أكدت حكومات دولة الإمارات العربية المتحدة، وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، أنها تشعر بقلق بالغ بشأن القتال حول مدينة غريان الليبية، وحثت جميع الأطراف على وقف التصعيد على الفور. وقالت حكومات الدول الخمس في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن أمس: « في هذه اللحظة الحساسة من مرحلة التحول في ليبيا فإن اتخاذ الوضع العسكري والتهديد بعمل أحادي لن يؤدي إلا إلى المجازفة بجر ليبيا نحو الفوضى، نعتقد بقوة بأنه لا حل عسكرياً للصراع في ليبيا». وكان مصدر بالجيش الليبي كشف لـ«الاتحاد» عن أن قوات الجيش الوطني الليبي اقتربت من طرابلس وربما تدخلها خلال ساعات، مشيراً إلى أن قيادة الجيش أعطت أوامرها بدخول العاصمة سلمياً دون صدامات مسلحة، وأكد أن دخول الجيش الوطني الليبي العاصمة سيكون في يوم إجازة للجامعات والمدارس حتى لا يروع الطلاب والتلاميذ وحتى لا تستغلهم الميليشيات الإرهابية كدروع بشرية أو ترتكب مجازر وتنسبها للجيش الليبي، كما تعودت ذلك في أكثر من موقف داخل وخارج ليبيا من باب استدعاء التدخلات الخارجية واستنفار مسلحيهم وأبدى معظمهم رغبة في عدم مواجهة الجيش. وأعلن القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، أمس، أنه قد آن الأوان لدخول العاصمة طرابلس، آمراً قواته بحماية المرافق العامة ومنشآت الدولة. وقال حفتر في كلمته للجيش مستهلاً حملة «الفتح المبين»: إلى جيشنا المرابط في تخوم طرابلس في كافة المحاور .. اليوم نستكمل بعون الله مسيرتنا الظافرة .. مسيرة الكفاح والنضال .. اليوم نستجيب لنداء أهلنا في عاصمتنا الغالية كما وعدناهم .. وقد بلغ بهم الصبر منتهاه ... اليوم موعدنا مع القدر ليستجيب لنداء الحق .. ومع التاريخ ليفتح لنا صفحاته النيرة .. نسطر في ثمرة الجهاد وخاتمة المعاناة والألم .. اليوم نزلزل الأرض تحت أقدام الظالمين .. الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد .. اليوم يشرق النور من كل جانب بعد طول انتظار .. يبشر بالخير والازدهار .. اليوم يرتفع صوتنا يدوي صداه في كل سماء .. لبيك طرابلس لبيك .. لبيك طرابلس لبيك .أيها الأبطال الأشاوس .. لقد دقت الساعة وآن الأوان .. وحان موعدنا مع الفتح المبين .. فتقدموا كما عهدناكم بخطى واثقة بالله .. وادخلوها بسلام على من أراد السلام .. مناصرين للحق غير غازين .. لا ترفعوا السلاح إلا من ظلم نفسه منهم وآثر المواجهة والقتال .. ولا تطلقوا النار إلا رداً على من حمل السلاح منهم ليطلق النار ويسفك الدماء .. من ألقى سلاحه منهم فهو آمن .. ومن لزم بيته فهو آمن .. ومن رفع الراية البيضاء فهو آمن .. سلامة المواطنين وأمنهم .. أعراضهم وممتلكاتهم .. ضيوفنا الأجانب بمختلف جنسياتهم .. مرافق العاصمة ومنشآتها .. كلها أمانات في أعناقكم .. فاحرصوا أن تعطوا الأمانة حقها .. واتقوا الله وتذكروا قوله تعالى ( ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) صدق الله العظيم». وقالت وكالة الأنباء الليبية (وال) إن مجموعة من قادة المليشيات المتمركزة في العاصمة طرابلس غادرت البلاد