قراءات كاشفة لنتائج مفزعة! | سالم بن أحمد سحاب

  • 3/11/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ذكرت المدينة (1 مارس) أن 11 مكتبًا تابعًا لإدارة تعليم محافظة الطائف قد أجرت دراسة مقارنة بين متوسطات ثلاث نتائج مهمة جدًا هي نتائج الثانوية العامة، واختبار القدرات والاختبارات التحصيلية. طبعًا لم تكن النتائج باهرة، بل هي مزعجة، إذ تفاوتت الفجوات بين (22% إلى 36%) عند مقارنة نتائج الثانوية العامة بنتائج الاختبارات التحصيلية. وأكبر هذه الفوارق كانت في منطقة المويه حيث كان متوسط الثانوية أكثر من 90% (وهو الأعلى في المكاتب المعنية) في حين كان متوسط التحصيلية 54% وهو الأدنى بين المكاتب. وبلغ الفارق أيضا أشده في المويه بين متوسط نتائج الثانوية العامة ونتائج القدرات إذ كان قرابة 35%. بداية تُشكر إدارة التعليم في محافظة الطائف على نشر هذه النتائج المقارنة. ويا ليت كل إدارات التعليم في المملكة تبادر إلى الخطوة ذاتها لأنها تساعد حتمًا على تشخيص مشكلات التعليم على المستوى الوطني، وعلى مستويات أدنى. إنها بوصلة أمنية تدل على الاتجاه الصحيح على كل حال. من هنا تبدأ بعض خطوات التصحيح لأن من الواضح أن هناك خللا. وهذا الخلل لا تغني عنه مبان حديثة ولا تجهيزات رائعة ولا رواتب مجزية. من هنا تبدأ خطوات التصحيح لأن نتائج هذه الدراسة المقارنة تعكس إلى حد مقبول حال معظم إدارات التعليم في المملكة. هكذا يقول الإحصائيون لأن الطائف ليس كوكبًا معزولاً، ولا منظومته التعليمية قادمة من المريخ. هناك خلل يؤكد بجلاء ضعف المخرج التعليمي مهما حاولنا نشر ورق السلوفان ومهما سطرنا من عبارات الثناء، ومهما أصدرنا تقارير فاخرة ترسخ مفهوم «كله تمام». ومن هنا تبدأ مهمة الوزير الجديد صاحب أثقل حقيبة وزارية، وهو الرجل الموقن بأن المعلم هو المبتدأ وهو الخبر، وهو الفعل والفاعل، وهو الأول والآخر في مسيرة التعليم ليس في بلادنا وحسب، وإنما في كل أصقاع الأرض. المشكلة ليست في المال وحده، بل في قدرة الوزارة والمجتمع من ورائها على صنع معلم مختلف، لا يحسن تدريس المنهج فحسب، وإنما يؤدي عمله في إخلاص وافر، وفي عطاء نابض، وفي إتقان محكم، وكل ذلك محاط بخلق رفيع وبصبر جميل وبنظرة حانية مشفقة على الطالب الصغير والكبير. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :