قبل يومين, قام وفد سعودي كبير بزيارة للعراق لبحث تعزيز العلاقات وتطويرها بين البلدين. زيارة الوفد أسفرت عن نتائج ومنافع اقتصادية كبيرة للعراق والشعب العراقي وبما يخدم البلدين معا. أثناء الزيارة تم الإعلان عن تقديم منحة سعودية للعراق بقيمة مليار دولار لتمويل مشاريع تنموية. وبالإضافة إلى هذا, خصصت السعودية مبلغ 500 مليون دولار لدعم الصادرات العراقية كان قد تم الإعلان عنها في فترة سابقة. أيضا, تم الإعلان عن مشروع إنشاء مدينة رياضية كاملة تموله السعودية كهدية للشعب العراقي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. أيضا تم الإعلان عن منح تعليمية سنوية تقدمها السعودية للعراقيين, وغير هذا من أوجه تعاون اقتصادي كثيرة تخدم التجارة وتطوير التعاون المشترك بين البلدين. ومن المتوقع الإعلان عن مشاريع دعم وتعاون أخرى أثناء زيارة مرتقبة سيقوم بها رئيس الوزراء العراقي للرياض قريبا. كما نرى, كل ما تم تحقيقه خلال زيارة الوفد السعودي يصب في اتجاه خدمة العراق والشعب العراقي كمستفيد أكبر من هذه الزيارة, وبهدف المساهمة في جهود البناء في العراق, وبما يخدم تطوير علاقات متكافئة تخدم البلدين والشعبين. والسعودية تفعل هذا من منطلق الإحساس بالمسؤولية العربية تجاه شعب عربي شقيق وبلد عربي شقيق من دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى تتعلق بمنافع سعودية مباشرة. قارن هذا بما حدث أثناء زيارة أخرى للعراق تمت مؤخرا. نعني الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني حسن روحاني. روحاني ذهب إلى العراق بهدف وحيد لا ثاني له هو: كيف يمكن استغلال العراق كساحة للمساعدة في إنقاذ إيران من الأزمة الطاحنة التي تمر بها بسبب العقوبات المفروضة عليها وانهيار اقتصادها؟.. كيف يمكن استنزاف موارد وإمكانيات العراق إلى أقصى حد ممكن لصالح إيران؟ ولأن هذا كان هو الهدف الوحيد لزيارة روحاني, فقد كان من الطبيعي أن تسفر الزيارة عن نتائج كارثية بالنسبة إلى العراق والشعب العراقي, وهي نتائج أفزعت العراقيين بكل انتماءاتهم. ولنتأمل ما أسفرت عنه الزيارة من كوارث. أثناء زيارة روحاني, تم توقيع أكثر من 20 اتفاقية اقتصادية وتجارية وسياسية وأمنية, ليس من بينها اتفاقية واحدة تخدم العراق والشعب العراقي, أو تقدم أي منفعة للعراقيين. يكفي هنا أن نتأمل بعضا مما قاله خبراء ومسؤولون وكتاب عراقيون عن هذه الاتفاقيات. نائب في البرلمان العراقي قال: «العراق لم يحصل على شيء, ولا حتى على منفعة واحدة من هذه الزيارة التي كانت مثل حصاد الغلة نهاية الموسم, إذ أخذ الإيرانيون عقودا واتفاقيات من العراق عززت هيمنتهم على السوق العراقية». وأضاف: «العراق خسر ما بين 140 و200 مليون دولار كرسوم على تأشيرات دخول الإيرانيين بعد منح إيران إعفاء منها إذ كان يحصل على 40 دولارا عن كل زائر». ويدخل العراق سنويا أكثر من 5 ملايين إيراني. نائب عراقي آخر قال: «الزيارة عبارة عن مكاسب لإيران بالجملة, والعراق لم يحصل على أيّ من حقوقه بشأن مياه الأنهار وشط العرب والملف التجاري والاقتصادي». مسؤول عراقي قال: «الآن بات من الصعوبة فكّ ارتباط السوق العراقي وجعله مستقلا, والبضائع الإيرانية ستجد طريقها بكل سهولة على حساب المنتج العراقي المحلي, والإيرانيون لم يعدوا بأيّ شيء يتعلق بالعراق». وخبير عراقي قال: السؤال يجب أن يكون: ما الذي سيقدمه العراق لإيران، وليس المتحقق من الزيارة؟ وتحدث الخبير بالتفصيل عن الخسائر الفادحة التي سيمنى بها العراق من جراء الاتفاقيات النفطية وتفعيل اتفاقية الجزائر, وكيف ستتيح لإيران نهب نفط العراق. هذا هو الفارق إذن بين الزيارتين. الرئيس الإيراني ذهب إلى العراق حاملا معه الخراب ونوايا الشر, وخطط النهب, ووقع اتفاقيات هي في جوهرها عمليات سرقة بالإكراه للشعب العراقي وثرواته ومقدراته. الوفد السعودي ذهب إلى العراق حاملا نوايا خير تجاه شعب عربي شقيق, ورغبة صادقة في دعمه ومساندته, وبمشاريع تسهم في تطوير العلاقات بما يخدم البلدين والشعبين معا. السعودية تبني وتعمر في العراق. وإيران تسرق وتدمر العراق. هذا هو الفرق.
مشاركة :