أزمة الفيضانات تحاصر مدن الأحواز بعد مخاطر في السدود

  • 4/8/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

فشلت جهود السلطات الإيرانية لتقليل أضرار الفيضانات ما أدى إلى اتساع أبعاد الأزمة في الأحواز الغنية بذخائر النفط والغاز وتواصل موجات المياه المتدفقة من سدود المحافظات اجتياح المدن واحدة تلو الأخرى لتزحف باتجاه محافظات العراق الشرقية عقب فيضانات مدمرة تركت وراءها خرابا بمحافظات إيران الغربية وشردت عشرات الآلاف في كرمانشاه وكردستان وإيلام ولرستان وسط اتهامات للحكومة الإيرانية بـ«سوء إدارة الأزمة».وقالت السلطات الإيرانية بأنها أجلت 12 مدينة وبلدة عربية إضافة إلى 182 قرية على امتداد نهري كارون والكرخة منذ وصول ارتفاع منسوب المياه وراء سدود شمال المحافظة منذ نحو عشرة أيام. وأفادت وكالة مهر الحكومية بأن السلطات رفعت حجم المياه المتدفقة إلى ما يعادل ألفي و500 متر مكعب في الثانية. ونقلت عن مسؤول في المحافظة أن نهر الكرخة «لا يستوعب هذا الحجم من المياه من الطبيعي أن يؤدي إلى فيضانات في بعض المناطق».وعزا مدير محطة سد الكرخة محمد رضا يزادي تدفق كميات كبيرة من مياه سد الكرخة إلى «تجنب حدث كبير» في الأيام الأخيرة من شهر أبريل (نيسان) بحسب ما نقلت وكالة «فارس» الناطقة باسم «الحرس الثوري».ونفى المسؤول الإيراني صحة التحذيرات التي تداولتها شبكات التواصل الاجتماعي على لسان خبراء بشأن انهيار السد الذي تفقد منشآته نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري وقائد الجيش أمير موسوي وقادة «الحرس الثوري». وبعد تراجع الفيضانات في المحافظات الغربية أدى تدفق المياه إلى تزايد منسوب الأنهار والسدود في الأحواز وتصر الجهات المسؤولة على قدرة السدود بوجه الفيضانات غير المسبوقة. وقال حاكم الأحواز بأن حجم المياه المتدفقة إلى سد الكرخة يفوق التوقعات بعد توقف الأمطار في المحافظات الشمالية.وتسببت الفيضانات بحالة ذعر وهلع في عموم إيران بعدما شكى أهالي المناطق المتضررة من الفيضانات في 26 محافظة من أصل 31 محافظة إيرانية من بطء الإمدادات. وتقول المصادر الطبية بأن الفيضانات أدت إلى مقتل 70 شخصا في 13 محافظة إيرانية.ولجأ ناشطون إلى شبكات التواصل الاجتماعي لنشر تسجيلات تظهر أوضاع المناطق المحاصرة والنازحين من الفيضانات في ظل تحفظ وسائل الإعلام على نشر معلومات عن أوضاع المناطق التي تحظى بأهمية استراتيجية بسبب وجود منشآت النفط وانتشار القواعد العسكرية.وأعلنت الحكومة وقف العمل في جميع دوائرها والبنوك في المناطق التي طلبت إجلاء السكان وأفادت تقارير محلية عن نقل مرضى المستشفى الوحيد في الخفاجية إلى مستشفيات الأحواز العاصمة. وأعلنت خلية الأزمة الإيرانية عن إقامة 43 مخيما في المناطق الآمنة تستوعب 25 ألفا من النازحين ونشرت قائمة تضم أغلب القواعد العسكرية التي تتخذ من المناطق المرتفعة في محيط المدن مقرا لها.وكلفت الداخلية الإيرانية من محافظات أصفهان وكرمان وفارس وطهران إرسال المساعدات العاجلة ومعدات وآليات إلى المتضررين من الفيضانات في الأحواز.ووصف المتحدث باسم الداخلية سلمان ساماني جحم الخسائر في الأحواز بالواسعة.وأشار منسق الجيش الإيراني الأدميرال حبيب سياري وهو أحد أعضاء خلية الأزمة في الأحواز، في تصريح للتلفزيون الإيراني إلى إجلاء بين 30 ألفا إلى 40 ألفا من مناطق الفيضانات مشددا على ضرورة إجلاء 200 ألف من مدن مجاورة لنهر الكرخة الذي ينتهي به المطاف في هور الحويزة الحدودي.