الأوقاف تنظم ندوة علمية حول فضائل شهر شعبان بمسجد العصافرة بالإسكندرية

  • 4/5/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عقدت وزارة الأوقاف، ندوة علمية كبرى تحت عنوان : " فضائل شهر شعبان " بمسجد "أهالي العصافرة" بالإسكندرية،على هامش فعاليات الفوج الثامن لمعسكر أبي بكر الصديق التثقيفي ، والذي يستضيف عدد (100) إمام من الأئمة المتميزين المرشحين للمشاركة في ملتقيات الفكر الإسلامي خلال شهر رمضان المبارك.حاضر في الندوة، كل من الدكتور هشام عبد العزيز المدير العام بمكتب معالي وزير الأوقاف والدكتور عبد الرحمن نصار وكيل مديرية أوقاف الإسكندرية ، والدكتور خالد السيد غانم مدير إدارة الإعلام بوزارة الأوقاف، وبمشاركة عدد كبير من الأئمة المشاركين في المعسكر وجمع غفير من المصلين رجالًا ونساءً حرصًا منهم على تعلم أمور دينهم.وفي كلمته أكد الدكتور عبد الرحمن نصار وكيل مديرية أوقاف الإسكندرية أن تحويل القبلة يعتبر حدثا غاية في الأهمية ، لقوله تعالى : { سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}، وفي تلك الأثناء كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يمتثل للحُكم الإلهي ، وفي فؤاده أمنية كبيرة طالما ظلّت تراوده ، وتتمثّل في التوجّه إلى الكعبة بدلًا من بيت المقدس ، لأنها قبلة أبيه إبراهيم (عليه السلام) وهو أولى الناس به ، وأوّل بيتٍ وضع للناس ، ويدلّ على ذلك قول البراء بن عازب (رضي الله عنه) : " وكان يحب أن يُوجّه إلى الكعبة " رواه البخاري .وأضاف أن الله (عز وجل) أراد أن يجلِّي لنبيه حقيقة الأمر حتى لا يشغل نفسه إلا بما يفيد ، فأخبره خبرًا أكيدًا فقال تعالى : "وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ" أي بكل معجزة , وبكل دليل , وبكل برهان , فلن يسيروا خلفك ولا يتبعوا قبلتك , "وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ" ؛ لأنك تعرف أنه الحق اليقين ، الحق الذي حدده لك رب العالمين من قبل , "وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ" فلن يمشي أحدهم تابعا للآخر , وقوله : "وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ" بمعنى السفر لأي مكان ،"فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ" للتأكيد على أن هذا هو الحق حتى لا نشك لحظة في أمر الله (عز وجل) "وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" , مؤكدًا أنه لا توجد أمة من الأمم كلها وُصفت بأنها أمة القبلة إلا أمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) , وهذا دليل على التمسك بالحق والثبات على المبدأ .وفي كلمته أكد الدكتور خالد السيد غانم مدير إدارة الإعلام بالوزارة أن الأمر الإلهي لرسوله (صلى الله عليه وسلم) جاء بضرورة أن يُحدث الناس بمجريات الأحداث السالفة , وأن يذكرهم بأيام الله تعالى, ثم كان الأمر مُوسعًا ليشمل عموم الأمة في وجوب تذكير الناس بأيام الله سبحانه، قال تعالى: "وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ", ومن أيام الله تعالى شهر شعبان , وهو شهر حدثت فيه معركة "المريسيع"، وتحولت فيه القبلة وفُرض فيه صيام رمضان ، وولد فيه الحسين بن علي (رضي الله عنهما) , موضحًا فضيلته أنه استلهامًا من هذه الأحداث التي وقعت في شهر شعبان نتعلم التربية الإيمانية والتربية الوطنية والاجتماعية من خلال تحويل القبلة, والتربية الروحية والسلوكية من خلال مواظبة الرسول (صلى الله عليه وسلم) على نافلة الصيام.وفي السياق ذاته أشار إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما سُئل عن شهر شعبان أجاب بقوله: "ذلك شهرٌ يغفُل الناس عنه بين رجَب ورمضان ، وهو شهرٌ تُرفَع فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين، فأحبُّ أن يُرفَع عملي وأنا صائِم", مبينًا فضيلته أن ثمة تقارير عن أعمال الإنسان تُرفع إلى الله تعالى ، وهي تقارير يومية كما جاء في حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال (صلى الله عليه وسلم) : "إن الله - عز وجل - لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام ، يَخفِض القسط ويَرْفَعه ، يُرفَع إليه عملُ الليل قبل النهار ، وعملُ النهار قبل الليل".وفي ختام كلمته أكد أن شهر شعبان بمثابة توطئة روحانية لدخول شهر رمضان بقلب سليم وفكر مستنير , يستطيع الإنسان من خلاله أن يبني المستقبل الحقيقي لنفسه إن خيرًا فخيرُُ وإن شرًّا فيجزى بمثله.

مشاركة :