قلق دولي وغوتيريش يغادر ليبيا وهو مفطور القلب

  • 4/5/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبلغ خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا الأمين العام للأمم المتحدة أن زحف قواته نحو طرابلس "مستمر". وتثير تلك العملية مخاوف دولية كبيرة "حتى" من قبل داعمين لحفتر ودعت ألمانيا لاجتماع لمجلس الأمن الدولي "لتجنب هذا التصعيد". قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الجمعة (الخامس من أبريل/ نيسان 2019) إنه يغادر ليبيا وهو "مفطور القلب" ويشعر بقلق شديد بعد أن عقد اجتماعاً مع خليفة حفتر، القائد العسكري لقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي)، الذي أمر قواته بالزحف إلى العاصمة طرابلس. وقال غوتيريش في تغريدة على تويتر: "ما زال يحدوني الأمل في إمكانية تجنب مواجهة دامية في طرابلس وحولها". وجاء لقاء غوتيريش مع حفتر في بنغازي في مسعى لتجنب تجدد الحرب الأهلية مع زحف قواته على العاصمة، التي تسيطر عليها الآن الحكومة المعترف بها دولياً والتي يقودها فايز السراج. ونقلت قناة العربية أن حفتر أبلغ غوتيريش أن العملية نحو طرابلس مستمرة. ويمثل تقدم قوات شرق ليبيا المتحالفة مع حكومة موازية تتمركز في الشرق تصعيداً خطيراً في الصراع على السلطة الذي تشهده البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011. وسيطرت قوات حفتر أمس الخميس على مدينة غريان التي تبعد نحو 80 كيلومتراً جنوبي طرابلس بعد مناوشات قصيرة مع القوات المتحالفة مع رئيس الوزراء المتمركز في طرابلس فائز السراج. لكنها أخفقت في السيطرة على نقطة تفتيش تبعد نحو 30 كيلومتراً غربي العاصمة ضمن محاولة لإغلاق الطريق الساحلي إلى تونس. وقال ساكن ومصدر بقوات شرق ليبيا إن القوات سيطرت الجمعة على قرية سوق الخميس، التي تبعد نحو 40 كيلومترا جنوبي العاصمة طرابلس. وأضافا أن السيطرة على القرية تمت بعد اشتباكات مع قوات متحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليا بقيادة السراج. قلق دولي ويتمتع حفتر بدعم مصر والإمارات اللتين تعتبرانه حصناً في وجه الإسلاميين وتدعمانه عسكرياً بحسب تقارير للأمم المتحدة. لكن الإمارات انضمت إلى دول غربية في التعبير عن قلقها الشديد إزاء التطورات. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا أعربت في بيان مشترك عن عميق قلقها بشأن تطورات الوضع في ليبيا، ودعت في البيان إلى وقف فوري "للتصعيد في ليبيا". وأكّدت الدول الخمس في بيانها دعمها الكامل للأمم المتّحدة في إيجاد حلّ للأزمة الليبية. كما دعت ألمانيا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، الذي تتولى رئاسته هذا الشهر، لبحث التصعيد العسكري. وأعلنت اليوم الجمعة أنها تعول على الجهود الدبلوماسية في ظل الوضع المحتدم في ليبيا. وقال وزير الخارجية هايكو ماس في مدينة دينار الفرنسية: "لا نرغب في حدوث تصعيد عسكري آخر". وأضاف الوزير الألماني: "يعد ذلك وضعاً صعباً... يجب الآن إشراك جميع من يمكنهم المساعدة في ذلك لتجنب هذا التصعيد". وذكرت روسيا أنها لا تقدم المساعدة لقوات حفتر وأنها تؤيد التوصل لتسوية سياسية من خلال التفاوض بما يتفادى أي إراقة للدماء. وعبر نائب رئيس وزراء إيطاليا ماتيو سالفيني عن قلق بلاده الشديد إزاء تطورات الأحداث. وبدورها قالت وزارة الدفاع التونسية إنها شددت سيطرتها على الحدود مع ليبيا بعد تجدد الصراع. ومن جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت الجمعة إن تقدم قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) صوب العاصمة طرابلس يبعث على القلق البالغ. وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع وزيرة خارجية كندا كريستيا فريلاند "نتابع الوضع في ليبيا عن كثب وبكثير من القلق ونسعى لزيادة التأثير الأوروبي والبريطاني إلى أقصى حد". وقال الوزيران إن زحف حفتر على العاصمة سيكون موضع نقاش بين وزراء الدول السبع في دينار بفرنسا. وتحاول الأمم المتحدة والدول الغربية الوساطة بين السراج وحفتر، اللذين اجتمعا في أبوظبي الشهر الماضي لبحث اتفاق لتقاسم السلطة. ويهدف المؤتمر الذي تساعد الأمم المتحدة في تنظيمه إلى الاتفاق على خارطة طريق لإجراء انتخابات لوضع حد لعدم الاستقرار في ليبيا، وهي منتج للنفط ونقطة تجمع للاجئين والمهاجرين القادمين من منطقة الصحراء الذين ينشدون الوصول إلى أوروبا. ص.ش/خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)

مشاركة :