نجحت الأسهم المحلية في استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمؤسساتية، خلال الأسبوع الأول من أبريل الجاري، بدعم من عمليات شراء استهدفت الأسهم القيادية علي وقع إعلان الشركات المدرجة عن محفزات وأخبار إيجابية، ساهمت في عودة الثقة لدى قطاع عريض من المستثمرين، فضلاً عن انتهاء فترة استحقاق العديد من التوزيعات النقدية، وإعادة ضخها مرة أخرى في أسواق الأسهم، ما ساهم في تعزيز السيولة، وارتفاع أحجام وقيم التداولات، بحسب مديري شركات وساطة عاملة بالدولة. وقال هؤلاء لـ«الاتحاد» إن أسهم دبي شهدت خلال جلسات الأسبوع حالة من الانتعاش، نتيجة عمليات شراء مكثفة طالت عدداً من الأسهم القيادية المدرجة بقطاعي البنوك والعقار، وفي مقدمتها أسهم «الإمارات دبي الوطني» بعد من الإعلان عن توقيع اتفاقية مع «بنك سبير» الروسي لشراء 99.85% من أسهمه في بنك «دينيز إيه إس»، وفق شروط معدلة ساهمت في توفير أكثر من 2.5 مليار درهم، ليشهد السهم تفاعلاً كبيراً من قبل المستثمرين، ويصعد لمستويات سعرية قياسية، مؤكدين أن سهم «إعمار» شهد هو الآخر قفزة ملحوظة مستقراً فوق الخمسة دراهم، وسط ترقب المستثمرين لإقرار التوزيعات النقدية خلال اجتماع الجمعية العمومية المقبلة بواقع 15 فلساً للسهم. وأضافوا أن الأسواق المالية المحلية تعيش في الوقت الراهن فترة انتعاش «متوقعة» بعد انتهاء فترة استحقاق العديد من التوزيعات النقدية، ومحاولة مساهمين الشركات المساهمة لإعادة ضخ تلك التوزيعات لأسواق الأسهم، لاقتناص الفرص الاستثمارية المتاحة وبناء مراكز مالية جديدة على الأسهم التي لم تشهد تحركاً كبيراً خلال الفترة الأخيرة، خصوصاً الأسهم الصغيرة. وأوضح مديرو شركات الوساطة المالية، أن الضغوط التي تعرض لها معظم الأسهم المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية خلال جلسات الأسبوع، جاءت طبيعية نتيجة تداول العديد من الأسهم الرئيسة وخصوصاً أسهم القطاع البنكي دون الاستحقاق النقدي، فضلاً عن عمليات تصحيح «مستحقة» على عدد من الأسهم القيادية التي شهدت خلال الفترة الأخيرة ارتفاعات قياسية، مع اتجاه المستثمرين نحو البيع لتسجيل مكاسب عبر عمليات جني أرباح طالت عدداً من الأسهم العقارية، متوقعين أن تشهد الأسهم مكاسب جديدة مع انتهاء موسم التوزيعات واستحقاقاتها، وتزايد التفاؤل بتحقيق الشركات ولا سيما البنوك نتائج فصلية جيدة. إعادة التمركز وقال جمال عجاج المحلل المالي: «إن الأسهم المحلية شهدت خلال الجلسات الأخيرة تعاملات إيجابية، خصوصاً الأسهم التي استحقت التوزيعات النقدية نتيجة إعادة ضخ تلك التوزيعات على عدد من الأسهم الصغيرة والمنتقاة التي لم تشهد تحركات خلال الفترة الأخيرة»، مؤكداً أن عمليات إعادة التمركز وبناء مراكز مالية جديدة جاءت مدعومة بحالة الثقة والتفاؤل بعودة انتعاش الأسهم الصغيرة والمنتقاة خلال الجلسات المقبلة. وأضاف عجاج أن ارتفاع أحجام وقيم التداولات خلال جلسات الأسبوع جاء بدعم من إعادة ضخ التوزيعات النقدية التي انتهت فترة استحقاقها، خصوصاً أسهم قطاع البنوك التي تمثل ثقلاً معتبراً في الأوزان النسبية للمؤشرات العامة، فضلاً عن دخول الأجانب لشراء الأسهم القيادية التي أصبحت تمثل فرصاً للاستثمار مع وصول أسعارها لمستويات مغرية للشراء، لافتاً بأن سهمي «الإمارات دبي الوطني» و«إعمار» كانا لهما الدور الأكبر في تعزيز مكاسب سوق دبي ونجاحه في تجاوز مستويات مقاومة مهمة خلال الجلسات الخمس الأخيرة. وتوقع عودة التحركات الإيجابية للأسهم الكبرى المدرجة في سوق أبوظبي خلال الجلسات المقبلة، خصوصاً أن القوى البيعية التي استهدفت الأسهم خلال