باتجاه تونس وتركيا عبر مطار معيتيقة. وأعلن اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي، أمس ، أن المشير خليفة حفتر، أصدر أوامره ببدء تطهير العاصمة طرابلس، وقال اللواء المسماري في مؤتمر صحفي، إن قوات الجيش الليبي وصلت إلى منطقة الهيرة غربي البلاد، لافتا أيضاً إلى أن القوات الليبية دخلت أيضاً غريان وسط ترحيب شعبي، وشدد المتحدث باسم الجيش الليبي على عدم جدوى المفاوضات، قائلا: انتهى الحديث مع أي طرف وتحركاتنا الآن موجهة ضد الإرهابيين في طرابلس. وتوعد المسماري فائز السراج رئيس حكومة الوفاق في طرابلس، قائلا: «سنعلمه معنى كلمة النفير العام وانتهى الكلام معه»، مؤكدا أنه «يمثل زمرة من الفاسدين وعليه أن يفهم أن اللعبة انتهت»، وأكد المتحدث باسم الجيش الليبي، تأييد الملتقى الوطني الجامع، وأن القوات المسلحة ستؤمن اجتماعاته، لافتا إلى أن «حربنا ضد الإرهاب ليست لها علاقة بالتحركات السياسية»، وأثنى المسماري على التحركات السياسية للأمم المتحدة لحل الأزمة، مشددا على أن «معركتنا موجهة ضد الإرهاب، وإننا مستمرون في الحرب ضد الإرهاب بدعم شعبنا». وحول آخر التطورات الميدانية، أوضح المتحدث باسم الجيش الليبي أن «تقدم القوات سيجعل البيئة مناسبة لأي عمل مدني سياسي»، مشيرا إلى أنه تم الدفع «بوحدات من قوات الصاعقة والمظلات إلى مدينة ترهونة». وقال المسماري»: القوات المسلحة تتابع كل مطالب الشعب الليبي.. من دخل بيته ومن ألقى سلاحه ومن رفع الراية البيضاء فهو آمن .. جيشنا مدرب ومتجانس وخاض حروبا قاسية جدًا ودمر العدو، تحية لرجالنا الأبطال، ووفي وقت سابق ذكر شهود عيان أن قوات الجيش الليبي وصلت إلى مدينة صرمان 60 كيلو شمال غرب طرابلس وسيطرت بشكل كامل على مدينة صبراتة التاريخية التي كانت أحد الأماكن التي استخدمها الجيش الليبي سرا كقاعدة متقدمة، حيث يتمركز فيها أكبر معسكر للواء 106 والذي يعد الأكثر تدريبا وتجهيزا كما يعتبر قوة النخبة التابع للقيادة العامة في الرجمة. وكانت القوات المسلحة الليبية قد سيطرت عسكرياً وأمنياً وإدارياً على مدينة غريان. وعلى الجانب الآخر، أعلن وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا حالة الطوارئ القصوى ورفع أقصى درجات الاستعداد الأمني واستدعاء كافة الوحدات الأمنية. وأكد باشاغا، في بيان، أن قوات وزارة الداخلية على أهبة الاستعداد، وبكامل الجاهزية للتصدي لأي محاولة تنال من أمن العاصمة، أو تعرض أمن المدنيين للخطر، ونقلت وسائل إعلامية عن مختار الجحاوي، من قوة مكافحة الإرهاب التابعة لداخلية الوفاق غرب ليبيا، إن قوات تابعة لهم تحركت من مدينة مصراتة باتجاه العاصمة طرابلس بهدف مواجهة أي تمدد لقوات حفتر وفق قوله وأضاف أن هذه القوة الاحتياطية المكلفة من المنطقة الوسطى تضم في صفوفها قوات من أغلب مناطق غرب ليبيا. وفي ردود فعل لهذه التحركات، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق إزاء التحركات العسكرية وخطر المواجهات في ليبيا ودعا في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع «تويتر» إلى التهدئة وضبط النفس.
مشاركة :