تحل اليوم، 7 أبريل، ذكرى افتتاح وتأسيس مدينة الإسكندرية، حيث تم افتتاحها منذ 2351 عام فى 7 إبريل 332 ق.م تم تأسيس مدينة الإسكندرية المصرية كطراز لمدينة يونانية، ووضع تخطيطها المهندس الإغريقي "دينوقراطيس" بتكليف من "ملك مقدونيا" الإسكندر الأكبر، لتقع بجوار قرية قديمة للصيادين كان يطلق عليها راكوتا "راقودة".وبناء المدينة امتداد عمراني لمدن فرعونية كانت قائمة وقتها، ولها شهرتها الدينية والحضارية والتجارية وكانت بداية بنائها كضاحية لمدن "كانوبس"، و"منتوس"، وكانت تتسم فى مطلع تأسيسها بالصبغة العسكرية البحتة كمدينة لجند الإغريق ثم تحولت أيام البطالمة الإغريق إلى مدينة مَلكية بحدائقها وأعمدتها الرُخامية البيضاء وشوارعها المُتسعة وبمينائها الشرقى الذى كان يطلق عليه "الميناء الكبير" مقارنة بينه وبين ميناء "هيراكليون" عند مدينة أبو قير.واكتسبت الإسكندرية شهرتها فيما بعد من جامعتها العريقة ومجمعها العِلمى العظيم الموسيون ومكتبتها التى تعد أول معهد أبحاث حقيقى فى التاريخ وأخيرًا بمنارتها الشامخة التى أضحت من أحدى عجائب الدنيا السبع فى العالم القديم.تعتبر الإسكندرية وأبو قير من المدن الساحلية التراثية وقد نسجت حولهما الأساطير فيما روي عنهما المؤرخون والزوار من الإغريق والرومان والعرب وكانت المدينتان من المدن المتحفية التي كانت تضم آثار الغابرين الذين عمروهما وكانت هذه الآثار قائمة لكنها لم تتحد الزمن فوق الأرض. فأبوقير القديمة طمرت وغاصت تحت مياه خليج أبو قير والإسكندرية بقصورها الملكية المنيفة ومعابدها مالت لتغوص تحت مياه الميناء الشرقي ما بين قلعة قايتباي ولسان السلسلة في أواخر القرن الثامن ومالت في إتجاه واحد كأن المدينتين كانتا ماثلتين فوق جرف أرضي إنهار بهما فجأة فاختفت المدينتان بعدما كانتا أثرا لكل عين منذ ألف عام. ورجح أن هذا بسبب الزلال والفيضانات التي داهمت المدينتين وأغرقتهما بما فيها منارة الإسكندرية الشهيرة وكانت هذه الكارثة إبان العصر الإسلامي وعند التنقيب تحت المياه وجدت عملات وآثار إسلامية وأعمدة وبقايا معابد فرعونية وإغريقية ورومانية وإسلامية.وفي أبو قير تم العثور علي مخلفات أسطول نابليون الذي أغرقه الإسطول الإنجليزي وهو قابع في الخليج عام 1798 وفي الميناء الشرقي أمام تمثال الجندي المجهول حاليا بالمنشية نجد أن تحت المياه ترقد أطلال مدينة الإسكندرية الأسطورية. لتمثل بانوراما حضارة قامت وغبرت وجعلت من هذه المدينة المتحفية أسطورة حضارية وأثرية ولغزا دفينا في أعماق البحر.
مشاركة :