ونشر «الحرس الثوري» تسجيلات في هور الحويزة والمياه تشق مسارها باتجاه أجزاء من الهور وتمنع السلطات الإيرانية إغماره بالمياه بسبب المنشآت النفطية. جاء ذلك بعد ما نشر ناشطون تسجيلات تظهر عدم إغمار الجانب الإيراني القريب من منطقتي الشلامجة والجفير الحدوديتين بالمياه.ونقلت وكالة «إرنا» عن مدير دائرة شؤون المهاجرين عن تخصيص 6 مخيمات لأتباع الدول الخارجية المقيمين في الأحواز من دون التطرق إلى جنسياتهم أو أسباب فصل المخيمات.الناس يفضلون خيار المقاومةقال حاكم الأحواز للتلفزيون الرسمي ليلة السبت بأن سكان المدن يرفضون نداءات إجلاء السكان بعد ساعات من طلب إجلاء 6 مدن عربية تجاور نهر الكرخة الذي يشهد أوضاعا متأزمة بسبب ارتفاع منسوب المياه بسد الكرخة في ضواحي مدينة الصالحية (انديمشك). بدوره، نقل موقع انتخاب المقرب من الرئاسة الإيرانية عن ممثل المرشد الإيراني في مدينة الخفاجية أن سكان المدينة يرفضون ترك منازلهم رغم تحذيرات السلطات.ونقلت وكالات حكومية أول من أمس عن ممثل خامنئي وإمام جمعة الأحواز محمد علي موسوي جزائري أنه «من المؤسف أن الناس بسبب تخلي الحكومة عن وعودها في فيضانات 2017 فقدوا الثقة بالمسؤولين ويحاولون حفظ منازلهم والأراضي الزراعية رغم المخاطر».ناشطون يطلقون حملة مناشدة للإغاثةأطلق ناشطون عرب حملة لمطالبة المنظمات الدولية بالتدخل العاجل لإغاثة المدن العربية والمحافظة العربية المحاصرة بالفيضانات وسط تقارير عن تصاعد الرفض الشعبي للحلول التي تقدمها الحكومة للمناطق المتضررة وفقدان الثقة بين الطرفين.وطالب الناشطون بالانضمام إليهم لمناشدة المنظمات الدولية بسبب مخاوف من تأخر الإمدادات في المناطق التي يشتكي أهلها من التمييز والحرمان رغم وجود غالبية ذخائر النفط الإيرانية على أراضيهم.أصدر المرشد الإيراني أوامر للقوات العسكرية لتعبئة إمكانياتها في المناطق الشمالية التي تضررت في بداية الفيضانات قبل أن تتسع الأزمة إلى محافظات غرب وجنوب غربي إيران.وتناقلت وسائل الإعلام الإيرانية على مدى أسبوعين معلومات عن توتر الأوضاع بين الحرس والحكومة حول تقاسم الأدوار بعد اتهامات للحكومة بالإهمال والتقصير ما أدى إلى تدخل القضاء الإيراني الذي أعلن فتح تحقيق حول القضية.وبموازاة التوتر بين الحكومة والحرس وخروج التوتر في تصريحات مباشرة على لسان الرئيس الإيراني وقائد «الحرس الثوري» دعا المرشد علي خامنئي كبار المسؤولين في الحكومة وقادة القوات المسلحة إلى اجتماع طارئ وكان روحاني الغائب الأبرز.في أثناء ذلك، اشتكى وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي من الهجوم الإعلامي الذي استهدف الحكومة وتوعد القضاء الإيراني بملاحقة ناشطين ينشرون معلومات من مناطق الفيضانات وقالت الشرطة الإلكترونية الإيرانية بأنها تراقب نشاط شبكات التواصل.وقال رئيس القضاء إبراهيم رئيسي لدى ترؤسه اجتماعا في محافظة غلستان شمال البلاد بأن القضاء «سيقوم بدوره في الحصول على ثقة الإيرانيين» مشددا على أن الدستور الإيراني «يوضح الإجراءات الوقائية لمثل هذه الأحداث مثل تجريف الأنهار وبناء السواتر التي تصد السيول» وقال «الجهاز القضائي يجب أن يتابع الإهمال في هذا الصدد عبر جميع خياراته القانونية».

مشاركة :