شهدت ليبيا تطورات ميدانية جديدة على خلفية العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش الليبي؛ لتحرير العاصمة طرابلس. وأكد الجيش الليبي أنه شن ثمانية غارات في ضواحي طرابلس على تجمعات مسلحة لحكومة الوفاق التي أكدت أن طيرانها ردَّ بغارة على مواقع للجيش جنوب العاصمة، فيما طالبت الأمم المتحدة بهدنة في البلاد لإجلاء الجرحى والمدنيين، وفقا لقناة العربية. ونقلت قناة «العربية» عن مصادر تابعة لحكومة الوفاق قولها: «إن 21 قتيلًا وقعوا في اشتباكات طرابلس». وما زالت الأحداث في ليبيا مرشحة للتصعيد، فبينما اتهم رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج المشير خليفة حفتر، بعدم الالتزام باتفاق قال «إنه تم توقيعه بين الطرفين نهاية فبراير الماضي في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ويتضمن تشكيل حكومة موحدة وتنظيم انتخابات قبل نهاية العام». إلى ذلك وصف مراقبون التصريحات المتبادلة بين القوى المتصارعة في ليبيا، بأنها أشبه بمباراة «بنج بونج»؛ فخروج بيان من جهة حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، يعقبه رد سريع من الجبهة المقابلة بقيادة المشير خليفة حفتر؛ تعكس هذه البيانات والتصريحات حقيقة ما يجري ميدانيًا من حيث بسط النفوذ والسيطرة. وأعلن المتحدث باسم «الجيش الليبي» بقيادة حفتر، اللواء أحمد المسماري، (في وقت سابق) أن «رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فايز السراج فشل في نيل الثقة من البرلمان، ولم يكسب أي شرعية من البرلمان أو أي جهة رسمية»، قائلًا: «حسمنا قرارنا مع السراج والكلمة ستكون في المعركة». ورد المسماري على رئيس حكومة الوفاق، قائلاً: السراج تحاشى دائمًا التوقيع على أي اتفاق مع حفتر، ولم يعد بإمكاننا الصبر أكثر على المراوغات (...) وعملية «طوفان الكرامة» في طرابلس- العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الليبي لتحرير العاصمة طرابلس-، مستمرة فلقد تجاوزنا مرحلة التصريحات، مشيرًا إلى أن «عملية السيطرة على طرابلس ستكون أسرع مما تخيلنا». ولم تغب أطراف خارجية عن المشهد في ليبيا؛ حيث كشف المسماري، أن «قطر وتركيا أرسلتا أسلحة وذخائر لجماعات إرهابية في طرابلس»، مؤكدًا أن «هدف الجيش الليبي تأمين العاصمة وتجنب توسيع رقعة المعارك»، مشددًا على «حرص الجيش الليبي على تجنب استخدام السلاح الثقيل في المعارك حفاظًا على أرواح المدنيين». كان الجيش الوطني الليبي، أعلن في الرابع من أبريل الجاري إطلاق عملية عسكرية لتحرير العاصمة طرابلس، وذلك بعد سيطرة قواته على مدينتي صرمان وغريان؛ حيث صدرت أوامر قائده المشير خليفة حفتر، لقواته بالتقدم تجاه العاصمة طرابلس، وذلك بعد الإعلان عن عملية غرب البلاد للقضاء على الإرهاب، ووصلت القوات إلى الجنوب مباشرة من مدينة غريان، الواقعة جنوبي العاصمة طرابلس.
مشاركة :