تتكرّر حوادث غرق الأطفال في المسابح المنزلية وفي مسابح المزارع والعزب العائلية، لا سيما في فصل الصيف، وتشير أصابع الاتهام إلى إهمال أولياء الأمور وغياب الرقابة الفعلية على فلذات أكبادهم، إضافة إلى أن بعض تلك المسابح تفتقد الاحتياطات الأمنية اللازمة واشتراطات السلامة لمنع حدوث حالات الغرق. وأكد أعضاء في المجلس الوطني الاتحادي، ومسؤولون، ضرورة اتخاذ إجراءات تضمن الحيلولة دون تكرار هذه النوعية من الحوادث، حتى لا تتحول إلى ظاهرة، منوهين في الوقت ذاته إلى أنه تتعدد حالات الغرق أيضاً في مسابح بعض الأبراج السكنية نتيجة الإهمال، إلى جانب غياب المنقذين المختصين الذين يفتقدون ماهية الإسعافات الأولية. اشتراطات من ناحيته طالب الشيخ سالم بن ركاض العامري عضو سابق في المجلس الوطني الاتحادي، بضرورة تعزيز الرقابة على المسابح المنزلية، وإلزام الشركات والمقاولين العاملين في حقل إنشاء وتصميم مسابح المنازل بالتقيد بمعايير وشروط الأمن والسلامة. وأضاف العامري: «هناك أيضاً اشتراطات وضعتها إدارات الدفاع المدني بمسابح الأبراج السكنية، وهي ضرورة وجود أطواق نجاة بحسب مساحة المسبح، وتحديد عمق المسبح، مع ضرورة وجود درج، ومشرفين ومنقذين، إلى جانب التأكد من استيفاء المبنى لاشتراطات السلامة». السلامة قالت الدكتورة نضال محمد الطنيجي، عضو المجلس الوطني الاتحادي: «نعم، تثير حوادث غرق الأطفال في المسابح المنزلية الكثير من التساؤلات حول مدى توافر شروط الأمن والسلامة في تصميم وإنشاء تلك المسابح، وما مدى الرقابة الصارمة والمفروضة عليها بهدف حماية سلامة الأطفال والمحافظة على أرواحهم، والمنع الفعلي لتكرار مثل هذه الحوادث المفجعة التي تخلف لأسر الضحايا الصغار الأسى والألم والندم». وأضافت: «أناشد الأسر التي تملك أحواض سباحة في منازلها بتشديد قبضة الرقابة على أطفالها ومراقبتهم على مدار الساعة، وتعزيز الإجراءات الوقائية واتخاذ احتياطات السلامة حتى لا يتحول هذا الموضوع إلى ظاهرة». رقابة فيما أوضح صالح مبارك بن عثعيث العامري عضو المجلس الوطني الاتحادي، أن أحواض السباحة المنزلية تخضع من حيث أشكالها وأعماقها وتصميمها إلى إدارات المباني في البلديات، التي يتعين عليها أن تتأكد من توافر اشتراطات السلامة فيها. وقال: «فيما تخضع أحواض السباحة في المنازل لإشراف الأسر مباشرة، وهم المسؤولون عن مراقبتها». وأضاف: أرجو تكثيف حملات التوعية للأسر على مستوى الدولة من غرق الأطفال في المسابح، لا سيما في موسم الصيف، حيث يكثر نزول الصغار لتلك المسابح، وذلك عن طريق وسائل الإعلام، لا سيما شبكات التواصل الاجتماعي. توعية من جهته شدد حميد عمهي المنصوري المدير التنفيذي لمستشفى العين، أحد منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، على ضرورة توعية أفراد المجتمع بمخاطر ترك الأطفال بجوار حمامات السباحة، فإن كان رب الأسرة عازماً على تخصيص مساحة من المنزل لتوفير مسبح، فلا بد من أخذ احتياطات الأمن والسلامة، ومنها على سبيل المثال تجهيز سترات نجاة، أو تطويق المسبح بسور، ووضع اشتراطات في أحواض السباحة