ناقش مؤتمر البحرين الأول لصناعة الرسوم المتحركة، الذي عقد في العاصمة البحرينية المنامة، أهمية صناعة الرسوم المتحركة وتأثيرها المباشر في نشأة الطفل، إضافة إلى أهمية صناعة أفلام الرسوم المتحركة اقتصادياً من ناحية الإنتاج والتوزيع، والعمل على الخروج بالأعمال العربية للعالمية، ومن ثم التركيز على إيجاد حلول منطقية لتجاوز العقبات والتحديات لهذه الصناعة، وتشجيع شراكات إنتاجية مع الهيئات الحكومية لخلق صناعة مميزة للرسوم المتحركة، وتقديم محتوى يحافظ على الطفل العربي من ناحية الوعي وتنمية الناحية الفكرية والثقافية. وأكد وكيل وزارة شؤون الإعلام في البحرين الدكتور عبد الرحمن بحر، في كلمة ألقاها في حفلة الافتتاح، حرض وزارة شؤون الإعلام على المساهمة في بناء شخصية الطفل، وتعزيز انتمائه وولائه لوطنه، والاعتزاز بعمقه العربي والإسلامي، مشيراً إلى أهمية تعزيز صناعة الرسوم المتحركة كأداة إعلامية وثقافية مؤثرة، خصوصاً على البناء الثقافي للطفل العربي والذي هو مستقبل هذه الأمة. بدورها، أشارت رئيسة المؤتمر المخرجة إيناس يعقوب إلى أن المؤتمر يسلط الضوء على أهم فئة من فئات المجتمع وهو الطفل والناشئة، من خلال تفعيل دور الإعلام المسموع والمرئي بإيجاد آليات تعمل على إنتاج برامج إذاعية مسموعة للطفل وبرامج تليق بالإنتاج المرئي الهادف، مؤكدة أن صناعة أفلام الرسوم المتحركة لها أهميتها الكبيرة، كونها رافداً مهماً لصناعة الثقافة والتوعية في عالمنا العربي، وهذه الصناعة ذات أبعاد كبيرة من الناحيتين الاقتصادية والثقافية، لذلك قررت شركة «بيبي كلاي» للإعلام المنظمة للمؤتمر، بالتعاون مع مؤسسة تمكين، عقد مؤتمر البحرين الأول لصناعة أفلام الرسوم المتحركة، الذي يعد الأول من نوعه في الوطن العربي، لتشجيع وتطوير هذا النوع من الأعمال الذي يعتبر من موارد التنمية المستدامة. ولفتت إلى أن شركة «بيبي كلاي» تنفذ مسلسلاتها باستخدام تقنية ثنائية وثلاثية الأبعاد، وأنتجت مسلسلين للرسوم المتحركة سيعرضان في شهر رمضان المبارك بالقنوات التلفزيونية وهما: «ابن بطوطة»، و «باسمك اللهم»، وتدور أحداثهما في 30 حلقة، ومدة كل حلقة 10 دقائق. واقتصادياً، أوضح مدير الشراكة المجتمعية في مؤسسة تمكين، أن هذه الفعاليات تمهد لصناعة بعض القطاعات المهتمة بالاقتصاد الوطني بالدرجة الأولى، والاقتصاد العربي، مؤكداً أن صناعة الرسوم المتحركة أصبحت تسهم في الاقتصاد العالمي بـ 270 مليون دولار تقريباً، وأن حصة الطفل العربي من هذا الرقم لا تتعدى 5 في المئة. من جهته، بيّن المشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني الوزير أحمد عساف، أنه المنزل والمدرسة لم يعودا هما مصدر الوعي الوحيد للطفل في ظل التكنولوجيا الموجودة والانفتاح، وأصبح الطفل يستطيع أن يقرأ ويطّلع على كل ما يتم عرضه في مختلف مواقع التواصل، وذلك سلاح ذو حدين، ربما يكون خطراً ويؤثر في مستقبل الأطفال. خير ممثلين للأمة العربية. من ناحيته، اعتبر الخبير الإعلامي من جامعة الدول العربية المستشار فوزي الغويل، هذا المؤتمر مبادرة مهمة جداً لتسليط الضوء على فن الرسوم المتحركة، التي أصبحت وسيلة مؤثرة في عقليات الأطفال سلباً أم إيجاباً، موضحاً أن الرسوم المتحركة سلاح ذو حدين، ففي حال تم توظيفها بشكل إيجابي ستسهم في رفع الوعي ونشر العادات والثقافات العربية، وإن تم توظيفها بشكل خاطئ فستكون لها آثار سلبية قد تسهم في تفكك المجتمع. وقال الغويل: «الاعتماد على المنتج الغربي في الرسوم المتحركة له الكثير من السلبيات، إذ لا يخاطب المجتمع العربي، بل يخاطب مجتمعات وثقافات أخرى لا تتوافق مع ثقافتنا العربية»، مؤكداً أهمية المؤتمر الذي يهدف إلى تشجيع شركات إنتاج الرسوم المتحركة لتنفيذ أعمال عربية تلقي الضوء على الجوانب الإيجابية في تاريخ الأمة العربية الإسلامية. أما الفنان الإماراتي الدكتور حبيب غلوم، فأوضح أن أطفالنا بالوقت الراهن أصبحوا يتلقون يومياً أعداداً مهولة من الأعمال الغربية، ولا توجد بها أي أهداف تربوية تطمح إليها الأسر العربية للارتقاء بها عن طريق أبنائهم، مضيفاً: «التمسك بالعادات والتقاليد ما يميز الدول العربية، وآن الأوان لدعم الأعمال العربية والخليجية التي تستهدف أطفالنا لتكون مساعدة للأسر العربية، ومكملة للمدارس في رفع التوعية الأخلاقية والتمسك بالعادات والتقاليد. ورأى الفنان السعودي سعيد قريش أن المؤتمر الأول لصناعة الرسوم المتحركة هو النواة الأولى للعمل على مجابهة الغزو الفكري، الذي يقدم بمحتوى مغلف من خلال أفلام من صناعة الثقافة الغربية، مشيراً إلى أهمية الاهتمام بفكر وثقافة الطفل، والبحث عن مادة ذات محتوى يحافظ على الطفل العربي من ناحية الوعي وتنمية الناحية الفكرية والثقافية.
مشاركة :