عندما أبعد دفاع ليفربول ركلة ركنية ووصلت الكرة إلى محمد صلاح في منتصف ملعبه أمام ساوثامبتون بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم يوم الجمعة لم يكن الهداف المصري يفكر إلا في أمر واحد. وبعد ثوان قليلة وبعدما ركض لحوالي 50 مترا أطلق صلاح تسديدة بقدمه اليسرى من خارج المنطقة في شباك أنجوس جان حارس ساوثامبتون ليهدي ليفربول التقدم في ليلة صعبة خارج الأرض. وسجل جوردان هندرسون هدفا إضافيا لتصبح النتيجة 3-1 ويؤكد عودة ليفربول إلى صدارة الدوري لكن اللحظة الفارقة أنهت صيام صلاح عن هز الشباك. ولم يكن صلاح قد سجل أي هدف في ثماني مباريات، في أسوأ سلسلة للاعب منذ الانتقال إلى ليفربول، لكن الهدف الحاسم في الدقيقة 80 جاء في توقيت مثالي. وهذا الهدف رقم 50 لصلاح في الدوري الممتاز مع ليفربول والأهم أنه أنهى الكثير من التكهنات بشأن مستواه خلال محاولة ناديه لحصد اللقب. وقبل خمس جولات على نهاية المسابقة عاد صلاح بقوة. وأبدى يورجن كلوب مدرب ليفربول، الذي احتضن لاعبه داخل الملعب بينما كانت الجماهير تزأر بهتاف "الملك المصري"، إعجابه قائلا "ما أجل الهدف! ما أجمل الهدف!". وأصبح صلاح ثامن لاعب من ليفربول يسجل 50 هدفا في الدوري الممتاز لكنه حقق ذلك في 69 مباراة فقط وهو ما يقل بثلاث مباريات عن فرناندو توريس صاحب الرقم القياسي سابقا. وتفوق لاعبان اثنان في تاريخ حقبة الدوري الممتاز على صلاح في سرعة الوصول إلى 50 هدفا هما رود فان نيستلروي مهاجم مانشستر يونايتد وآلان شيرر مع بلاكبيرن روفرز. وأبلغ كلوب الصحفيين أنه لم يشك أبدا في قدرة صلاح على استعادة لمسته التهديفية. وأضاف "لم أشك أبدا من جانبي في أنه لاعب كبير. لقد عرفت أنه وصل إلى 50 هدفا مع ليفربول وهذا رقم مذهل". وتابع "أنت كمهاجم تحصل على الفرص وكل مهاجم هو إنسان في النهاية وربما يكون في أفضل لحظاته وربما لا يكون كذلك. لكنه يلعب بثبات كبير وقوته البدنية حاضرة دائما. كان يتحلى بالصبر باستمرار في التعامل مع الموقف". ولم يكن ليفربول في أفضل حالاته خاصة في الشوط الأول عندما كان يفقد الكرة بسهولة بينما كان ساوثامبتون خطيرا وكاد أن يعزز تقدمه بعد تسجيل الهدف الأول في الدقيقة التاسعة. لكن بمجرد أن أدرك نابي كيتا التعادل بضربة رأس في الدقيقة 36، مسجلا هدفه الأول مع ليفربول، ضغط الفريق الزائر بحثا عن الانتصار. وفاز فريق كلوب سبع مرات في آخر ثماني مباريات بالدوري اهتزت فيها شباكه أولا وهو ما قد يثير قلق مانشستر سيتي حامل اللقب الذي يتأخر بنقطتين عن القمة لكن يتبقى له مباراة مؤجلة. وقال كلوب "الموسم قوي بالنسبة للجميع. "الأداء لم يكن على أعلى المستويات لكننا كنا نقاتل. يريد الناس أن نلعب مثل مانشستر سيتي وليس بوسعنا أن نفعل ذلك بل نلعب بأسلوبنا. "لدينا 82 نقطة الآن وهذا رصيد كبير في هذا الدوري المجنون.. أنا أشعر بفخر كبير وهذا أمر مذهل. هذا عام صعب بالنسبة للجميع. يحتاج الفريق إلى 70-75 نقطة للوجود (في المربع الذهبي) بدوري أبطال أوروبا وربما أكثر من 90 نقطة لحصد اللقب. "نحن في السباق على اللقب وهذا أمر جيد".
مشاركة :