المنزلية لضمان عدم المخاطرة بأرواح الأطفال، وأن يكون أفراد الأسرة أو حتى بعضهم ملمين بالسباحة. وأشار المنصوري إلى أنه ينبغي على الأسر أن تبذل كل ما في وسعها لرعاية أطفالها، وتوعية أفرادها، لا سيما الأطفال بخطورة النزول إلى حوض سباحة دون تدابير السلامة اللازمة. وقالت الدكتورة مريم الحربي، أخصائية أطفال في عيادة خليفة، إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»: «إن الأطفال الذين يفقدون حياتهم جراء غرقهم في أحواض السباحة المنزلية أو حتى في أحواض الأبراج السكنية لا يكون إلا بسبب الإهمال الأسري». وأضافت: أتساءل حينما تقرر الأسرة توفير مسبح منزلي هل تتناسى تماماً أنها تحتاج إلى وعي بالاحتياطات التي يتعين عليها اتخاذها لحماية أطفالها من الغرق، والتي يتمثل أهمها بتدريبهم على السباحة تحت إشراف مدرب محترف. إلمام من جهتها حذرت سهام الشحي مدرب في برنامج «ساند للاستجابة للأزمات والكوارث»، الأسرَ من خطورة حوادث الغرق التي يذهب ضحيتها أطفال في أحواض السباحة المنزلية في مساكن أسرهم، لا سيما في موسم الصيف، حيث تبرز تلك الحوادث المؤسفة بشكل مفجع. وقالت الشحي: «من الضروري أن يلم أفراد الأسرة بمبادئ الإسعافات الأولية والإنعاش، لا سيما بحوادث الغرق في الأحواض المنزلية، ولا أود التوقف عند هذه النقطة فقط، إذ إن هناك الكثير من الأبراج السكنية تتضمن مسابح ينبغي أن تكون متوافقة مع مواصفات السلامة والصحة، مع توظيف منقذين مؤهلين، وأطالب بأهمية تشديد الرقابة والتفتيش الدوري من قبل الجهات المختصة، للتأكد من اتباع ملاك الأبراج اشتراطات الأمن والسلامة وحتى النظافة». دراية فيما قال نادر عبد المجيد مدير فندق «سيتي سيزن» في منطقة العين: «إن غالبية المنتجعات تتضمن مسابح تستقطب الصغار والكبار، وتحرص تلك المنتجعات على توفير منقذين مدربين بشكل جيد، وعلى دراية بالإنعاش القلبي والرئوي والإسعافات الأولية». مشدداً على عدم ترك الأطفال دون رقابة شخص بالغ يجيد السباحة حتى لو كان الأطفال يجيدون السباحة، لأن الأطفال قد يقومون بحركات خطرة في المسبح، كما أنهم قد لا يجيدون التصرف في الحالات التي تستدعي إسعافهم. استياء من جهتهم أدلى بعض أولياء الأمور بآرائهم حول الموضوع الذي يحتاج أولاً وأخيراً إلى تعزيز متطلبات السلامة. وأشار راشد الدهماني إلى أنه لا يحبذ مطلقاً إنشاء أو توفير مسابح منزلية، التي تتجلى سلبياتها أكثر من إيجابياتها، ملقياً باللوم في الوقت ذاته على الأسر التي يتسبب إهمالها في وقوع حوادث غرق لأحد أطفالها حيث لا ينفع الندم بعد ذلك. وأوضحت هدى الشحي أنها تحرص كونها أُماً وتربوية على توعية أطفال عائلتها وحتى طلبتها وطالباتها من فئة رياض الأطفال من خطورة ارتياد المسابح غير المناسبة لأعمارهم حفاظاً على سلامتهم وحياتهم، ولتجنب حوادث غرقهم عموماً، مؤكدة أن حوادث غرق الأطفال المشابهة والمتكررة، لا سيما خلال فصل الصيف، يحتم على المعنيين ضرورة إعادة النظر في آلية تصميم وإنشاء أحواض السباحة في مساكن الأهالي لحماية الأطفال.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :