القضية الفلسطينية على رأس اهتماماتنا ومتفائلون بمستقبل واعد لأمتنا العربية

  • 4/5/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حظيت زيارة خادم الحرمين الشّريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى تونس على رأس وفد كبير رفيع المستوى بنجاح منقطع النّظير واستأثرت بمتابعة واهتمام وترحيب على جميع الأصعدة رسميّاً وشعبيّاً وإعلاميّاً، حيث ازدانت شوارع العاصمة التّونسيّة بأعلام المملكة وصور خادم الحرمين الشّريفين وباللّافتات المرحّبة به والمعبّرة عن عراقة العلاقات التّونسيّة السّعودية الضّاربة جذورها في أعماق التّاريخ... وقد غطّت هذه الزّيارة المتميّزة التي وصفها إعلاميّون ودبلوماسيّون وسياسيّون بأنّها زيارة تاريخيّة بأنّها «زيارة الخير»، غطّت على القمّة العربيّة الثلاثين التي تزامنت مع الزّيارة، بل إنّ ملاحظين قالوا إنّ القمّة السّعودية التونسيّة التي جمعت بين الرّئيس التّونسي الباجي قائد السّبسي وخادم الحرمين الشّريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مهّدت للقمّة العربيّة ومنحت لأشغالها التّحضيريّة الدّعم والضّوء الأخضر من أجل التّفاهم العربي والتّوافق السّلس على مختلف القضايا التي طرحت للنّقاش، ما سهّل الوصول إلى القرارات التي اتّفق عليها القادة العرب فيما بعد وتضمّنها بيانهم الختامي. إنّ التّرحيب الحار الذي قوبل به خادم الحرمين الشّريفين والوفد المرافق له في تونس جعل زيارته الميمونة تتحوّل إلى الحدث الأوّل في البلاد، واستأثر بمتابعة دبلوماسيّة وإعلاميّة عالميّة كبيرة اعتباراً للرّسائل العميقة التي تضمّنتها ونتائجها المثمرة، ثنائيّاً وعربيّاً ودوليّاً، والتي أكّدت أنّ المملكة هي الدّولة المؤثّرة القويّة في العالم العربي والإسلامي والتي لها كلمتها الفاعلة والحاسمة في العالم بمواقفها السياسية الإيجابيّة وقوّتها الاقتصادية والماليّة والعسكريّة... وهي التي تقود الآن العمل العربي المشترك والتّضامن العربي وتصون الأمن القومي العربي وتحمي الأمّة العربيّة والإسلاميّة من الإرهاب وتضيّق عليه الخناق في كلّ مكان من العالم. زإضافة إلى ذلك جاءت زيارة خادم الحرمين الشّريفين دعماً واضحاً لتونس ولاستقرارها وأمنها، وهي التي تجمعها بالمملكة علاقات قديمة ونموذجيّة تطوّرت بمرور الزّمن وهي ستشهد مزيد التّطوّر في المستقبل بعد هذه الزّيارة المهمّة وما أنتجته من حصاد مثمر للبلدين الشّقيقين في كلّ الميادين... من ذلك أنّ المملكة، وفق تصريح لمعالي الأستاذ محمد الجدعان وزير المالية، ستقوم بالترفيع في قيمة الدعم المالي الموجّه لتونس. وقد أشرف خادم الحرمين الشّريفين والرئيس التّونسي على حفل رسمي في القصر الرّئاسي بقرطاج تمّ فيه توقيع اتّفاقيات مشاريع سيموّلها الصّندوق السعودي للتّنمية، من ذلك مشروع لحماية المدن التونسية من الفيضانات، ومشروع إنجازات مستشفيات ومساكن اجتماعية منها إنجاز وتجهيز مستشفى الملك سلمان الجامعي بالقيروان، ومشروع ترميم جامع عقبة بن نافع والمدينة العتيقة بالقيروان، ومشروع ترميم جامع الزيتونة في مدينة تونس العاصمة، هبة من الملك سلمان. وأهدى الرئيس السّبسي خادم الحرمين الشريفين الصنف الأكبر من وسام الجمهورية وهو أعلى وسام في الجمهورية التّونسيّة بينما أهدى الملك سلمان الرّئيس التّونسي قلادة الملك عبد العزيز. وقد نوّه الرّئيس الباجي قائد السّبسي أثناء ذلك بالمواقف المشرّفة للمملكة إزاء تونس منذ ما قبل استقلالها وبعده