تتحسّب طهران لتداعيات إدراج واشنطن «الحرس الثوري» الإيراني على لائحة «المنظمات الإرهابية»، بما في ذلك مفاقمة ضغوط في الداخل الايراني وتأجيج توتر مع الولايات المتحدة. وكتب النائب حشمت الله فلاحت بيشه، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني، في «تويتر»: «إذا أُدرِج الحرس الثوري على اللائحة الأميركية للجماعات الإرهابية، سنضع جيش هذه البلد على لائحتنا للإرهاب مع (تنظيم) داعش». لكن معلومات أفادت بأن الحساب المُستخدم في «تويتر» ليس الحساب الرسمي لفلاحت بيشه. جاء ذلك بعدما أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن الولايات المتحدة ستعلن بعد غد (الاثنين) إدراج «الحرس الثوري» على لائحة «المنظمات الإرهابية». ونقلت وكالة «رويترز» عن 3 مسؤولين أميركيين ترجيحهم أن تعلن الخارجية الأميركية هذا القرار الاثنين. وستكون تلك أول مرة تصنّف فيها واشنطن رسمياً جيش دولة أخرى على أنه جماعة إرهابية. وكانت الولايات المتحدة أدرجت عشرات من الكيانات والأشخاص على لائحة سوداء، لانتمائهم الى «الحرس». كذلك صنّفت وزارة الخزانة الأميركية عام 2007 «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس»، «داعماً للإرهاب» ووصفته بأنه «الذراع الرئيسة (لإيران) لتنفيذ سياستها بدعم الإرهابيين والجماعات المتمردة». وحذرت طهران من رد «ساحق» إذا مضت الولايات المتحدة في هذا التصنيف. وقال قائد «الحرس» الجنرال محمد علي جعفري عام 2017 إن إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هذه الخطوة سيدفع «الحرس» الى «اعتبار الجيش الأميركي مثل داعش في انحاء العالم». واشارت «وول سترايت جورنال» الى ان الجيش الأميركي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) يشكّكان بجدوى إدراج «الحرس» على لائحة الارهاب. واضافت ان «سي آي إي» ووزارة الدفاع الأميركية يخشيات التداعيات المحتملة لهذا الإجراء، على القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة. وينطبق ذلك في شكل خاص على القوات الأميركية في العراق، حيث تنتشر فصائل شيعية مسلحة موالية لإيران. وقالت ويندي شيرمان، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية سابقاً: «عوقب الحرس الثوري الإيراني في شكل كامل، وهذا التصعيد يعرّض جنودنا في المنطقة لخطر». ويحذر منتقدون من أن هذا القرار قد يجعل حكومات غير صديقة، تتخذ إجراءات مشابهة ضد مسؤولي الجيش والاستخبارات في الولايات المتحدة. ويعتقد محللون ان إدراج «الحرس» على اللائحة الأميركية للارهاب قد يكبح الاستثمارات والتجارة الأوروبية في إيران، ما قد يثير ضغوطاً داخلية لتقليص دور الحرس في قطاعَي الاقتصاد والتجارة. الى ذلك، أوردت وسائل إعلام إيرانية أن «بطارية غواصة انفجرت» في ورشة لتشييد السفن العسكرية والغواصات وإصلاحها، تابعة للجيش الإيراني، في ميناء بندر عباس، ما أدى إلى مقتل 3 عمال. على صعيد آخر، أمرت السلطات الإيرانية بإخلاء 6 بلدات على ضفاف نهر كرخة في محافظة خوزستان جنوب غرب البلاد، بعدما أثار هطول مزيد من الأمطار مخاوف من فيضانات جديدة. وشدد محافظ خوزستان غلام رضا شريعتي على «وجوب إخلاء» 6 بلدات على ضفاف نهر كرخة «في أقرب وقت». ونبّه الى ان الوضع «خطر»، وزاد: «صدر أمر بالإجلاء ونوصي النساء والأطفال بالمغادرة، لكن نطلب من الرجال والشبان البقاء ومساعدتنا» في جهود الإنقاذ. وحذر وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي من أن السيول تهدد حوالى 400 ألف شخص في خوزستان، فيما اعلن المدير العام لادارة الأزمة في المحافظة كيامرث حاجي زادة إخلاء 110 قرى، كلياً أو جزئياً. وتعتزم السلطات إخلاء 7 قرى تهددها انهيارات أرضية في إقليم لرستان المجاور، علماً أن الحكومة اعلنت وفاة 70 شخصاً نتيجة الفيضانات. لكن سكاناً يتهمونها بتقليل عدد الضحايا، مرجّحين وفاة 200 شخص.
مشاركة :