دعت حكومات فرنسا وإيطاليا والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، أمس، إلى وقف التصعيد العسكري في ليبيا، بعد ساعات من إطلاق قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر «عملية الفتح المبين لتحرير طرابلس»، فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «قلق بالغ» من «خطر المواجهات». وقالت الدول الخمس في بيان مشترك أصدرته وزارة الخارجية الأميركية إنها «تشعر بقلق بالغ بشأن القتال حول مدينة غريان الليبية»، ودعت جميع الأطراف إلى «وقف التصعيد على الفور». وأضافت: «في هذه اللحظة الحساسة من مرحلة التحول في ليبيا، فإن اتخاذ الخيار العسكري والتهديد بعمل أحادي لن يؤدي إلا إلى المجازفة بجر ليبيا نحو الفوضى... نعتقد بقوة بأنه لا حل عسكرياً للصراع في ليبيا». وأطلق حفتر، أمس، أمراً ببدء «عملية تحرير طرابلس»، ودخلت قواته مدينتي صرمان وغريان جنوب المدينة وغربها، كما اقتربت من محيط مدينة سرت، من دون أن تواجه مقاومة من القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني في هذه المناطق. وأعلن حفتر، في كلمة وجهها مساء أمس إلى قواته، انطلاق العملية تحت اسم «الفتح المبين»، مؤكداً تحرك وحدات عسكرية لـ«تطهير ما تبقى من الجماعات الإرهابية الموجودة في آخر أوكارها بالمنطقة الغربية». وقال: «اليوم نستجيب لنداء أهلنا في عاصمتنا الغالية، كما وعدناهم... اليوم نزلزل الأرض تحت أقدام الظالمين الذين طغوا في البلاد... دقّت الساعة وآن الأوان». وغداة إعلان رئيس حكومة الوفاق فائز السراج «النفير العام» بين قواته للدفاع عن طرابلس، توعدت فصائل من مدينة مصراتة الموالية للحكومة بـ«التصدي» لمحاولات قوات حفتر الزحف على العاصمة ووقفها. ونقلت وكالة «رويترز» عن شهود، أمس، أن مجموعات مسلحة من مصراتة بدأت الزحف صوب طرابلس «للدفاع عن العاصمة في مواجهة قوات حفتر». وأعرب غوتيريش الذي يزور ليبيا عن «قلق بالغ» من «خطر المواجهات». وقال: «أدعو إلى التهدئة وضبط النفس بينما أستعد للقاء القادة الليبيين في البلاد». وشدد غوتيريش على أنه «لا يوجد حل عسكري، والحوار هو وحده السبيل للحل». ويأتي تحرك قوات حفتر قبل أيام من عقد «الملتقى الوطني الجامع» برعاية الأمم المتّحدة منتصف الشهر لإعداد «خريطة طريق» لحل الأزمة الليبية.المزيد...
مشاركة :