نشرت منظمة الصحة العالمية تقرير بشأن حول التغطية الصحية الشاملة لحصول جميع الأفراد على الخدمات الصحية الجيدة، حيثما يحتاجون إليها وكلما يحتاجون إليها، دون مواجهة صعوبات مالية.وقالت المنظمة في تقريرها أنه ينبغي ألا يضطر أحد إلى الاختيار بين التمتع بالصحة وضروريات الحياة الأخرى، وتكتسي التغطية الصحية الشاملة أهمية بالغة لصحة الناس والشعوب وعافيتهما، والتغطية الصحية الشاملة ممكنة التنفيذ وقد أحرزت بعض البلدان تقدمًا كبيرًا في هذا الصدد.، كما أن التحدي الذي تواجهه هو الحفاظ على التغطية لترقى إلى مستوى توقعات الناس.وأشار التقرير أن البلدان تسعى إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة بطرق مختلفة، موضحة: "فليس هناك نهج واحد يناسب الجميع، ومع ذلك فكل بلد يمكنه أن يسهم في التقدم صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة، مؤكدة – "المنظمة"-، يتطلب جعل الخدمات الصحية شاملة للجميع بالفعل التحول من تصميم النُظم الصحية التي تتمحور حول الأمراض والمؤسسات، إلى الخدمات الصحية المصممة لتتمحور حول الناس.وأكدت منظمة الصحة العالمية أنه يمكن لكل شخص أن يؤدي دورًا في السعي إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة بالمشاركة في إحدى المحادثات حولها، مشددة على أنه مازال عدد الناس الذين لا يحصلون على التغطية الصحية كبيرًا للغاية مضيفة: "إن كلمة "شاملة" في عبارة التغطية الصحية الشاملة تعني "الجميع"، دون تمييز ودون ترك أي أحد خلف الركب، وكل الناس في كل مكان لهم الحق في الاستفادة من الخدمات الصحية عندما يحتاجون إليها دون الوقوع في براثن الفقر عند استخدامها".وفيما يلي بعض الحقائق والأرقام الخاصة بالوضع الراهن للتغطية الصحية الشاملة:- يفتقر حاليًا نصف سكان العالم على الأقل إلى إمكانية الحصول على الخدمات الصحية الأساسية.- يقع ما يقرب من 100 مليون شخص في براثن الفقر المدقع، ويضطرون إلى العيش على 1.90 دولار أمريكي أو أقل في اليوم، لأنهم مضطرون إلى سداد تكلفة الخدمات الصحية من جيوبهم الخاصة.- ينفق 800 مليون شخص "12 في المائة تقريبًا من سكان العالم"، 10 في % على الأقل من ميزانيات أسرهم على المصروفات الصحية الخاصة بهم أو بطفلهم المريض أو بأحد أفراد الأسرة الآخرين ويتكبدون ما يسمى بـ"النفقات الكارثية" ويُشكل تكبد النفقات الكارثية للحصول على الرعاية الصحية مشكلة عالمية. وقالت المنظمة في تقريرها أنه في البلدان الغنية الواقعة في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأجزاء من آسيا، والتي حققت مستويات مرتفعة من إتاحة الخدمات الصحية، يتزايد عدد الأشخاص الذين ينفقون 10 في المائة على الأقل من ميزانيات أسرهم على المصروفات الصحية المباشرة.وعرفت منظمة الصحة العالمية "التغطية الصحية الشاملة"، بأنها حصول جميع الأفراد وجميع المجتمعات المحلية على الخدمات الصحية التي يحتاجون إليها دون مواجهة صعوبات مالية، وتمكن التغطية الصحية الشاملة جميع الأفراد من الحصول على الخدمات الرامية إلى معالجة أهم أسباب المرض والوفاة، وتضمن أن هذه الخدمات من الجودة بحيث تحسّن صحة الأشخاص الذين يتلقونها.وقالت المنظمة: "لا تعني التغطية الصحية الشاملة التغطية المجانية لجميع التدخلات الصحية الممكنة، بغض النظر عن التكلفة، حيث لا يستطيع أي بلد أن يقدم جميع الخدمات مجانًا على نحو مستدام، ولا تُعنى التغطية الصحية الشاملة بضمان حزمة شاملة لحد أدنى من الخدمات الصحية فحسب، وإنما تُعنى أيضًا بضمان التوسّع التدريجي في التغطية بالخدمات الصحية والحماية المالية كلما توافر المزيد من الموارد".كما لا تُعنى التغطية الصحية الشاملة بالعلاج الطبي للأفراد فقط، بل وتشمل الخدمات المقدمة إلى المجموعات السكانية بأكملها من قبيل الحملات الصحية العمومية - مثل إضافة الفلوريد إلى الماء أو مكافحة مواضع تكاثر البعوض الذي يحمل الفيروسات التي قد تسبب الأمراض.ولا تُعنى التغطية الصحية الشاملة بالرعاية الصحية وتمويل النظام الصحي في بلد ما فقط، بل تشمل جميع مكونات النظام الصحي، أي النُظم ومقدمي الرعاية الصحية الذين يقدموا الخدمات الصحية إلى الأفراد، والمرافق الصحية وشبكات الاتصالات، والتكنولوجيات الصحية، ونُظم المعلومات، وآليات ضمان الجودة، وتصريف الشؤون والتشريع.
مشاركة :