غادر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ليبيا اليوم الجمعة، إثر لقائه القائد العسكري لقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) المشير خليفة حفتر في بنغازي، بعدما شنّت قواته هجوماً على العاصمة طرابلس التي تسطر عليها حكومة فائز السراج. وكتب غوتيريش على "تويتر": "أغادر ليبيا مفطور القلب وأشعر بقلق عميق". واستدرك: "ما زال يحدوني الأمل في إمكان تجنّب مواجهة دامية في طرابلس وحولها". لكن قناة "العربية" بثت أن حفتر أبلغ الأمين العام للمنظمة الدولية أن عملية طرابلس مستمرة حتى القضاء على "الإرهاب". غوتيريش الذي التقى السراج في طرابلس الخميس، كان دعا الى "وقف كل التحركات العسكرية وضبط النفس والهدوء ونزع فتيل التصعيد، سواء العسكري أو السياسي"، مؤكداً أن "لا حلّ عسكرياً في ليبيا ويجب أن يكون الحل سياسياً". ووصل غوتيريش إلى طرابلس للمساعدة في تنظيم مؤتمر وطني للمصالحة، ترعاه الأمم المتحدة، مرتقب منتصف الشهر الجاري في غدامس جنوب غربي ليبيا، لوضع "خريطة طريق" تلحظ تنظيم انتخابات. والتقى في طبرق عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب المتحالف مع حفتر، والذي رحّب بالهجوم على طرابلس. وافادت وكالة "رويترز" بأن قوات حفتر سيطرت على قرية سوق الخميس التي تبعد نحو 40 كيلومتراً جنوب طرابلس، بعد اشتباكات مع قوات متحالفة مع حكومة السراج. وسيطرت قوات حفتر الخميس على مدينة غريان التي تبعد نحو 80 كيلومتراً جنوب طرابلس، لكنها فشلت في السيطرة على حاجز يبعد نحو 30 كيلومتراً غرب العاصمة، ضمن محاولة لإغلاق الطريق الساحلية إلى تونس. وافادت وكالة "فرانس برس" بأن السراج زار الحاجز برفقة قادة المنطقة الغربية، في موكب من نحو 20 آلية، بينها شاحنات مزوّدة مضادات للطائرات. وتحدث السراج مع مسلحين على الحاجز، قبل أن ينطلق في اتجاه طرابلس. وأعلن محمد الحضيري، وهو قائد في غرفة عمليات المنطقة الغربية، أن قوات متحالفة مع طرابلس أسرت 145 مقاتلاً من الجيش الوطني الليبي، في الزاوية إلى الغرب من العاصمة. وأشار الى الاستيلاء على 60 مركبة. وأكد مصدر في "الجيش الوطني الليبي" أسر 128 من مقاتليه، فيما دفعت قوات متحالفة مع حكومة طرابلس بمزيد من الشاحنات الصغيرة المزوّدة بأسلحة آلية، من مدينة مصراتة الساحلية إلى العاصمة. وأمر حفتر قواته الخميس بـ "التقدّم" في اتجاه طرابلس، متعهداً في رسالة صوتية بتحييد المدنيين ومؤسسات الدولة والمواطنين الأجانب. وكان ناطق باسم قوات حفتر أعلن الأربعاء الإعداد لهجوم هدفه "تطهير غرب" ليبيا "من الإرهابيين والمرتزقة". ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تتنازع سلطتان الحكم في ليبيا: حكومة الوفاق الوطني في الغرب التي يرأسها السراج، وسلطة موازية في الشرق يسيطر عليها "الجيش الوطني الليبي". وحضّ الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط جميع الأطراف على "الامتناع عن أي تصرّفات تقود إلى إذكاء الصراع أو تزيد من حالة الفرقة بين أبناء الشعب الليبي"، مشدداً على أن لا حلّ عسكرياً للوضع. وأعربت تونس عن "قلق عميق" من "التطورات الخطرة للأوضاع في ليبيا"، داعية الى التحلّي بأعلى درجات ضبط النفس وتفادي التصعيد. واشارت وزارة الدفاع التونسية الى انها شددت مراقبة الحدود مع ليبيا. وعقد مجلس الأمن جلسة طارئة اليوم، ناقش خلالها التصعيد العسكري في ليبيا، علماً ان واشنطن وباريس ولندن وروما وأبوظبي دعت "جميع الأطراف" الى احتواء "التوتر فوراً". وحذر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف من "حمام دم جديد" في ليبيا، داعياً الى تسوية "سلمية وسياسية" للنزاع. وأكد أن موسكو لا تشارك "في أي شكل" في دعم عسكري لقوات حفتر.
مشاركة :