وبمساهماتها الكبيرة في تعزيز التّنمية فيها، وأبرز الدور المحوري للمملكة في العالم العربي والإسلامي ومكانتها الكبيرة في العالم. وقال: «إنّ ما يسيء للمملكة يسيء للعرب. وإنّ علاقات تونس والمملكة عريقة تعود إلى مرحلة الملك عبد العزيز والرئيس بورقيبة، وللمملكة وزن كبير في المنظومة العربية». وأكّد الجانبان على صفاء العلاقات التونسية السعودية وعلى التقدير والموّدة المتبادلة، وشدّدا على أهميّة هذه الزيارة التاريخية في مزيد تمتين أواصر الإخوّة وإضفاء مزيد من الزّخم على العلاقات الثنائيّة والتأسيس لمرحلة جديدة من التّعاون الوثيق ودفع نسق الشراكة والاستثمار في شتّى المجالات خدمة للمصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. وفي هذا الإطار انعقد الملتقى الاقتصادي السعودي التونسي لرجال الأعمال التونسيّين والسّعودييّن. ومن ناحية أخرى تسلّم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مفتاح مدينة تونس من الدكتورة سعاد عبد الرحيم رئيسة بلديتها، وهو تقليد متداول في تونس يتمثّل في هدية رمزيّة كدليل على الحظوة والاحترام للضّيف الكبير والمبجّل. كما أسندت إلى خادم الحرمين الشريفين الدكتوراه الفخريّة من جامعة القيروان للحضارة العربيّة والإسلاميّة. قمّة العزم والتّضامن وافتتح خادم الحرمين الشريفين، صباح الأحد الماضي في تونس، القمّة العربيّة العادية الثلاثين، حيث سلّم رئاستها إلى الرّئيس التونسي الباجي قائد السّبسي الذي أطلق عليها «قمّة العزم والتّضامن»، وألقى كلمة بليغة ومركّزة قدّم فيها مواقف المملكة الواضحة من مختلف قضايا العرب الرّاهنةّ. وقد تضمّن جدول أعمال القمّة عشرين مشروعاً وملفّاً في مقدّمتها القضيّة الفلسطينيّة وقضية الجولان، وأزمة سوريا والوضع في ليبيا واليمن ودعم السلام في السودان ومكافحة الإرهاب. واستهلّ الملك سلمان كلمته بتجديد موقف المملكة الثابت من قضيّة فلسطين بقوله: «ستظلّ القضيّة الفلسطينيّة على رأس اهتمامات المملكة حتّى يحصل الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلّة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشّرقيّة استناداً إلى القرارات الشرعيّة الدّولية ومبادرة السّلام العربيّة». وبخصوص قضيّة الجولان المستجدّة قال خادم الحرمين الشريفين: «نجدّد التّأكيد على رفضنا القاطع لأيّ إجراءات من شأنها المساس بالسّيادة السّورية على الجولان، ونؤكّد على أهمّية التّوصّل إلى حلّ سياسي للأزمة السّورية يضمن أمن سوريا ووحدتها وسيادتها ومنع التّدخل الأجنبي وذلك وفقاً لإعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254». وحول اليمن، أكّد الملك سلمان دعمه «لجهود الأمم المتّحدة للوصول إلى حلّ سياسي وفق المرجعيات الثلاث» وطالب «المجتمع الدّولي إلزام الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران بوقف ممارساتها العدوانيّة التي تسبّبت في معاناة الشعب اليمني وتهديد أمن واستقرار المنطقة». وقال: «إنّ المملكة ستستمرّ في تنفيذ برامجها للمساعدات الإنسانيّة والتّنمويّة لتخفيف معاناة الشعب اليمني العزيز». وفي شأن الأزمة اللّيبيّة، قال خادم الحرمين الشريفين: «إنّ المملكة حريصة على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها وتدعم جهود الأمم المتّحدة للوصول إلى حلّ سياسي يحقّق أمن ليبيا واستقرارها والقضاء على الإرهاب الذي يهدّدها». وحول الدور الإيراني الخطير في المنطقة والعالم، قال الملك سلمان: «تشكّل