أكد الأثري على أبو دشيش عضو اتحاد الآثريين المصريين أن الصدفة والحيوانات يلعبان دورا كبيرا في معظم الاكتشافات الأثرية، وينافسان كبار المكتشفين على مر التاريخ فى الكشف عن العديد من المواقع الأثرية المهمة. وعرض أبو دشيش - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الأحد، أشهر الاكتشافات التي تم اكتشافاها صدفة، ومنها مقابر كوم الشقافة فى 28 سبتمبر سنة 1900، حيث يرجع سبب اكتشافها إلى "حمار" السيد منصور بعدما سقط في الفتحة الرئيسية للمقبرة على عمق 12 مترا، وبالتالي اكتشف الأهالي وجود آثار في هذه المنطقة خلال بحثهم عن سبب سقوط الحمار وجدوا هذه المقابر الرائعة. وقال "إنه في عام 1900م تعرقل حصان هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون في حفرة، وحين نزل كارتر من علي حصانه وجد درج سلم يؤدي لمقبرة فبدأ الحفر واكتشف مقبرة "منتوحتب الثاني" ووجد بداخلها التمثال الشهير الموجود حاليا بالمتحف المصري بالقاهرة، حيث كان التمثال ملفوفا بالكتان وعند إزالة الكتان وجد أن التمثال ملون باللون الأسود وكأنه مومياء وليس تمثالا من الحجر الرملي الأحمر يمثل الفرعون جالسا ملتحفا رداء الاحتفالات المعروف برداء (الحب سد)". وأضاف "أنه في 4 نوفمبر من عام 1922 كان كارتر على موعد مع أهم كشف أثري بالقرن العشرين، وهو الكشف عن مقبرة الفرعون الذهبي الملك توت عنخ أمون سليمة لم تمس، حيث يرجع هذا الكشف إلى "حمار" الصبي حسين عبد الرسول، وهو من العائلة التي كشفت عن خبيئة الدير البحري، الذي كان يحمل عليه جرار الماء للعمال.. وفي ذلك اليوم دخل الحمار إلى الوادي حاملا المياه ووراءه الصبي يمشي، وابتعد الحمار عن المكان الذي يعمل فيه العمال بعيدًا عن الأتربة، وتوقف في مكان ظليل، وبينما يحاول الصبي حسين عبد الرسول تمهيد الأرض لوضع جرار الماء يعثر على أول درجات السلم التي قادت هوارد كارتر إلى الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون بالأقصر".وأشار إلى أن وادي المومياوات الذهبية ومقابر العمال اكتشفت بالصدفة أثناء عمل الدكتور زاهي حواس بها، ففي صيف عام 1997؛ كان الشيخ عبد الموجود حارس معبد "الإسكندر الأكبر" يجهز للعودة إلى منزله بعد انتهاء عمله، ولاحظ أن حماره يجري مذعورا بالقرب من مكان بعينه، وعندما ذهب ليستطلع الأمر وجد أن قدم الحمار قد سقطت في حفرة في الأرض؛ وعندما نظر داخلها وجد وجوها من الذهب تنظر إليه مبتسمة، وكانت تلك هي بداية الكشف عن وادي المومياوات الذهبية بالواحات البحرية. ونوه أبو دشيش إلى أنه فى أهرامات الجيزة تعثرت قدم حصان تستقله سائحة لتكون هذه هي بداية الكشف عن مقابر العمال بناة الأهرامات، مبينا أنه ليست كل اكتشافات الحمير والجمال والماعز قاصرة على الآثار المصرية القديمة، حيث يقال إن جواد أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية في مصر، تعثر في حفرة بصحراء المماليك وجد بها كنزا من الذهب؛ استعمله ابن طولون في بناء الجامع الذي يعرف إلى اليوم باسمه؛ ومئذنته الملوية الشهيرة.ولفت إلى أن لصوص المقابر كان لهم دور أيضا فى الكشف عن مواقع أثرية مهمة، آخرها الإعلان عن كشف يوم الجمعة الماضي، وهو عبارة عن مقبرة مزدوجة ملونة من العصر البطلمي بمنطقة الديابات بمدينة أخميم بمحافظة سوهاج، حيث تم العثور علي مكان هذه المقبرة ومدخلها أثناء عملية القبض علي أحد العصابات أثناء محاولتها الحفر خلسة في المنطقة الواقعة خارج التل الأثري بمنطقة الديابات فى أكتوبر الماضي. وأوضح أنه فور انتهاء شرطة السياحة والآثار من التحقيقات تسلمت وزارة الآثار الموقع وبدأت أعمال التنقيب الأثري والعلمي عن طريق بعثة آثرية مصرية، وأسفرت أعمال الحفائر عن العثور علي باقي أجزاء المقبرة بداخلها بقايا آدمية ومجموعة من دفنات الطيور والحيوانات.
مشاركة :