فيصل مَرزا: وعود ولي العهد تتحقق بشفافية

  • 4/5/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الاحداث تتوالى كما هو مرسوم لها، فبعد ان تحقق الأسبوع الماضي شراء شركة ارامكو السعودية %70 من شركة السعودية الصناعات الأساسية (سابك) بقيمة 69.1 مليار دولار، وعزم ارامكو على طرح اول سندات دولارية للاستحواذ على حصة من شركة سابك، تم الإعلان البارحة لأول مرة عن ارباح ارامكو السعودية الأعلى بين جميع شركات العالم مهما كان اوجه انشطتها. بالرغم من أن سعر خام برنت للعام الماضي 2018 كان عند 71 دولار فقط وهو سعر متدني مقارنة بين أعوام 2011 إلى 2014 عندما تخطى سعر خام برنت 100 دولار، كشفت البارحة ارامكو السعودية، عن ارباحها لعام 2018، والتي اظهرت انها الشركة الأكثر ربحا في العالم، في اول إعلان عن أرباحها منذ نحو 50 عاما، حيث حققت ارباحا بلغت 111 مليار دولار، وهي بذلك اعلى من الأرباح الصافية لأكبر خمس شركات نفط عالمية مجتمعة، واعلى أيضا من ارباح شركة آبل في 2018 (الأكثر ربحا في العالم سابقا) بأرباح 59.4 مليار دولار. تحقيق هذه الأرباح القياسية يقابله تحقيق الأعلى موثوقية والاعلى كفاءة. في احد مقالات وكالة بلومبيرغ، ادعت أن ارامكو السعودية هي اكثر الشركات ربحية في العالم ، لكن من المحتمل الا يكون ذلك كافياً لإقناع المستثمرين بأن قيمتها تبلغ تريليوني دولار كما هو هدف الاكتتاب العام. وربما نست أو تناست بلومبيرغ تصريح ولي العهد لها في أكتوبر الماضي، ان تأخير طرح شركة ارامكو للاكتتاب، يرجع في الأساس إلى إبرام ارامكو صفقة استحواذ ضخمة لشركة سابك، لأنه من غير العدل المضي قدما في عملية الاكتتاب ومفاجأة المستثمرين بعد فترة وجيزة بصفقة كبيرة مثل تلك التي تم إبرامها مع شركة سابك للبتروكيماويات. وهاهو ولي العهد يفي بوعده بكل شفافية وبخطوات ثابتة بعد ان تحقق استحواذ أرامكو على سابك، بعد ستة اشهر من مقابلة ولي العهد مع وكالة بلومبيرغ، كما وصفها بأنها مفتاح لصناعة الطاقة في السعودية، وبعد ذلك طرح ارامكو في 2021 بأكثر من 2 تريليون دولار. ولسنا هنا بصدد مناقشة التقييمات المجحفة لارامكو والتي كتب عنها كثيرا الإعلام النفطي الغربي وفقا لاجندات تعمل ضد خطط الإصلاح الاقتصادي السعودي ومرحلة التصحيح الاقتصادي الشامل التي نحن بصددها. وبذلك خيار طرح ارامكو بات ضروريا لأرامكو استجابة لمتطلبات المرحلة ولتحسين الأداء والكفاءة، ورفع الربحية والشفافية، والاستدامة، ورفع مستوى الحوكمة، لضمان تخفيض الفساد والهدر المالي. وعند الحديث عن الحوكمة كأحد المحاسن المتحققة من طرح ارامكو السعودية، يجب أن نشيد بهذه الخطوة كأحد أذكى التحركات على مدى تاريخ صناعة النفط في السعودية، للحفاظ على مصدر الدخل الأساسي وحمايته من الهدر في الإنفاق والفساد. ولعل المشاريع التشغيلية التي تولتها “أرامكو” أثناء فترة ارتفاع أسعار النفط مابين: 2010 ومنتصف 2014 أكبر دليل يثبت أهمية هذا الطرح، لأن “أرامكو” أنهكت بمشاريع تشغيلية خارج تخصصها أفقدتها آلية قياس النجاح؟! فمعلوم أن مالا يمكن قياسه لايمكن إدارته. وهل يمكن اعتبار مجرد ضخ المليارات على مشاريع أرامكو التشغيلية هو سبب نجاح بعضها؟! اعتقد ان الجواب واضح ولسنا بحاجة لضرب أمثلة، ورغم ذلك يجب أن يستقر في الأذهان أن أكبر عامل كان يضمن نجاح مشاريع المنبع والاستثمارات النفطية هو الامتياز. ويأتي طرح ارامكو للمساهمة طريق مباشر لرفع مستوى الرقابة عليها وضمان الشفافية وارتفاع الربحية بفضل ارتفاع مستوى الحوكمة، بل إن ارتفاع مستوى الحوكمة هو بذاته استثمار يؤدي إلى ارتفاع العائد على رأس المال، وذلك بفضل انخفاض الفساد، وانخفاض الهدر، وارتفاع الكفاءة، والديمومة بإذن الله وخلق بيئة منضبطة بشكل مستدام. تغيير كهذا ضمان لزيادة الكفاءة، لذلك نرى أن الشركات تلتزم بإستراتيجيات حد التكاليف، وتحسين الأداء، ورفع الربحية حتى مع النظرة المستقبلية التفاؤلية، لأن فترة الخيارات المحيرة قد ولى ويجب التعامل بكل حزم مع المتغيرات الحالية. فيصل مَرزا مستشار في شُؤون الطاقة وتسويق النفط، مدير تسويق النفط الخام لأرامكو السعودية في آسيا والمحيط الهادئ سابقا، مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقا. faisalmrza @

مشاركة :