مصدر الصورةfacebook بمحاذاة نهر الفرات يقف تمثال "أم سوادي كهرمانة"، التي تحظى بشهرة منقطعة النظير، في مدينة الديوانية جنوبي العراق. ولكن التمثال أثار الجدل مؤخرا بعدما احتج مثقفون عراقيون على تغطيته بالقماش أثناء إحياء مناسبة دينية في المدينة. تغطية التمثال: جهل بالفن أم مجرد تعبير ديني؟ واستنكر نشطاء هذا الفعل، قائلين إنه كشف "العقلية المتحجرة" التي ترى التمثال مجرد صنم لامرأة تعرض مفاتنها على المباشر بالمجان. فكتب أبو علي الزيرجاوي: " أم سوادي كهرمانة غيرت صورتها الشخصية...شوفوا الهمجية والعقلية المتحجرة وين وصلت.. غطوا تمثالها لأنها تثير الغريزة عند الشباب.." وعلقت وفاء الجريري :" دائما يخافون من الحقيقة يسعون إلى طمسها واخفائها... ليتهم يتعلمون من أم سوادي حب الوطن والاخلاص للأرض." وأيدتها في ذلك المغردة آية شكاك،إذ قالت : "ملاية الماء" أو "أم سوادي" حسب مايسميها أهالي الديوانية ....حتى هي لم تسلم من الجهل الذي فاق حده .." في المقابل، قال مغردون إن المواكب المشاركة في الاحتفالات الدينية لم تستهدف تغطية التمثال بشكل خاص لكنها غطت كل ساحات بالسواد، تعبيرا عن حزنهم لمقتل الإمام الكاظم. وفي هذا السياق، قال المغرد ضرغام عفلوكي: "أغلب معالم المدينة تتشح بالسواد تعبيرا للحزن فقط في يوم استشهاد الإمام الكاظم و أكرر فقط يوم استشهاد الإمام الكاظم .غريب أمركم بتسيس الأخبار." وعلق آخر: "الموضوع ليس له علاقة بإثارة الشهوات... هذه صورة في شهر محرم والشخص الموسوي أراد تغطية التمثال وتصويره على أنه فاطمة الزهراء بالتالي هذا يدل على بساطة فكر أصحاب هذه المبادرة." ووصفت سارة الموسوي الضجة التي أثيرت حول التمثال بالمفتعلة. فكتبت "الموضوع كله قديم و مفبرك غطيت لغرض الصيانه و ليس لشي آخر أساسا ليس فيه ما يستحق التغطيه ليس تمثالا يونانيا حتى."ما قصة التمثال؟ في حديثه لبي بي سي ترند، قال الفنان العراقي، فائز الميراني إن نصب الديوانية المعروف بـ "أم سوادي" تم انشاؤه في عام 2000 تكريما للمرأة الفراتية. وأضاف "شيد التمثال بداية على يد النحات العراقي رمزي كاظم ثم عملت مجموعة أخرى من النحاتين عليه ليظهر في شكله الحالي." ويحكي هذا التمثال الذي صنع من الاسمنت للأهالي تفاصيل من حياة المرأة الفراتية قديما ، إذ يمثل سيدة كادحة تحمل على ظهرها جرة ماء كرمز إلى النماء والخصوبة." ويتابع الميراني "أطلق أهالي المدينة اسم أم السوادي على التمثال تمنيا بقصة عاملة نظافة كانت تتخذ من التمثال ظلا لها".مصدر الصورةFaez ALmeranImage caption صورة للتمثال قبل نصبه في الشارع ويروي حليم هاتف، نقيب الفنانين في مدينة الديوانية في حديث مع بي بي سي حكاية أم سوادي وهي امرأة فقدت عقلها بعدما باع ابنها أرضها، فراحت تشتكيه لأهالي المدينة. ويرى حليم أن قصة أم سوادي جسدت مدى تعلق الإنسان بأرضه ورفضه لكل القوى التي تسعى للنيل من حقوقه. ودعا حليم الإعلاميين إلى تسليط الضوء على المظاهر الثقافية والإيجابية في المدينة. وأوضح أن جهة مجهولة تعمد في كل مناسبة دينية لتغطية التمثال و هو عمل لا يمثل أهالي مدينة الديوانية المولعين بالثقافة والمقبلين على الحياة، على حد قولهم.
مشاركة :