أنقرة – الوكالات: أعلن مرشح المعارضة في إسطنبول أمس أنه لا يزال متقدما على منافسه من الحزب الحاكم، في خضم عملية إعادة فرز بعض بطاقات الاقتراع، بعد الانتخابات البلدية التي أجريت الأحد وبدا فيها المرشحان متقاربين. وقال أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري «اشتراكي ديمقراطي»، صباح أمس إنه يتقدم بنحو 19 ألف صوت على بن علي يلديريم الإسلامي من حزب العدالة والتنمية. وهذه نسبة ضئيلة من الأصوات في مدينة يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة. وقال إمام أوغلو أيضا في مقابلة مع قناة فوكس هابر، إن إعادة فرز الأصوات «ستنتهي بحلول آخر الأسبوع»، مشيرًا إلى أنه سيبقى متقدما بنحو 18 إلى 20 ألف صوت. وإذا كان حزب العدالة والتنمية حل أولا في هذه الانتخابات على الصعيد الوطني، فإنه خسر، بحسب النتائج الموقتة، أنقرة وإسطنبول، أهم مدينتين في البلاد، يسيطر عليهما الإسلاميون منذ 25 عاما. ورفع الحزب الحاكم دعاوى لدى السلطات الانتخابية في عدد كبير من المدن، منتقدا «المخالفات الفاضحة»، ومعتبرا أن عددا كبيرا من الأصوات قد احتُسبت لاغية، ما أدى إلى حرمان مرشحيه من الفوز، بحسب قوله. وكان متاحا للفروع المحلية من اللجنة العليا للانتخابات حتى الخميس، القيام بأول إعادة فرز للأصوات في إسطنبول حيث أعيد احتساب الأصوات التي اعتُبرت باطلة في 15 من 39 دائرة، وأعيد فرز جميع الأصوات في 3 دوائر أخرى. وفي أنقرة، أعيد فرز جميع الأصوات في 11 من 25 دائرة في العاصمة. لكن الشكاوى استمرت الجمعة، وهذه المرة لدى الفروع الإقليمية للجنة الانتخابية العليا. ويمكن طلب الاستئناف بعد ذلك حتى 10 أبريل. وكان حزب العدالة والتنمية أعلن بعد ظهر الخميس أنه سيمضي حتى النهاية في طلب إعادة فرز الأصوات في أنقرة، حيث تقدم المعارضة أوضح وأكبر من تقدمها في إسطنبول. وتقول وكالة أنباء الأناضول الحكومية إن إعادة فرز أصوات قد بدأت بالفعل في اثنتين من مناطق إسطنبول مساء الخميس. ومن دون انتظار النتائج النهائية، بات إمام أوغلو يقدم نفسه على أنه «رئيس بلدية إسطنبول» ويزيد من مداخلاته الإعلامية. وقال عمر جيليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية مساء الخميس إن حزبه سيحترم النتائج ويهنئ الفائز «بمجرد أن تكون إرادة الشعب واضحة للعيان». في غضون ذلك اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوجان أمس أوروبا والولايات المتحدة بـ«التدخل» في شؤون تركيا بعد تعليقاتهم على الانتخابات البلدية التي أجريت الأحد وطعن الحزب الحاكم في نتائجها بعد خسارته مدينتي إسطنبول وأنقرة. وقال أردوجان الذي كان يتحدث علنا للمرة الأولى منذ مساء الأحد «يجب أن تبقى أمريكا وأوروبا اللتان تتدخلان في شؤوننا الداخلية في مكانهما». وشدد أردوجان على أن «القرار النهائي يعود إلى اللجنة الانتخابية العليا»، موضحًا أن تقديم الطعون هو أحد الحقوق، وأن هذا الإجراء موجود في أوروبا والولايات المتحدة. وردا على سؤال حول الطعون المقدمة من حزب العدالة والتنمية الثلاثاء قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو إن «قبول نتائج الانتخابات الشرعية أمر ضروري». وكانت بعثة مراقبة تابعة لسلطات محلية وإقليمية في مجلس أوروبا اعتبرت الإثنين أنها «غير مقتنعة تماما بأن هناك في تركيا حاليا أجواء انتخابية حرة ونزيهة ضرورية لإجراء انتخابات ديمقراطية حقا». من جهتها، قالت مايا كوسيانستش المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، الإثنين أنها تتوقع «أن يكون المنتخبون المحليون قادرين على ممارسة ولايتهم بحرية».
مشاركة :