في حال تمكن ليفربول من الفوز بلقب البريميرليج ودوري أبطال أوروبا، ونجح المنتخب المصري في الظفر بكأس الأمم الأفريقية الصيف المقبل في القاهرة، وكان لمحمد صلاح اليد الطولى والتأثير الأكبر في البطولات الثلاث «الافتراضية» لماذا لا يتوج حينها بالكرة الذهبية ولقب أفضل لاعب في العالم؟ صحيح أن الموسم الحالي للنجم المصري ليس مثل سابقه، إلا أنه ما زال يملك فرصة تأكيد عودته لقمة توهجه في بقية مباريات الموسم. السيناريو الآخر يقول إن ليفربول قد يخرج خالي الوفاض بلا بطولات الموسم الحالي، ولن يتمكن صلاح من مساعدته، كما أن حظوظ الفراعنة في اللقب القاري تبدو معقدة بالنظر إلى قوة وجاهزية منتخبات أخرى مثل السنغال والمغرب مثلاً، صحيح أن الإخفاق المصري في القاهرة سوف يكون صادماً، ولكن لا يمكن وصفه بالمفاجأة الصارخة، وفي حال تحقق هذا السيناريو الذي تقول تفاصيله إن صلاح لا يمكنه أن يساعد الليفر أو المنتخب المصري على اعتلاء منصات التتويج في الأسابيع المقبلة، فإنه في هذه الحالة سوف يغادر فئة النجوم أصحاب التصنيف الأول في الكرة العالمية، ولن يظهر في قائمة ترشيحات الكرة الذهبية أو جائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم. وبالنظر إلى التفاصيل السابقة، ومسيرته الكروية منذ رحيله صوب أوروبا عام 2012، فإن غيوم الشك لا زالت تحاصر صلاح، فهل يمكن تصنيفه مع نجوم الصف الأول في الكرة العالمية على أن يكون الموسم الماضي هو بدايته الحقيقية؟ سؤال تبدو إجابته محسومة بالنفي إذا كان المقصود بنجوم الصف الأول ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو على وجه التحديد، حيث لم يتمكن أي لاعب منذ 10 سنوات وحتى الآن من الاقتراب منهما بصورة مقنعة، ويكفي أن الكرة الذهبية كانت حكراً عليهما بواقع 5 مرات لكل منهما في العقد الأخير، وحينما انتزع الكرواتي لوكا مودريتش كرة الذهب منهما أثار جدلاً بين مؤيد ومعارض. صلاح يحتاج إلى 10 مواسم على الأقل مثل موسمه الماضي، فضلاً عن الفوز بالبطولات، وهو ما لم يحدث حتى الآن، لكي يقترب من عرش ليو والدون، ولكي يصبح لاعب «تصنيف أول»، وهو أمر يبدو معقداً للغاية بالنظر إلى أنه يبلغ في الوقت الراهن 26 عاماً، إلا أن الانتقادات التي يتعرض لها الموسم الحالي على وجه التحديد تؤكد أنه بلغ مكانة لم يكن يحلم بها الملايين من عشاق الكرة العالمية في المنطقة العربية. الانتقادات التي تلاحقه والهجوم الذي يحاصره إلى حد وصفه بأنه لاعب الموسم الواحد، تؤكد أنه لاعب عالمي من طراز رفيع، والآمال معقودة عليه لكي يستمر في مقارعة كبار الكرة العالمية، فقد سجل صلاح 18 هدفاً وصنع 8 أهداف في 33 مباراة الموسم الحالي بالبريميرليج، مما يجعله ثانياً في قائمة الهدافين خلف أجويرو الذي سجل 19 هدفاً. وخرج صلاح عن صمته المعتاد وأكد الأسبوع الماضي أن هناك بعض النجوم الذين أحرزوا عدداً من الأهداف الموسم الحالي يساوي أهدافه أو أقل ولكن الصحافة تؤكد أنه أفضل مواسمهم، في حين تقول نفس الصحف، ونفس خبراء التحليل في الكرة الإنجليزية أنه الموسم الأسوأ لصلاح. كما أن مجموع أهداف صلاح في جميع البطولات مع الريدز منذ بداية الموسم الجاري يبلغ 21 هدفاً في 43 مباراة، وهو صاحب الرقم القياسي لأسرع لاعب في تاريخ ليفربول يحرز 50 هدفاً في الدوري، وثالث أسرع لاعب في تاريخ البطولة الإنجليزية يصل إلى هذا الرقم، وعلى الرغم من ذلك يتعرض صلاح لانتقادات حادة، دفعت البعض لوصف موسم صلاح بأنه الأسوأ. بالعودة إلى ما فعله صلاح أمام ساوثهامبتون في المرحلة 33 للبريميرليج، حينما سجل هدفاً في الدقيقة 80 بمجهود فردي ليساعد الريدز على الفوز بنقاط المباراة والعودة للقمة برصيد 82 نقطة من 33 مباراة، فيما يحتل مان سيتي المركز الثاني برصيد 80 نقطة من 32 مباراة، فإن النجم المصري عاد من جديد إلى دائرة التألق، وأزال شكوكاً حاصرته لفترة طويلة، وتحديداً في 8 مباريات لم يتمكن خلالها من التسجيل. هدف صلاح جعله نجماً تاريخياً في صفوف الريدز جنباً إلى جنب مع أساطير النادي، فقد أصبح أسرع لاعب في تاريخ ليفربول يحرز 50 هدفاً، متفوقاً على فرناندو توريس ولويس سواريز وروبي فاولر، كما أنه ثالث أسرع لاعب في تاريخ البريميرليج يصل للرقم 50، ولا يتفوق عليه سوى آلان شيرر، رود فان نيستلروي، في حين يتفوق صلاح على نجوم مثل توريس وأجويرو وهنري وغيرهم من أساطير الدوري الإنجليزي.
مشاركة :