باسم أناداركو بتروليوم، أن الشركة تصدر خام غرب تكساس الخفيف، وقال، إنها «تتوقع استمرار نمو تلك الكميات في المستقبل»، لكنه لم يؤكد ما إذا كانت كوريا الجنوبية تختبر هذا الخام. وقالت المصادر، إن «إس.كيه إنرجي»، أكبر شركة لتكرير النفط في كوريا الجنوبية، و«هيونداي أويل بنك»، أصغر شركة تكرير في البلاد، تدرسان تحليل الخام وعينات اختبار.وامتنعت متحدثة باسم «إس.كيه أنوفيشن»، مالكة «إس.كيه إنرجي»، ومتحدث باسم «هيونداي أويل بنك» عن التعقيب.تجري سول مفاوضات مع الولايات المتحدة؛ لتمديد الإعفاء الخاص بها، قائلة إن هناك بدائل محدودة للمكثفات الإيرانية التي تشتريها، وفقاً لمسؤول أمريكي سابق. لكن ثلاثة مصادر مطلعة قالت إنه لكي تحصل كوريا الجنوبية على تمديد للإعفاء، فمن المرجح أن تضطر لخفض وارداتها الحالية بين خمسة في المئة وعشرين في المئة. ولا ترغب كوريا الجنوبية، وهي حليف سياسي مقرب للولايات المتحدة، في تعريض علاقتها مع واشنطن للخطر. وقالت ساندي فيلدن، مديرة أبحاث النفط والمنتجات لدى مورنينج ستار: «هم خائفون من ترامب. يرغبون في أن يتمكنوا من قول «انظر، أشتري كل نفطك». وفي محادثات جرت مع مسؤولين حكوميين الأسبوع الماضي، طلبت كوريا الجنوبية أقصى قدر من المرونة، مشددة على أهمية المكثفات الإيرانية لقطاع البتروكيماويات الكوري الجنوبي، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية الأسبوع الماضي. وترغب واشنطن في تقليص صادرات إيران لأقل من مليون برميل يومياً، مما يزيد على 2.5 مليون برميل يومياً في مايو/ أيار الماضي. واستوردت كوريا الجنوبية نحو 176 ألفاً و237 برميلاً يومياً من النفط الإيراني في الفترة من يناير/ كانون الثاني وحتى فبراير/ شباط وفقاً لبيانات من شركة النفط الوطنية الكورية (كنوك)، بما ينطوي على تراجع نسبته 38.5%، مقارنة مع نفس الفترة قبل عام. وبلغت صادرات الخام الأمريكي إلى كوريا الجنوبية نحو 256 ألف برميل يومياً في المتوسط في 2018، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وارتفعت الواردات في فبراير/ شباط إلى 443 ألف برميل يومياً. وتشتري كوريا الجنوبية أنواعاً أخرى من الخام الخفيف الأمريكي، لكن «إس.كيه إنرجي» و «هيونداي أويل بنك» رفضتا في الآونة الأخيرة شحنتين من مكثفات إيجل فورد القادمة من تكساس، بعد العثور على شوائب في النفط. ويجري في الأغلب مزج خام غرب تكساس الخفيف مع خامات نفط أخرى؛ لبيعه في مركز تسليم العقود الآجلة للخام الأمريكي في كاشينج بولاية أوكلاهوما.
مشاركة :