جلسات الأسبوع الماضي، جاءت ضعيفة، فضلاً عن اتجاه معظم المؤسسات لبناء مراكز مالية جديدة تستطيع من خلالها الاستفادة من التوزيعات النقدية المعلنة مؤخراً من الشركات الكبرى، مستبعداً تعرض الأسهم لمزيد من حركات التصحيح، خصوصاً في ظل استمرار الشراء المؤسسي، وزيادة وتيرة الشراء الأجنبي على الأسهم القيادية. فرص استثمارية من جانبه، قال طارق قاقيش، مدير إدارة الأصول لدى شركة «مينا كورب»: إن حالة التفاؤل التي سادت بين المستثمرين أتاحت مزيداً من الفرص الاستثمارية الجديدة، وجعل المؤسسات والمحافظ تقتنص تلك الفرص، مؤكداً أن دخول الأجانب وسيطرة النزعة الشرائية على التعاملات المؤسساتية خلال جلسات الأسبوع، أسهم بشكل كبير في تجاوز مؤشر سوق دبي المالي لمستويات مقاومة مهمة، جعلته يحلق لأعلى مستوى له منذ أربعة أشهر. وأكد قاقيش أن الأسهم المحلية بدأت تتعافى مع عودة التداولات المؤسساتية، فضلاً عن دخول الاستثمار الأجنبي للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة على الأسهم البنكية والقيادية التي أعلنت توزيعات نقدية سخية، متوقعاً عودة السيولة إلى سابق عهدها بدعم من النتائج المالية للشركات بنهاية الربع الأول من العام الجاري. وأضاف أن تعرض بعض الأسهم القيادية المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية لضغوط بيعية خلال جلسات الأسبوع، جاء نتيجة عمليات جني أرباح تمت على عدد من الأسهم، فضلاً عن تداول بعض الأسهم الأخرى من دون الاستحقاق النقدي، فضلاً عن عمليات تصحيح سعري على عدد من الأسهم البنكية التي شهدت ارتفاعات متتالية خلال الجلسات الأخيرة. وأوضح أن تزايد وتيرة الشراء الأجنبي والمؤسساتي للأسهم المحلية، خلق المزيد من الفرص الاستثمارية، مع اتجاه المستثمرين والمحافظ نحو بناء مراكز مالية جديدة بهدف اقتناص الفرص المتاحة على الأسهم التي وصلت لمستويات سعرية مغرية وجاذبة، مؤكداً أن سوق دبي شهد خلال الجلسات الأخيرة حالة من الزخم مع ترقب نتائج الشركات في الربع الأول خصوصاً أرباح القطاع المصرفي. الطه: تحسن العامل النفسي وراء ارتفاعات المؤشرات المحلية قال وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري الوطني بمعهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار في الإمارات، إن تحسن العامل النفسي لدي قطاع عريض من المستثمرين، يمثل الجزء الأكبر وراء الارتفاعات التي شهدتها مؤشرات الأسهم المحلية خلال جلسات الأسبوع الماضي، منوهاً بأن العامل النفسي ساهم بشكل كبير في تزايد النزعة الشرائية واتجاه المستثمرين لبناء مراكز مالية جديدة بدلاً من تسييل التوزيعات النقدية المستحقة والتي أعلنت عنها معظم الشركات المساهمة المدرجة. واعتبر الطه ارتفاع وتيرة السيولة خلال جلسات الأسبوع بداية قوية لعودة الانتعاش للأسهم المحلية، مؤكداً أن الدخول المؤسسي والأجنبي سيزيد من عمق السوق والاتجاه نحو الاستثمار طويل الأجل بدلاً من النزعة المضاربية التي تعرضت لها معظم الأسهم القيادية المدرجة كنتيجة مباشرة لعمليات جني أرباح على الأسهم التي شهدت ارتفاعات خلال الجلسات الأخيرة، خصوصاً أسهم قطاعي البنوك والعقار التي تمثل ثقلاً معتبراً في الأوزان النسبية للمؤشرات العامة. وأضاف، أن المستثمرين الأفراد الذين فضلوا الجلوس بمقاعد المتفرجين حتى تتضح الرؤية بخصوص نتائج أعمال الشركات المدرجة بنهاية الربع الأول من العام الجاري، سيكون لهم دور فعال خلال الجلسات المقبلة مع تزايد الفرص المتاحة، وعودة التحركات الإيجابية للأسهم الكبرى خلال الجلسات المقبلة، فضلاً عن اتجاه معظم المؤسسات لبناء مراكز مالية جديدة.
مشاركة :