أنشيلوتي يواجه عاصفة الغاضبين من انهيار ريال مدريد

  • 3/10/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

مدريد: «الشرق الأوسط» قبل شهرين فقط، كان الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد الإسباني يلقى من الإشادة والمديح ما يصفه بأنه أنجح مدرب يتولى قيادة النادي الملكي منذ فيسينتي ديل بوسكي، خصوصا بعدما توج فريقه الموهوب، الأغلى سعرا في تاريخ كرة القدم، سلسلة انتصاراته التي امتدت إلى 22 مباراة متتالية بالتغلب على فريق سان لورينزو الأرجنتيني 2 / صفر محرزا لقب كأس العالم للأندية نهاية عام 2014. وزعمت وسائل الإعلام المدريدية أن رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز قد وجد أخيرا مدرب أحلامه وأنه يستعد لتمديد عقده لما بعد 2016. ولكن أي فارق هذا الذي يمكن أن يحدثه شهران في عالم كرة القدم؟ فمنذ انطلاق عام 2015، لم يسر أي شيء على نحو صحيح مع المدرب الإيطالي، فأضاع فريقه 11 نقطة بسباق الدوري الإسباني لهذا الموسم ليسمح لغريمه التقليدي برشلونة بانتزاع صدارة المسابقة منه بعدما حول تخلفه بفارق 4 نقاط إلى التقدم بفارق نقطة واحدة. وودع ريال مدريد منافسات كأس ملك إسبانيا على يد جاره أتليتكو مدريد، وبعدها خسر صفر / 4 أمام أتليتكو نفسه في الدوري الإسباني وهي أثقل هزيمة له في ديربي العاصمة الإسبانية منذ عام 1947. واستمر مسلسل انهيار ريال مدريد يوم السبت عندما خسر صفر / 1 أمام مضيفه أتليتك بلباو في مسابقة الدوري. ولم يعد أنشيلوتي يلقى المديح نفسه الذي كان يلقاه قبل أشهر بأنه مايسترو غرفة تغيير الملابس أو بأنه عبقري تكتيكي، بل أصبح، المدرب الإيطالي حاليا، ينظر إليه على أنه ضعيف للغاية على السيطرة على فريق عنيد ومغرور، مما جعل الذين كانوا يناصرونه ينقلبون ويشككون في أسلوبه قبل مواجهة شالكه في إياب ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا. كما بدأ أنشيلوتي يواجه انتقادات لعدم اعتماده على سياسة التناوب بين لاعبي الفريق، بعكس لويس إنريكي مدرب برشلونة مثلا، مما أدى إلى تحميل لاعبيه الأساسيين المجهدين في الأصل فوق طاقتهم. وتم إلقاء مسؤولية المستوى المتردي للنجوم كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة وغاريث بيل وتوني كروس على عاتق أنشيلوتي من جديد بسبب سياسته التي قلما يلجأ خلالها إلى تغيير تشكيله الأساسي من مباراة لأخرى والتي يعتمد فيها على عدم إجراء أي تغييرات في المباراة نفسها قبل الدقيقة 70. ولكن لا شك في أن إصابات النجوم سيرخيو راموس ولوكا مودريتش وخيسي وخاميس رودريجيز قد قلصت خيارات أنشيلوتي بفريقه إلى الحد الأدنى. وأظهرت استطلاعات للرأي على الإنترنت أن نصف جماهير ريال مدريد تريد تغيير المدرب بنهاية الموسم، وهذا ما أثبته تعرض أنشيلوتي لصفارات الاستهجان في ستاديو بيرنابو للمرة الأولى قبل أسبوع واحد عندما تعادل ريال مدريد 1 / 1 مع فياريال. وعادة عندما تبدأ الجماهير في إطلاق صفارات الاستهجان ضد مدرب ما، يبحث بيريز عن هاتفه ويبدأ في البحث عن مدرب جديد. وترددت أنباء عن تربع لاعب ريال مدريد السابق ميتشيل على رأس قائمة المدربين المرشحين لخلافة أنشيلوتي رغم أنه لم يحقق نجاحا كبيرا في خيتافي أو إشبيلية. والأسوأ من ذلك أن جميع التصريحات السابقة عن تجديد عقد أنشيلوتي قد توقفت. وقال أنشيلوتي مؤخرا: «يتهمني الناس بأن يدي ضعيفة في غرفة تغيير ملابس اللاعبين، لكن هؤلاء الناس لا يجب أن ينسوا أنه بهذه اليد الضعيفة فزت بلقب دوري الأبطال 3 مرات». ويبدو أن أنشيلوتي، 55 عاما، تربطه علاقة خاصة حقا ببطولة دوري الأبطال فهو واحد من بين 6 مدربين فقط أحرزوا لقب دوري الأبطال كلاعب ومدرب، بينما يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة الأوروبية كمدرب برصيد 3 ألقاب بالتساوي مع بوب بيسلي مدرب ليفربول الإنجليزي الراحل. وقد تكون مباراة اليوم التي يستضيف فيها ريال مدريد فريق شالكه الألماني في إياب دور الـ16 بدوري الأبطال مصدر راحة بالنسبة لأنشيلوتي، بشرط أن يستعيد النجم رونالدو وباقي نجوم الفريق قدرتهم على التسجيل، لكن في حال تقديم الفريق الملكي لعرض باهت جديد، فمن المتوقع أن يصب ستاديو بيرنابو جام غضبه على المدرب الإيطالي، بل وقد يعجل ذلك برحيله عن العاصمة الإسبانية.

مشاركة :