السّياسات العدوانيّة للنظام الإيراني انتهاكاً صارخاً لكل المواثيق والمبادئ الدولية، وعلى المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته تجاه مواجهة تلك السّياسات ووقف دعم النظام الإيراني للإرهاب في العالم». وأضاف: «إنّ المملكة ستواصل دعمها للجهود الرّامية لمكافحة الإرهاب والتّطرف على المستويات كافّة، وإنّ العمل الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا يؤكدّ أنّ الإرهاب لا يرتبط بدين أو عرق أو وطن». واختتم خادم الحرمين الشريفين كلمته بنبرة تفاؤلية، قائلًا: «على الرّغم من التّحديّات التي تواجه أمّتنا العربيّة فإنّنا متفائلون بمستقبل واعد يحقّق آمال شعوبنا في الرّفعة والرّيادة». البيان الختامي في بيانها الختامي أكدّت قمّة تونس على رفض القرار الأمريكي الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، وأوضح أنّ «قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل باطل مضموناً وشكلًا»، وشدّد على «لبنانيّة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا». وطالب البيان بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفق مبدأ الأرض مقابل السّلام، مؤكداً على مركزيّة القضيّة الفلسطينيّة للعرب. وتضمنّ البيان رفض التّدخّلات الإيرانيّة في الشؤون العربيّة. وأدان استهداف الأراضي السّعوديّة بالصّواريخ الحوثيّة، وأكّد أنّ «أمن السّعودية جزء من الأمن العربي». كما أكّد البيان على «أهمّية السّلام الشّامل كخيار عربي وفق مبادرة السّلام العربيّة»، وقال إنّه «من غير المقبول بقاء المنطقة العربيّة مسرحاً للتّدخلات الخارجيّة». ------------- ملتقى إعــــــلامــــي سعــودي تونسي بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى تونس أقامت السفارة السعودية ملتقى حضره إعلاميّون ومثقّفون سعوديون وتونسيّون، للتعارف وتبادل الأفكار والآراء، وفي تصريح لمعالي الدكتور تركي الشبانة وزير الإعلام لـ «اليمامة» التي حضرت الملتقى قال: «إنّ هذا الملتقى بادرة طيّبة ومحمودة تؤكد أهميّة التّواصل والتّرابط والتعاون بين أهل الإعلام والثقافة والفكر في المملكة وتونس الشقيقتين، وهي ثمرة مباركة من ثمرات زيارة خادم الحرمين الشريفين التّاريخيّة إلى تونس الشقيقة». ومن ناحيته عبّر سعادة الأستاذ محمّد بن محمود العليّ سفير المملكة لدى تونس عن سعادته بهذا الملتقى الذي قال عنه: «إنّه يجمع الأشقّاء في تونس والمملكة من الإعلامييّن والمثقّفين ويزيد في تعزيز التّواصل بينهم وفي مزيد تقوية العلاقات السّعوديّة التّونسيّة الممتازة». وبالمناسبة أيضاً أصدرت سفارة المملكة العربية السّعودية في تونس مجلّداً ضخماً وأنيقاً بالكلمة والصّورة عنوانه «العلاقات السّعوديّة التّونسيّة»، يتناول مسيرة هذه العلاقات الأخويّة منذ أيّام الملك عبد العزيز والرّئيس بورقيبة إلى اليوم، وكتب سعادة الأستاذ محمّد بن محمود العليّ سفير المملكة في تونس كلمة تقديميّة للكتاب المجلّد، ممّا جاء فيها ما يلي: «إنّ العلاقات بين البلدين تقوم على قواعد ثابتة ودعائم قويّة مميّزة، وممّا يؤكدّ ذلك تبادل الزّيارات بين ملوك المملكة العربيّة السّعودية ورؤساء الجمهوريّة التّونسيّة ومسؤوليها على مرّ السّنوات وما نتج عن المباحثات واللّقاءات من توحيد للمواقف بين الدولتين الشقيقتين تجاه القضايا العربيّة الدّوليّة وتطوير العلاقات الثنائيّة القائمة، كما تمّ عرض موجز عن تطوّر هذه العلاقات إلى تاريخ اليوم».

مشاركة :