تعالت أصوات الكثير من العراقيين ضد برنامج «طباب خير» أي فاعل خير، الذي يُعرض أسبوعيًا على فضائية «الرشيد» الخاصة منذ عام ونصف العام؛ حيث يرى الرافضون أنه يسيء كثيرًا للمرأة العراقية، ويضعها في مواقف محرجة على مرأى ومسمع المجتمع العربي بأكمله. وقد تقدَمت نقابة الصحفيين بطلب لوقف إذاعة البرنامج، أيدها فيه قطاع عريض من المواطنين؛ حيث يقوم «طباب خير» على فكرة استضافة عريس وعروسة، ووضعهما في تحديات محرجة مقابل حصولهما على جوائز بينها شاشة عرض تليفزيوني. ويبدأ التحدي بطلب من مقدم البرنامج عمر محمد، بأن تقوم العروس، أو الزوجة بإزالة مساحيق التجميل عن وجهها، بينما يتم اصطحاب الزوج إلى أحد الغرف لتصفيف شعره، وارتدائه حُلة يبدو فيها كأنه عريس؛ ليخرج بعدها متـأبطًا شابة ترتدي فستان زفاف، وقد استخدمت مساحيق التجميل. ويكتمل المشهد برقص الزوج مع العروس (المفترضة)، بينما تشاهد الزوجة ما يجري. ويمكن لأي من الزوج أو الزوجة إيقاف اللعبة في أي وقت، لكنهما سيخسران التحدي، وأحيانًا تُستفَز الزوجة لدرجة أنها تقوم بدفع الممثلة (العروس) الممسكة بيد الزوج، الذي يبدو في كثير من الأحيان غير منزعج من الموقف، بل حتى سعيد بحجم الاهتمام المنصب عليه، وغالبًا ما تظهر الممثلات وهن يضحكن من رد فعل الزوجة. من ناحيتها، رفضت الناشطة في منظمة حقوق المرأة العراقية شمس محمد، الطريقة التي يُصوِر البرنامج بها المرأة، قائلة: إن فكرة البرنامج تقوم على إثارة غيرة المرأة بالمواقف المهينة تحت إطار الكوميديا، وجعل الزوجين أضحوكة، مضيفة: «بصراحة الموضوع مو مستاهل (أي لا يستحق)، فالرجل لا يقبل أن تتعرض زوجته لمواقف كهذه، ولا مستاهل المرأة تهين نفسها وتوصل لمرحلة ذرف الدموع؛ بسبب التعرض لمواقف استفزازية مثل الغيرة، والمقابل هدية مثل شاشة تلفاز. المفروض مشاعرنا وكرامتنا تكون أغلى.. الزواج منظومة مقدَسة، ليش الاستخفاف بها بالشكل المهين». وفي الأول من أبريل الجاري، أصدرت النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين، بيانًا طالبت فيه بإعادة النظر في صياغة فكرة البرنامج، أو إيقافه. وفيما قال مسؤول وحدة الرصد بالنقابة حيدر الميثم: إن مثل تلك البرامج تسيء للعائلة العراقية بصورة عامة والمرأة بصورة خاصة، رأى مقدم البرنامج عمر محمد، أن ما يقدمه هو دعم للمرأة، لافتًا إلى أن مجرد إظهاره للمرأة العراقية على التلفزيون يُعد تحديًا للمجتمع. وقال عمر برأيي أن البرنامج، أعطى حرية كاملة للمرأة بأن تعبر عن غيرتها على زوجها، وأن تعبر عن حبها لزوجها ومدى ثقتها به رغم المشاهد التمثيلية.. وفي حلقات كثيرة الزوجة هي من رقصت مع الزوج بدلًا من الممثلة، مضيفًا: نحن مجتمعات ذكورية، تعطي الحق للرجل أن يذهب للمقاهي وأن يدخن النرجيلة، وأن يتجول في المولات وأن يظهر على التلفاز، لكن إن ظهرت المرأة (على التلفاز) فيعتبرون أن الرجل عديم الغيرة.
مشاركة :