روائية أردنية تفوز بجائزة البوكر العربية الموازية

  • 4/6/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

زمن مرّ على القارئ العربي وهو مغيب عن الساحة الأدبية، لا رأي له فيها، وهو ما أضعف من مستوى القراءة والتلقي ومن مستوى الأدب عموما، وإذ أن استحداث الجوائز الأدبية الروائية اليوم، أمر بالغ الأهمية لإعادة الروح إلى الإبداع الأدبي، فإنه يبقى من المهم أيضا استحداث لجان تحكيم موازية، دورها لا يقل أهمية عن دور الجائزة ولجنتها الرسمية، حيث تساهم هذه اللجان الموازية في التشجيع على القراءة الفاعلة، وهذا ما يعتبر مطلبا ضروريا اليوم. الدمام (السعودية)- للعام الثالث على التوالي واصلت “ورشة البوكر” التابعة لبيت السرد في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالدمام، نشاطاتها في قراءة وتحكيم الروايات المترشحة للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، حيث استمرت قراءات أعضاء الورشة لتخلص إلى اسم الفائز بالجائزة هذا العام 2019، في نتيجة موازية للنتائج الرسمية التي سيكون الإعلان عنها بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب. فوز مواز فازت رواية “شمس بيضاء باردة” للروائية الأردنية كفى الزعبي بالترشيح الذي تقوم به لجنة البوكر الموازية للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2019 في جلسة التحكيم التي عقدتها ورشة بيت السرد العربية في جمعية الثقافة والفنون بالدمام في ختام قراءات ومناقشات الورشة لروايات القائمة القصيرة المرشحة لجائزة “البوكر” العربية لعام 2019. وجاءت في المركز الثاني حسب عدد الأصوات (2 صوتان) رواية “بأي ذنب رحلت” للروائي المغربي محمد المعزوز، ومقابل صوت واحد جاءت في المركز الثالث رواية “النبيذة” للروائية العراقية إنعام كجه جي. كانت جلسة التحكيم التي أدارها المشرف على بيت السرد الدكتور مبارك الخالدي هي الجلسة الثانية لورشة بيت السرد مساء الاثنين 1 أبريل 2019، إذ سبقتها جلسة مناقشة رواية “بأي ذنب رحلت”. واستهل الدكتور الخالدي جلسة التحكيم بتذكير المشاركين بآلية التحكيم موضحا أن المشاركة في التحكيم تقتصر على الذين استطاعوا قراءة روايات القائمة القصيرة كلها وشاركوا في مناقشتها. وانتهت جولتا التحكيم بفوز “شمس بيضاء باردة” بأصوات خمسة من الثمانية المشاركين في التحكيم. وشارك في التحكيم عضو بيت السرد القاصة والروائية مريم الحسن والقاصة جمانة السيهاتي من السعودية، الشاعر السعودي عبدالوهاب الفارس، الشاعر وليد حرفوش من لبنان، الروائي جمال الدين علي من السودان، الشاعرة فايزة هويدي من سوريا، الكاتب السوري محمد الراوي، القاص المصري عادل جاد. وقد لا تتطابق نتائج لجنة التحكيم الموازية في اختيار الفائز بالجائزة مع النتائج الرسمية، ولكنها تظل مبادرة جريئة ومهمة في التشجيع على القراءة أولا، ومن ثم خلق التمشي التقييمي لدى القراء عامة، حيث القراءة لا تتوقف عند مجرد الاستهلاك للنصوص الأدبية، بل من الضروري أن يكون هناك تقييم ونقد يكتسبه القراء، ليقيموا الأعمال التي يقرأونها ويشاركوا في نقدها بدل الدور السلبي الذي يتوقف عند المطالعة. برنامج الورشة يتألف من ثلاثة عناصر؛ الأول قراءة الروايات، والثاني تقديم نقد جاد، والثالث تحديد الفائز إن تحفيز ملكة النقد لدى القراء أمر ضروري وهو ما وعت به ورشة السرد التي تمثل دعوة هامة لكل القراء بأن يكون لهم وجودهم الفاعل في عالم الأدب، وجود قد يغير الأدب العربي إلى الأفضل، ويفرض مكانة القارئ الضرورية، والتي ظلت مغيبة سابقا، رغم أهميتها. فالقراء في النهاية هم عماد الأب وإليهم يكتب هذا الأدب، وهم “كتّاب آخرون” أيضا للنص الذي يقرأونه ويتمثلونه. مبادرة التحكيم الموازي التي بدأت بها ورشة السرد منذ ثلاث سنوات، شجعت الكثير من القراء لا في السعودية فحسب وإنما في عموم الوطن العربي، بأن يكون لهم رأيهم ومقارباتهم، وهذا أثر إيجابيا على الأدب العربي، فالقارئ العربي لم يعد ثانويا، بل هو محور عملية الكتابة برمتها، وهذا ما وعاه الكثير من الكتاب، وهو ما حدا بالأدب العربي، وخاصة الرواية، إلى اقتحام عوالم جديدة كانت مهمشة سابقا، وأدى أيضا إلى اللحمة بين الأدباء والقراء، حيث كل منهما يكمل الآخر ولا وجود لأحدهما بمعزل عن الآخر، وهذه من الظواهر الصحية التي انتشرت في الساحة الأدبية العربية. جلسات مستمرة يذكر أن ورشة بيت السرد العربية في جمعية الثقافة والفنون بالدمام ناقشت وحكَّمت روايات القائمة القصيرة للعامين 2017 و2018، ورشحت رواية الروائي المصري محمد عبدالنبي “في غرفة العنكبوت” للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2017، ورواية “الحالة الحرجة للمدعو ك” للروائي السعودي عزيز محمد لجائزة عام 2018. وستستأنف الورشة التي تديرها القاصة والروائية مريم الحسن قراءاتها الشهرية التي توقفت بسبب مناقشة وتحكيم روايات القائمة القصيرة للبوكر العربية. وكان الخالدي قد صرح في وقت لاحق بأن “الورشة تمرين كبير في القراءة النقدية الجماعية الجادة والمستمرة لعدد من الأسابيع وستخرج بنا من عزلة القراءة الفردية إلى فضاء الحوار حول الروايات التي نقرأها ونناقشها بآراءنا النقدية التي من المتوقع اختلافها. باختصار الورشة اختبار ومحك لمهاراتنا القرائية وقدراتنا النقدية. إضافة إلى خوض تجربة التحكيم، ويمكن أن نقول إن الورشة هي لجنة تحكيم ظل أو موازية”. وبين الخالدي في حديثه لـ“العرب” بأن برنامج الورشة يتألف من ثلاثة عناصر، الأول قراءة في الروايات الست الفائزة، والثاني تقديم قراءات نقدية جادة من الأعضاء، والثالث يتمحور في تحكيم الروايات لتخلص الورشة في نهايتها إلى فائز بالبوكر تعلن عنه اللجنة بمعزل عن الإعلان الرسمي الذي سيعلن عنه في أبوظبي عشية افتتاح معرض الكتاب الدولي. لهذا تحرص الورشة على الإعلان عن نتائجها النهائية قبل لجنة البوكر.

مشاركة :